الوعد الصادق والنصر
الكاذب
20/9/2006
غدا ستنكّس إسرائيل
أعلامها!
غدا وقبيل دخول السبت
عند اليهود، سيتسمّر هؤلاء "الصهاينة المهزومون" أمام شاشات
التلفزة وعيونهم محدقة بمهرجانات النصر العارمة تجوب شوارع ضاحية
بيروت التي تغص برايات النصر، وبيارق الانتصار وصور الأبطال
والشهداء، والأئمة والآيات...
غدا سيحتفل حزب الله
بدمار لبنان، بقتل مئات اللبنانيين، وجرح الآلاف وتشريد مئات
الآلاف..
غدا يوم من تاريخ
الأمة! وأية أمة؟
غدا سيحتفل المهزوم
بالنصر، وسيبكي مجده الضائع، وتاريخه المزيف، وحاضره المتهاوي،
ومستقبله المعدوم.
غدا ستكون آخر إطلالة
للوقوف على الأطلال!
غدا ستشهد بيروت
وبالتحديد "الضاحية الجنوبية" مهرجان النصر الإلهي!
ليس غريبا أن يبتدع
حزب الله "النصر الإلهي" أو أن يخلق نصرا من قلب الهزيمة! أو أن
يحول الانكسار إلى انتصار! وان يوجده من العدم، بالصياح والهتاف،
بالخطابات الفارغة والكلمات الرنانة- الطنانة! وبالحقيقة ليس غريبا
ان يصنع نصرا بالكذب والرياء، فيتلاعب بمشاعر مناصريه ومؤيديه
ويوهمهم ان هناك نصرا ابتدعناه لكم لتحتفلوا به!!
لنسلم ان هناك "نصر
الهي" انما اين سيحتفلون به؟
هل هناك ضاحية
جنوبية؟! وهل هناك مربعا امنيا؟!
وهل هناك ساحات
وميادين؟ تلك التي كانت في السابق ملاعب الاستعراض والبهلوانيات؟!
وهل هناك سيد؟ وامين عام؟ وخطيب ديماغوجي؟ ام انه سيغيب عن هذا
الحدث الجلل؟ كيف ستفور الدماء في عروق الاستشهاديين دون" ميرابو
العرب"؟ كيف سترتفع الاصوات بالتكبير وتتعالى الايدي والرايات
مزهوة خفاقة بغياب سطوة "ميرابو الفرس"؟.
سيفقد هذا الاحتفال
رونقه وحرارته بغيابك "المبرر" يا سماحة السيد!
غيابك سيشكل صدمة
كبيرة! ليس فقط للمناصرين والمجاهدين، والمحتفلين، بل ايضا لسلاح
الجو الاسرائيلي ربما!! الذي سيفتقد حضورك الفاعل بعدما انتظر هذه
الفرصة طويلا!
ربما نعم وربما لا!
انتم فقط تعلمون، هل
وجهتم الدعوة اليه؟
هل هو مدعو؟ ام انه
ضيف شرف؟ ام ضيف ثقيل؟
وهل سماحته سيخطب؟ وهل
اسرائيل ستضرب؟ وهل الشعب سيهرب؟
ام كل شيء سيمر بامان!
ويحقق اهدافه هذا المهرجان!
ويحتفل بنصره لبنان!
النصر الذي اعاده عقودا من الزمان!
وقتل البشر ودمر
البنيان! واوقع المواطن بين المطرقة والسندان!
هذا النصر الذي غيب
ازلام ايران في الدهاليز والحفر وكهوف النسيان...
سنفتقدك يا سماحة الامين العام، سنفتقد النبرة والعبرة، والاسلوب
والخبرة، والعباءة والعمامة، والسبابة الحسامة! وسنفتقد مرادافات
العزة والشهامة...
حياكم الله ودمتم
بالسلامة!
|