الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

       جورج سولاج اقرأ المزيد...

 

 

 جورج سولاج


بعد سقوط "الملك" لا جدوى من الحوار

الثلاثاء 26 تموز 2011

"التغيير آتٍ في سوريا سواء بقي النظام أو رحل"، هذا ما تؤكّده الدوائر الغربية المعنيّة بشؤون الشرق الأوسط.

 إلّا أنّ انعكاس هذا التغيير على لبنان يشغل بال هذه الدوائر، خصوصاً لناحية تعاطي الأفرقاء المحلّيين مع النتائج، بمعنى هل يعرف اللبنانيّون كيف يستفيدون من تطوّر الوضع مستقبلا في سوريا، أم أنّهم سيضيّعون فرصة تاريخيّة أخرى لتحقيق استقلالهم السياسي؟

 يجيب دبلوماسي غربي كبير على التساؤل المطروح حول ما ستكون عليه علاقة لبنان بسوريا بعد التغيير بالقول: "هناك فرصة جدّية لتحقيق استقلال حقيقي للبنان، وإبعاد القبضة السوريّة عنه، فإذا رحل النظام وتسلّمت المعارضة الحكم في سوريا، فعلى سنّة لبنان وفي مقدّمهم الرئيس سعد الحريري أن لا يستقووا بالنظام الجديد لكي لا يفسحوا المجال لعودة التدخّل السوري في الشؤون اللبنانيّة، واستبدال القبضة العلويّة بالقبضة السنّية السوريّة.

 وإنّ سوريا العلمانيّة، ولو في لون سنّي كما النموذج التركي كنظام، يجب أن تشكّل فرصة إضافيّة لاستقلال لبنان، الذي يجب عليه أن يتعاطى مع سوريا – التغيير، مثلما يتعامل مع تركيا.

 وإذا بقي النظام وتمّ التغيير، فلا بدّ "لقوى 8 آذار من أن تتحرّر من القبضة السوريّة لمصلحة بلدها، بدل الاستمرار في فخّ الاستقواء الخارجي".

 هذا من الناحية النظريّة، أمّا عمليّاً، فترى الدوائر الغربية أنّ الحلّ يكمن في مصالحة لبنانية – لبنانية برعاية سعودية – تركية – إيرانية، بصرف النظر عن مسار المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، من أجل أن يتمكّن بلد الأرز من مواكبة التغيير في سوريا بنهضة لا تؤمّنها إلّا مصالحة جدّية، تنتج عنها حكومة وحدة وطنية حقيقية.

 وهذه النقطة كانت أبرز بنود الـ"س – س" في مشروع الاتّفاق الذي لم يرَ النور.

 أمّا بالنسبة إلى المحكمة، فإنّ النظرة الغربيّة هي أنّه "لا يمكن أحدا إسقاطها ولا إلغاؤها، وأنّ من الأفضل أن يقبل بعض اللبنانيين بوجود شكّ في أسماء متورّطة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لأنّه تحت سقف المصالحة والاستقرار يمكن التفكير في احتمال إيجاد تسوية وطنيّة.

 غير أنّ مواكبة التغيير في سوريا لا تبدأ بعد تحقيقه، بل منذ الآن، لأنّ الفريق اللبناني الذي يراهن على بقاء النظام وسيطرته على الأزمة والنجاح في مواجهة المجتمع الدولي، سيسقط مع سقوط هذا النظام، ولن يجديه حوار داخلي ولا مصالحة، عندما يُعاد خلطُ الأوراق في المنطقة "ويسقط الملك".

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها