الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

       جورج سولاج اقرأ المزيد...

 

 

 جورج سولاج


مواجهة عسكرية أميركية - روسية قبالة السواحل السورية؟

الثلاثاء 06 كانون أول 2011

مجموعة السفن الضاربة التابعة لسلاح البحر الأميركي لا تقوم برحلة سياحية قبالة السواحل السورية في هذه الأيام الحبلى بالأحداث والتغييرات في المنطقة.

وكذلك هو الأمر بالنسبة للقوّة البحرية الروسية التي ستتجه هذا الشهر من شمال روسيا إلى قبالة السواحل السورية.

إنّها رسائل متبادلة في اتجاهات عديدة:

1 - رسالة أميركية إلى النظام السوري بأنّ الولايات المتحدة جدّية في تصميمها على إيجاد نظام بديل في بلاد الشام.

2 - رسالة أميركية إلى المحتجّين من الشعب السوري بأنّهم ليسوا متروكين، بل خلفهم دعم قوي لتحقيق مطالبهم، ما يبقي على زخم الحراك الميداني.

3 - رسالة إلى إيران بأنّ انسحاب القوّات الأميركية من العراق لا يعني الخروج من المنطقة، والتسليم بتفوّق طهران في ميزان القوى الاستراتيجي في الشرق الأوسط.

4 - رسالة أيضاً بأنّ التوجّه الحالي بعدم الرغبة في التدخّل العسكري في سوريا، ليس قراراً نهائياً، وأنّه قد يتبدّل في أيّ لحظة في ضوء ظهور أيّ مبرّر لذلك.

5 - رسالة روسية الى سوريا بأنّ لا شيء محسوماً حتى الآن، وبأنّها تستطيع أن تعتمد على "فيتو" عسكري روسي أيضاً، بعد الفيتو السياسي في مجلس الأمن الدولي.

6 - رسالة روسية إلى واشنطن مفادها: نحن هنا. ولا بدّ من التفاهم معنا، وأخذ المصالح الروسية الاستراتيجية في الشرق الأوسط في الاعتبار، من دون مراوغة كما حصل معنا في ليبيا.

7 - رسالة روسية إلى المملكة العربية السعودية للتذكير بضرورة الإقدام على شراء الأسلحة الروسية التي تمّ التفاوض عليها سابقاً، وضمان حصّة نفطية بقيمة عشرين مليار دولار، كمدخل أساس لرفع الفيتو الروسي وإطفاء الضوء الأحمر لمهاجمة النظام السوري وتعديل موازين القوى في المنطقة.

ولكن هل سنشهد مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة قبالة الساحل السوري؟

يؤكّد الخبراء العسكريّون أنّ القدرات القتالية للمجموعة البحرية الروسية، أقلّ بكثير من القدرات القتالية للأسطول الأميركي السادس المرابط في البحر الأبيض المتوسط، خصوصا أنّ الأسطول الأميركي يضمّ حاملة الطائرات النووية الحديثة "جورج بوش"، المصنّعة عام 2009، وهي تتفوّق من حيث التسلّح والقدرات القتالية على حاملة الطائرات الروسية "كوزنيتسوف" التي صنعت عام 1990، والمقرّر أن تبحر إلى قبالة ميناء طرطوس السوري من دون أن تدخله، نظراً إلى ضخامة حجمها.

ثم إنّ زيارة القوّة البحرية الروسية تمّ التخطيط لها عام 2010 حيث لم تكن هناك أحداث في سوريا، ولا توجد أسباب تدعو إلى إلغائها أو تأجيلها الآن، كما أنّ هذه القوّة لن تصل إلى طرطوس قبل الربيع المقبل، وليس هناك اليوم من يتحدّث عن نشوب معركة بين القوّتين لأنّ أيّ هجوم على سفينة من الجانبين سيعتبر إعلان حرب، مع ما ينجم عن ذلك من عواقب.

إلّا أنّ تواجد سفن ضاربة أميركية وروسية وجهاً لوجه قبالة الساحل السوري، يضيف عناصر جديدة للتوتر في منطقة ساخنة أصلاً، ولا يساعد إطلاقاً في إيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية.

 
المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها