اذا تفعل طائرات التجسس فوق سوريا؟
لن ينفع الدستور الجديد في إنهاء الأزمة السورية، كما لن تنفع الضغوط الدبلوماسية العربية والدولية في وقف إراقة الدماء.
فالمعارضون للنظام يفضّلون الموت على دستور يشرّع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد حتى العام 2028، كما ان النظام يفضّل القتال حتى الموت على الانصياع للضعوط الدبلوماسية، لأنه يرى فيها نهاية لأربعين سنة من حكمه.
وعلى رغم النفق الذي وجد السوريون أنفسهم عالقين في داخله بلا أفق ولا نتيجة حتى الآن، بدأت واشنطن وحلفاؤها في منطقة الشرق الاوسط يقطفون أولى ثمار الهجوم على سوريا، التي تشكل ساحة جيو- استراتيجية مهمة في خلق موازين القوى في المنطقة.
فالادارة الأميركية ومعها المملكة السعودية وتركيا، والتي تسعى من خلال محاولة تغيير النظام في سوريا الى تصحيح الخلل في ميزان القوى المائل لمصلحة إيران في المرحلة الراهنة، تحتفل بخسارة طهران ودمشق ورقة حركة “حماس” الفلسطينية، التي انقلبت على تحالفها مع النظام في سوريا وأعلنت وقوفها الى جانب الشعب السوري بكل صراحة ووضوح، وإن على خلفية مذهبية.
ولعل هذا يؤشر الى خطورة ما بلغه النزاع السني – الشيعي، حتى أن عالم الدين السعودي عائض القرني الذي أفتى بقتل الرئيس الأسد، اعتبر “ان ذلك أولى من قتل الصهاينة”، داعياَ الشعب السوري الى حمل السلاح ضده، والى ضمان الأمن والحرية لجميع الأقليات والطوائف.
ماذا بعد؟
وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي أربكت المراقبين بتصريحاتها المتناقضة أول من أمس، أبلغت الى نظيرها التركي أحمد داود أوغلو ان المرحلة المقبلة سيتمّ التركيز خلالها على إرسال مساعدات إنسانية للشعب السوري، ثم انتظار نضوج الخطوة الثانية وهي تأسيس منطقة معزولة السلاح وحمايتها عسكرياً، وتقديم مساعدات تكنولوجية واستخباراتية الى المعارضة السورية مع استمرار الضغط الدبلوماسي وتعزيز العقوبات على دمشق.
غير أن هناك ما يثير التساؤل فعلاً على رغم كل التصريحات بعدم وجود نية دولية للتدخل العسكري المباشر في سوريا، وهو وجود طائرات إيرانية من دون طيار تحلق فوق المناطق التي تشهد اضطرابات في سوريا، في مقابل طائرات تجسس عسكرية أميركية أيضاً من دون طيار تستكشف المجال الجوّي السوري “لمراقبة الهجمات ضد المعارضة والمدنيين بهدف استخدامها كدليل مرئي، إضافة الى الاتصالات التي تجريها الحكومة والجيش والتي يتم رصدها لتقديمها كوقائع وحجج من أجل رد دولي واسع النطاق”، حسب مصادر عسكرية أميركية عليا.
فهل يحصل اصطدام جوّي الكتروني في الأجواء السورية ويكون الشرارة لعمل عسكري أوسع، ام تبقى الأمور في إطار حرب المخابرات؟