شخابيط على حائط الوطن
الشخبوط الأول :
أخيرا تكلم أحد مستشاري رئيس الوزراء بعد أن بح صوتنا ووصل
صراخنا إلى عنان السماء نتيجة سوء أداء وزارة الخارجية العراقية
التي وصل مستواها للحضيض في ظل ترؤس هوشيار زيباري وزارتها ،
بسبب عدم كفاءته لإدارة وزارة بمستوى وزارة الخارجية أولا ،
وانشغالاته المتعددة بأموره الخاصة ثانيا حيث ( نقل العسكري
شكاوى قادة مصريين من تصرفات وزير الخارجية هوشيار زيباري مثل
قضاء ليالي حمراء أثناء قيامه بزيارات رسمية وهو ما لا يليق )
راديو سوا
http://www.radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=1518375&cid=24
كما ذكر مستشار رئيس الوزراء سامي العسكري ، وقال معللا عدم
كفاءة الوزير زيباري (أفشل الوزارات وأكثرها فسادا ) . وأضاف
والكلام لا زال للعسكري" فلا يزال عناصر النظام السابق وأجهزته
المخابراتية تعبث فيها أو أنها أصبحت تحمل لون طائفة أو شريحه
معينة دون غيرها، فضلا عن إن هناك فساداً مالياً وإدارياً كبيراً
في وزارة الخارجية وعدم عدالة في توزيع الوظائف". الم نقل ذلك من
قبل يا مستشار رئيس الوزراء ولم يسمعنا احد وأضيف لك من الشعر
بيت كما يقول العرب فهناك نشاطات اخرى يقوم بها (السيد الوزير)
ممكن ان نهمس بها فقط في اذن رئيس الوزراء وحده إذا كانت لديه
رغبة بذلك ، خاصة بعد تصريحات ( السيد الوزير ) وهو يحاول تفنيد
ما صرح به سامي العسكري عندما يقول وهو غير صادق نهائيا عندما
يقول في تصريحاته لراديو سوا (وقال زيباري إن العمل في وزارته
يتسم بالشفافية الكاملة وإنجازاتها معروفة للقاصي والداني على
الصعيد الأقليمي العربي والدولي ). وسؤالنا اين هي انجازات
وزارتكم التي لم تستطع دبلوماسيتكم أن تعيد سفراء الدول العربية
لبغداد حتى الان ، ناهيك عن بقية الدول الاوربية ؟ ، وما الذي
قدمته سفاراتكم للمواطن العراقي في الخارج على كافة الصعد ؟! .
ثم أين ما قلته حول تطهير سفاراتنا من العناصر البعثية ووزارة
الخارجية التي ذكرت في مقال سابق تهجم احد مدراءك العامين
والمدعوم منك شخصيا وكان ضمن طاقم النظام الفاشي السابق عندما
قال معترضا على ما وصلت إلى الوزارة من شكاوى لترشيح بعثيين
كانوا مع النظام السابق ويشاركون في كافة حفلاته ونشاطاته
وانقلها هنا حرفيا ( شنو يريدون هذول نقتل الناس ؟ ، خلي ياكلون
خره ) . وأتمنى أن ترد على الصحافة إذا كنت تملك قدرا من الحقيقة
والشجاعة على ما نقول كونك ذكرت في حديثك السابق ذكره (ووصف
زيباري اتهام العسكري بوجود عناصر من مخابرات النظام السابق
يصولون ويجولون في وزارته، بالإسطوانة المشروخة، موضحاً أن
وزارته قامت بأكبر قدر من عمليات "التطهير والتنظيف" من تلك
العناصر السيئة والمخابراتية التي أساءت إلى الدبلوماسية
العراقية وانتهكت الحقوق ) .
أما سفاراتنا فعيني باردة عليها ونخاف عليها وبصراحة من الحسد
لكثرة (نشاطاتها وتجاوزها للروتين ) ، والدليل على ذلك إن وزارة
الخارجية العراقية لم تحل للآن مشكلة العراقيين المتواجدين في
الخارج ممن يحتاج لتغيير جوازه للجواز الجديد الحرف
G
وتقع في نفس الاتهام وزارة الداخلية العراقية التي لا زالت (
تتهاوش ) مع وزارة الخارجية بمسؤولية من تقع عليه المصروفات
البريدية لإرسال الجوازات العراقية الجديدة من وإلى السفارات
العراقية في الخارج ، رغم
إن
ميزانية العراق كما يقال 52 مليار دولار بالتمام والكمال ، وفي
وسط هذا الجدال السخيف والعقيم بين الوزارتين يقف المواطن
العراقي حائرا منتظرا وصول جوازه لكي يختم عليه إقامته أو يسافر
به لقضاء حاجة أو عمل ، أو يدفع المقسوم للبعض إن كان في الداخل
أو في خارج العراق – رأيت من دفع واستلم في بلد أوربي وكذلك حصل
البعض على جوازات وهم نيام في بيوتهم من داخل العراق -
والاتهام هنا موجه لوزارة الداخلية بالتحديد .
ولا زالت هناك وللآن منظمات دولية يهيمن عليها بوضع اليد ازلام
النظام الفاشي ممن تمت تزكيتهم بواسطة المخابرات العراقية
السابقة ، وهم من يديرون كل شئ ويتحركون على الساحة الدولية
إضافة لبعض المواطنين العرب والوزارة ورئيس وزرائها يغط في نومه
. وهنا في النمسا أربع منظمات دولية مهمة تحتاج لإدارة وكوادر
وطنية عراقية بعيدا عن المحاصصة القومية والطائفية ، وأن تدار
بأيادي اختصاصيين عراقيين يهمهم حب العراق وتقدمه .
لكن ما يثير الغرابة تمسك التحالف الكردستاني بوزارة الخارجية
رغم فشل وزيرهم وتصريحات الجميع من المحاصصين بانهم يوافقون على
تشكيل حكومة تكنوقراط بينما هم يكبلون يدي رئيس الوزراء بضغوطهم
اللاديمقراطية داخل البرلمان الذي يتمتع بعطلات يحسده عليها حتى
العاطلين عن العمل .
الشخبوط الثاني:
سراق العراق الجديد كثر وبدون عدد حتى اختلطت أسمائهم على الناس
فقد كنا نعرف شخصا يعيش في دمشق الشام وفي شارع الأمين وفي مكان
متواضع باسم ( بيان جبر ) مسؤول عن إصدار جريدة المجلس الأعلى (
نداء الرافدين ) ثم رأيناه بعد ( تحرير العراق ) باسما ً آخر
فضاعت علينا الحسبة كما يقول العراقيون كوننا كنا نقارع النظام
بأسمائنا وشخوصنا الحقيقية أيام شدته وقبضته الحديدية على العراق
دون خوف أو وجل ، ونكتب في الصحف والمجلات فاضحين ممارسات النظام
الفاشية ، ونتظاهر في الشوارع واما سفارات النظام الفاشي التي
كانت تعج برجال مخابراتهم الذين بقي منهم الكثير في زمن ( الحرية
) ، بينما تخفى البعض خلف أسماء وهمية ونحن نطارد في معظم
العواصم (العربية ) و ( الإسلامية ) كطهران حيث كتب البعض علينا
تقارير من الجماعات الإسلامية ( كثر الله خيرهم ) ، والبعض الآخر
وعندما احتجنا لرسالة تأييد منهم لاستلام أثاثنا القادم من
الكويت ( تعطفوا ) علينا لكي نرشوهم بكم ألف تومان من موظفي
المجلس الأعلى في فردوسي بطهران وقلت يومها :إذا كانوا الآن
يقبعون في بناية تابعة لإيران ووسط طهران واخذوا منا رشوة فماذا
يفعلون عندما يستلمون السلطة ؟؟! . وها قد صدق حدسي وظهر ( أشكال
وارناگ ) من حرامية السلطة ( الجديدة ) المتلفعة بالعمائم السود
والبيض مع الافندية .
وأحد هؤلاء ممن قال عنه مستشار رئيس الوزراء العسكري (أن وزير
المالية لا يحمل أي إختصاص في الشؤون المالية ولم يقم بزيارة مقر
وزارته منذ توليه مهامه وحتى الآن ) . ترى أين العدل في تولي
البعض لمعظم الوزارات العراقية في عراقنا ( الجديد ) ؟ . وكيف
أصبح للوزراء وأقاربهم ومحاسيبهم الفلل والقصور والمطاعم الكبيرة
في أوربا بعد استيزارهم ووزير المالية واحد ا منهم ؟؟! .
الشخبوط الثالث:
أصبت بالهلع وخيبة الأمل من تصريحات كاك مسعود برزاني عندما أعاد
تهديده في مقابلته للعربية باسترجاع كركوك بالقوة والظاهر إن
البعض لا زال يردد بعض المصطلحات الغريبة على شعب وعى وصحا ومل
من تقديم القرابين التي أوصلته لكي يفتش عن رزقه وسط فتات ما
يقدمه المسؤولين إليه في زمن تبدلت فيه مفاهيم الوحدة الوطنية
باستعمال القوة داخل الوطن الواحد وبمفاهيم تتردد وسطها عبارات
الفيدرالية والإقليم وغيرها . خاصة إن حكومة الإقليم لم تتحرك
بالضغط على الجهات التي أبعدت حبل المشنقه عن مجرمي الأنفال
الذين يسرحون ويمرحون في سجن( الإخوة)
الأمريكان ( قدس سرهم الشريف ) ، والبعض الآخر من المجرمين يصول
ويجول في أرجاء أوربا ويشارك البعض منهم في عقد صفقات السلاح
كخبير عسكري للإخوة الكرد وللضحايا من جريمة الأنفال الدعاء لله
فقط .
وقد حصل الإقليم قبل أيام بالتهديد بسحب الثقة من رئيس الوزراء
على مطلبه بتخصيص 17% من ميزانية العراق التي كانت حسب ما توصلت
إليه وزارة التخطيط هي (
13. 3%
) ووفق جميع إحصاءات النفوس منذ عام 1947 حتى يومنا هذا أي إن
الإخوة الكرد اخذوا وعن طريق الفهلوة (3.7%)
زيادة عن نسبتهم الحقيقية . وهو غير ما يحصلون عليه من أموال
كمارك ومكوس وضرائب بدءا من معبر إبراهيم الخليل الحدودي ، وما
أدراك ما إبراهيم الخليل حتى اصغر ضريبة يدفعها المواطن الكردي
العراقي المغلوب على أمره . وأخيرا الصراع مع الحكومة المركزية
بغية التنقيب عن النفط وأيضا بطريقة الفهلوة ( شايفين هيجي
فيدرالية ؟؟! ) .
الشخبوط الرابع :
للنائب عن البصرة عن قائمة أياد علاوي ( الوطنية للكشر ) سابقا
والمستقل بعد أن بلع اللقمة الشهية حاليا بواسطة قائمة علاوي
تصريح حول قرب إعلان إقليم البصرة في أول الشهر المقبل سؤال مهم
جدا يتلخص بمن سيتحقق تشكيل الإقليم ، وهل سيتم تشكيل الإقليم
وفق آراء وتقييمات وحصص المهيمنين على محافظة البصرة الآن ممن
يتقاتل على الحصص النفطية المسروقة علنا ، ومن خرجوا للوجود كأي
نبت شيطاني بعد سقوط نظام العفالقة ، ممن لا نعرف نحن البصريين
الحقيقيين تاريخهم الشخصي والنضالي ، وما هو دور كل منهم إثناء
النظام الفاشي ومن كان منهم من (الصفيقة ) لـ ( الرئيس القائد )
ومن كان منهم من كتاب التقارير التي أودت بحياة شهدائنا ؟!
أسئلة عديدة على القاضي الكريم ( وائل عبد اللطيف ) أن يرد عليها
وألا ما معنى أن ينفرد البعض ممن لا ناقة له ولا جمل بالعلم
والثقافة والسياسة لكي يقرر مصير أكثر من مليونين ونصف المليون
من أهل البصرة ضاربا بعرض الحائط آراء ومقترحات ودور الجمهور
الأعظم من الأكاديميين والعلماء والأدباء والفنانين وشخصيات من
بيوتات البصرة الكرام كآل النقيب وآل باش اعيان وآغا جعفر والبچاری
وغيرهم من الذين تعج بهم المعمورة ، ودون أن يدعوا لمؤتمر موسع
ليكونوا جزءا مهما من العملية السياسية التي تتطلب المشورة
والحكمة والتبصر بدلا من لملمة كم واحد من المتحزبين في الزمن
الردئ الذين ظهروا بعد سقوط النظام الفاشي تلحقهم تواريخهم
المشينة قبل وبعد السقوط ؟؟! .
الشخبوط الخامس:
سألني أحد الشباب من أقاربي : عمو لماذا نهب أهل منطقة الجمهورية
في البصرة حسينية جماعة اليماني الهارب من وجه العدالة بعد
اجتياحها من قبل الجيش والشرطة ؟ . أجبته إن عملية النهب بعد أي
غزو أو حدث كبير هي سلوكية عروبية محفورة في أذهان البدوي العربي
منذ أيام الجاهلية ، وما تسمية شهر صفر العربي بـ ( صفر ) إلا
لأن البيوت كانت تصفر من أهلها بعد انقضاء شهر محرم الذي تنتهي
بانتهائه فترة الأشهر الحرم وهي أربعة اشهر حرم ثلاث منهن
متتاليات هن ( ذو القعدة وذو الحجة ومحرم الحرام ) وشهر منفرد هو
شهر( رجب ) ، وقد قال تعالى : ( إن عدّة الشهور عند الله اثنا
عشر شهراً في كتاب الله، يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة
حُرمٌ ) ، حيث يمتنع العرب منذ أيام الجاهلية عن الغزو والحرب
ويحمون حتى الحيوان وبانقضائها يخرجون للغزو والنهب والسلب
كعادتهم فتصفر بيوتهم من ساكنيها .
وقد كان منهم الاشتراكيين الطوباوين الأوائل أيضا وهم الصعاليك
الذين فهموا العدل الاجتماعي وتوزيع الثروات بين الناس بالعدل
وفق فهم أولي بدائي للعدالة عن طريق الصعلكة والنهب لتوزيع
الأموال بين الناس وقال احدهم وهو الشاعر الجاهلي المعروف عروة
بن الورد أو عروة الصعاليك :
إني امرؤ عافي إنائي شركة * * *
وأنت امرؤ عافي إنائك واحد
أقسم جسمي في جسوم كثيرة * * * وأحسوا قراح الماء والماء بارد
لذلك أراد البعض من جيش الإمام علي بن أبي طالب الهجوم على جيش
أم المؤمنين عائشة وسلبهم بعد عقر جملها الأحمر الذي كانت تمتطيه
وتحث جيشها على قتال أمير المتقين في (معركة الجمل ) عام 36 هـ
، وهي التي سمعت قول رسول الله له « قاتل الله من قاتلك ، وعادى
من عاداك »علي إثر هزيمة جيشها الذي قادته هي وزوج أختها الزبير
بن العزام ابن عمة الإمام علي وعمة رسول الله " صفيه بنت عبد
المطلب " وأبن خالتها طلحة ابن أبي عبيد ، أن أوقفهم الإمام علي
عن ذلك . لكن روح السلب والنهب كانت حاضرة في يوم الطف حيث وقعة
عاشوراء وفي العاشر من محرم عام 61 هـ عندما هجم جيش (عمر بن سعد
بن أبي وقاص ) قائد الجيش الأموي على مخيم سيد الشهداء الحسين بن
علي بعد استشهاده ويقول ابن طاووس ( وتسابق القوم على نهب بيوت
آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول ) . ويكتب التاريخ أحداثا
كثيرة عن عمليات النهب والسلب على مر التاريخ واشهرها في العصر
الحديث ما سميت بـ ( سنة النهيبة ) في العام 1941 عندما تم نهب
بيوت وأموال المواطنين اليهود العراقيين قبل تسفيرهم لإسرائيل ،
وعملية النهب الكبيرة التي جرت للمدن الإيرانية التي اجتاحها
الجيش الصدامي في الحرب العراقية – الإيرانية الكارثية التي
أشعلها النظام الفاشي الساقط ، وما جرى من نهب وتخريب للكويت
بصورة بشعة ومخزية عند الغزو الصدامي لها العام 1990 فيما سمي من
بعد ذلك بـ ( معركة أم المهالك ) . وظهر نفس أولئك ا الذين كانوا
ضمن جنود وازلام ( القائد الضرورة ) في كل معاركه القومية
الفاشلة لينهبوا كل شئ يوم سقوط تمثال زعيم الفاشست العرب
من سموا بـ ( الحواسم ) وكان معظم ما في حسينية اليماني من أثاث
وأموال كما يقال جزء من عملية الحواسم الآنفة الذكر لذا فالمثل
العراقي يقول ( سارق من سارق حلال ) .
الشخبوط السادس :
لو سالت عن رأيي في تشكيل إقليم البصرة لرجعت بعيدا للتاريخ
القريب يوم كانت البصرة ولاية عثمانية تمتد حتى منطقة الاحساء
متضمنة الكويت وما سمي من بعد ذلك بالإمارات العربية المتصالحة ،
والتي يقول عنها أي ولاية البصرة العثمانية صندوق أمين البصرة (
صبري أفندي " أبو كمال " ) – كردي من سكنة البصرة توفي في منتصف
ثلاثينات القرن الماضي – في المقابلة الصحفية التي جرت في مقهى
ناصر بسوق السيمر من قبل رئيس تحرير جريدة (الثورة البغدادية)
يونس الطائي ، وليست الثورة التي أصدرها حزب البعث من بعد ذلك في
بداية ستينات القرن الماضي : ( كنت مسؤولا عن تمويل ولاية البصرة
التي تمتد من البصرة حتى الاحساء بالمال والمواد الغذائية ) .
وأكد ذلك في مجلس من مجالسه في السيمر احد الضباط العثمانيين
العراقيين بان ولاية البصرة كانت أغنى وأقوى ولاية عراقية زمن
العثمانيين وهو المهندس والمؤرخ ( السيد رؤوف الشيخلي ) .
لذا فالأصلح هو أن تقوم دولة كونفيدرالية تضم في البداية البصرة
والكويت وهو مما يعطي للمنطقة الواقعة في حضن الخليج موقعا
اقتصاديا وستراتيجيا لا مثيل له يجمع بين غنى النفط وتطوير عملية
صيد الأسماك في شط العرب والخليج ، مع توفر مياه انهار البصرة
التي يبلغ عددها 635 نهرا ، تعيد بعد استصلاحها رونق وبهاء
البصرة وتطور زراعتها ومناخها ونتاجها الزراعي الذي يمكن أن يكون
سلة غذاء للمنطقة الخليج .
لكن هل يقبل ( الإخوة ) الأمريكان بذلك عند التفكير بظهور دولة
قوية من حيث عدد السكان والغنى والموقع الستراتيجي ؟؟! . لا أظن
ذلك ، أو لنقل من رابع المستحيلات رغم إن هناك خطة كانت موضوعة
قبل قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 تتمثل بإقناع شيخ الكويت
آنذاك وهو ( الشيخ عبد الله السالم الصباح – ت 1965 - ) والد
الأمير المريض الحالي المتنحي عن الإمارة ( الشيخ سعد العبد الله
السالم الصباح ) بأن ترتبط الكويت بالعراق باتحاد فيدرالي بغية
تمويل حكومة الاتحاد الهاشمي التي كانت قائمة بين العراق والأردن
العام 1958 ، وهي خطة إنكليزية تم إقناع شيخ الكويت بقبولها
بواسطة الضغط عليه يوم كانت الكويت تحت الحماية البريطانية ، لكن
تسارع التطورات وسقوط الحكم الملكي يوم 14 تموز من نفس العام أدى
لترك الفكرة .
الشخبوط قبل الأخير :
مما يثر العجب العجاب إن مكتب رئيس الوزراء السيد المالكي يسارع
وبدون تمهل لنفي علاقته بأي شخصية مقربة من رئيس الوزراء أو من
مستشاريه عند كل تصريح يمس الحقيقة ويؤكد مقولة ( كلمة حق ) ،
وهو ما حدث مع مستشارة المالكي ( مريم الريس ) عندما صرحت بان
مجلس الرئاسة هو منصب تشريفي لا أكثر ولا اقل وهو ما ينطق به
الدستور العراقي ولم تأت بشئ من عندها لكن الآنسة الريس شفطها رد
مكتب الرئيس المالكي وذهبت في أدراج النسيان . كذلك ما يحصل الآن
للسيد سامي العسكري الذي فاه بكلمة الحق ، فهل هي مصيدة وضعت
للتخلص من كل من يشك بولائه أو يصار إلى تهميشه ضمن العملية
السياسية الحالية المبنية على المحاصصة القومية والطائفية ؟؟!
الشخبوط الأخير:
قال لي احد الأصدقاء المرحين أنت لم تبق ِ لك منفذا للدخول
للعراق ، ولا صديقا من أهل السلطة داخل العراق فالجميع ينتظرك
أن تشرف ليقوموا بالواجب نحوك ، أجبته لقد اقتنعت بنظرية صديقي
الصحفي السوداني (الحاج عبد الله شريف ) الذي اقترح علي للسفر
لدولنا العربية على متن ( سعفة نخيل ) كما هم المتصوفة كي نكون
بمنأى عن عيون العسس ورجال الحكام اليقظة الساهرة . وعندما
نتلاقى صدفة في يوم الجمعة يسألني سؤاله التقليدي : كنت في صلاة
الجماعة عند الحرم المكي فأين أنت؟ ، أجيبه لقد صليت منفردا عند
الركن اليماني بعيدا عن أعين عسس السلطان ورجعت مباشرة ممتطيا
سعفتي .
أما إذا كان الوطن وحكامه بمثل ما رأيت من هدر لأموال الشعب
وسرقات علنية ، وتبذير لبيت المال في أرجاء أوربا والعالم من قبل
الحاملين للجوازات الدبلوماسية من الحكام والبرلمانيين وأولادهم
وصبيانهم الذين يهدرون المال العام بلا حساب ، ويصل الأمر حتى
لتوجيه اللكمات للعراقيين في وسط عواصم أوربا وهم بمنأى عن
سلطتهم فسوف أتخلى عن هذا الوطن المستباح واستعيذ بالله منه .
