ليست تنبؤآت
عشية الثامن من
حزيران موعد جلسة الحوار الوطني اللبناني – ربما الاخيرة- ومع قرب انتهاء
اللعبة السورية على الطاولة المستديرة الشرق اوسطية! ومع اقتراب الموعد
المحدد للمحقق الدولي سيرج براميرتس لتقديم تقريره (المفاجأة) بدأت تلوح في
الافق دلائل فتنة داخلية اقليمية خاطها النول السوري بخيوط من النسيج
الايراني "الفاخر" ليرتديها ازلامهما في لبنان.
وهذا المخطط حيك
بعناية ودراية بانتظار الأوامر لتنفيذه ويعتبر رصاصة الرحمة الاخيرة التي
يحتفظ بها النظام السوري وهو يدرك جيدا ان ركائزه بدأت تنهار وسيكون سقوطه
عظيما... فقدمه الاولى باتت على ابواب سجن العدالة الدولية والثانية على
ابواب مقبرة التاريخ..
والمخطط –الفتنة
ينتظر التوقيت فقط لأن المكان متفق عليه سابقا وساحته لبنان طبعا!
فعلى صعيد الوضع
السياسي الداخلي في لبنان وبهدف افشال مؤتمر الحوار الوطني والضغط على
الحكومة وعرقلة مسيرة الانماء وبلبلة الوضع الاجتماعي والاقتصادي وخلق حالة
من الارباك والتشتت... ستعمد سوريا من خلال ادواتها في لبنان على ما يلي:
-
خوض جولة جديدة
من الاغتيالات ستطال كل هدف يمكن الوصول اليه وهذه الاهداف معروفة ومراقبة
وملاحقة من قبل مخابراتها واجهزتها المتغلغلة في كل لبنان
-
موجة جديدة من
التفجيرات العشوائية في بيروت وبعض المدن الاخرى
-
التحرش والتعدي
على الجيش اللبناني من قبل المنظمات الفلسطينية التي تأتمر بأوامر دمشق
مباشرة
-
اطلاق التصريحات
التحريضية ورمي الاتهامات ونبش رواسب الماضي بواسطة ابواقها في لبنان امثال :
اميل لحود، حسن نصرالله، عمر كرامي، وئام وهاب، عاصم قانصو...
-
محاولة اضعاف
القوى "المسيحية" الفاعلة (قوى 14 آذار، القوات اللبنانية، بكركي، الجمعيات
والمؤسسات وكل صوت قد يصل الى عواصم القرار)
-
على الصعيد
الاقليمي ستعمد على:
-
اغتيال مسؤولين
فلسطينين او لبنانيين لاتهام اسرائيل والرد عليها كما حصل منذ مدة قصيرة وذلك
بغية ردة فعل اسرائيلية، يليها رد من حزب الله، وهكذا دواليك، فعل وردة فعل
الى ان تصل الامور الى ما لا تحمد عقباه، وبذلك يكون النظام السوري الغارق في
بحر الجريمة قد امسك بقشة الخلاص!!
وبما ان الرد
الاسرائيلي ربما يتطور الى حرب ضروس للقضاء على الترسانة الصاروخية لحزب
الله، ستعمد سوريا لزج المنظمات الفلسطينية في الرمال اللبنانية تحت ستار
مساعدة المقاومة والدفاع عن مواقعهم "المشروعة" والتصدي " للعدوان الصهيوني"
وكل هذا بهدف اعادة خلط الاوراق من جديد والامساك بزمام الامور.
* يعلم النظام
السوري جيدا انه وضمن ملفات المحقق الدولي سيرج براميرتس تكمن فضائح واسماء
ومفاجآت كثيرة!! وعليه سيكون موقف دمشق في الخامس عشر من الشهر الحالي حرجا
للغاية.. والسبيل الوحيد للخروج جزئيا من هذا المأزق – بالمنظار السوري طبعا-
هو ادخال المنطقة في آتون حرب قد تطغى بمفاعيلها وتشعباتها عما سيصدر عن مجلس
الامن.
-
ايضا وايضا تعلم
ايران (رئيسا ومرشدا) ان هكذا وضع على الحدود الاسرائيلية وداخل الاراضي
اللبنانية سيوجه انظار العالم اليه، ويشغل الادارة الاميركية وأروقة الامم
المتحدة ( وكلما كان الحدث عظيما كلما ابتعدت عيون الرصد والضغط عن ايران)
فالموقف السياسي والعلني في طهران سيصب لمصلحة سوريا وحزب الله ويتحول
التخاطب الايراني- الدولي من اللغة النووية الى اللغة العسكرية- السياسية!
والنتيجة بنظر نظام الاسد واحمدي نجاد انه سيطلب منهما التدخل السريع لايقاف
او لجم (الحصان الهائج) في جنوب لبنان، اكان ذلك تحت التهديد الاسرائيلي
العنيف او بطلب من الامم المتحدة والقوى الفاعلة..
لكنه في
الحقيقة سيكون الواقع خلاف هذه المراهنة الخاسرة!
-
اذن ليس بيد
سوريا اي ورقة رابحة ستلعبها اقليميا الا ورقة حزب الله، والمنظمات
الفلسطينية التي تدور في فلكها من خلال التصعيد الامني في الجنوب اللبناني.
لكن المجتمع الدولي بات واعيا وحاضرا، والامم المتحدة والقوى الكبرى وعلى
رأسها الولايات المتحدة الاميركية لم تتهاون هذه المرة وستعمل ليس على الدعوة
لوقف اطلاق النار او اعادة الامور الى نصابها انما سيكون الوضع مغايرا
والقرار صعب والصدمة كبيرة!! وسينقلب السحر على الساحر
|