الشخبوط النهائي :
جاءت كلمة شخابيط من شخبط شخابيط التي يقوم بها الإنسان عند وعيه
في أول مراحل الطفولة يوم يمسك القلم مقلدا الكبار ، وتقول
المطربة اللهلوبة نانسي عجرم ( أطال الله عمرها ومتع النظار
بجمالها ) في ( كليب شخبط شخابيط ) :
شخبط شخابيط ... مسك الألوان .. لخبط لخابيط
وهناك من سمي بـ ( شخبوط ) ومنهم (الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان
) كان حاكما لإمارة أبو ظبي من 1928 – 1966 ، وكان أخوه الصغير
الشيخ زايد ممثلا لشخبوط في مدينة العين وهي مدينة اقتطعت من
واحة البريمي العمانية وسميت بالعين من قبل الإنكليز ، وفكر
الإنكليز بتغيير الشيخ شخبوط فقام المقيم البريطاني في أبو ظبي "
العقيد بطس بحصار " قصر الحصن قصر الشيخ شخبوط " ونقله بالقوة
إلى مطار أبو ظبي ومنه إلى المنفى وسلم الحكم للشيخ زايد الذي
سارع إلى تعيين العقيد بطس مستشارا عسكريا له . ونجح بعد ذلك
الشيخ زايد في استدراج أخيه الشيخ شخبوط للحضور لابو ظبي حيث
وضعه تحت الإقامة الجبرية في مدينة العين حتى وفاته .
شخبطة على كل الشخابيط
:
قرأت مقالا غريبا جدا لاسم لم اتاكد منه هو ( احمد الفهد ) هل هو
احمد بن فهد الأحمد ابن أخ الأمير الحالي صباح الأحمد وبعنوان
صدامي وروح انتقامية دفينة منشور في جريدة الوطن الكويتية ، وهو
على ما يبدو ما أثار بعض الجماعات الموالية لحزب الله اللبناني
الذي فجع أخيرا باغتيال قائده العسكري ومنسق عملياته عماد مغنية
فهددوا بقصف السفارة الكويتية في بيروت . فعنوان
مثل (أبواق
إيران.. والإرهابي مغنية ) يذكرني بمقولات البعث الفاشي الذي كان
أبوه ( فهد الأحمد) إذا كان هو ابن فهد الأحمد يرافق المقبور
صبيحة العيد المبارك لساحات المعارك داخل إيران ليسحب كما الملك
حسين حبل المدفع لإطلاق قذيفة على إيران كما كنا نشاهده مرارا ثم
يعلن عن تبرعه بمليون دولار للمشاركة في ( القادسية ) المشؤومة ،
وكأنه يخرجها من جيب أبوه وليس من أموال الشعب الكويتي . وسجلك
الجنائي يدعوني للشهادة ضدك في حالة تقديمك لمحكمة حرب كونك قمت
بأعمال تصفيات عديدة لأسرى من الجنود العراقيين بعد تحرير الكويت
على يد أسيادك الأمريكان انتقاما لمقتل أبيك الذي قتله جنود صدام
صبيحة الغزو للكويت في يوم 02 . 08 . 1990 .
ومقالك يتهجم على شريحة كبرى من الشعب الكويتي وتصمهم
بالإيرانيين كما سيدكم المشنوق ، وما قدمه الكويتيون للمشنوق في
حربه ضد إيران والشعب العراقي كان جزاءه احتلال الكويت وها انتم
تكررون الأخطاء السابقة ، لكن متى تتحقق العدالة كوننا نطلبك
بثأر لدماء العراقيين قبل أن يطلبك حزب الله اللبناني .
آخر المطاف :
قال شاعر العرب الاكبرالجواهري :
نامي جياع الشعب نامـي ... حرستـك الهـة الطـعـام
نامـي فـأن لـم تشبعـي ... مـن يقظـة فمـن المنـام
نامي على زُبـد الوعـود ... يُداف فـي عسـل الكـلام
نامي تصحـي نِِعـم نـوم ... المرء في الكُرب الجسام
نامـي علـى حُمـة القنـا ... نامي علـى حـد الحسـام
نامـي إلى يـوم النشـور ... ويـوم يُـؤْذن بالقيـام
نامـي علـى مهـد الأذى .. وتوسـدي خـد الـرُغـام
نامـي فقـد غـنـى الـــــــــــه الحرب ألحان السـلام
نامـي كعهـدك بالكـرى ... وبلطفه مـن عهـد حـام
نامي وسيـري فـي منـامك ... ما استطعت إلى الأمام
نامي علـى تلـك العظــــــــــات الغر مـن ذاك الإمـام
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
www.alsaymar.com |