رد مقتضب جدا
ورجاء لأخي الدكتور عدنان الظاهر
كانت
نيتي أن يكون ردي الأخير على تمسك البعض بقميص عثمان الجديد وهو ( قضية
رد سعدي يوسف ) على مؤتمر عمان (الثقافي ) هو ما كتبته بعنوان (
المقارنة
الخطأ
بين
سعدي
يوسف
وعزرا
باوند
) ، ولكون سعدي يوسف شيوعيا فقد أخذت المسالة أبعادا أخرى ، ووجد فيها
البعض متنفسا لإخراج كل ما في دواخلهم من غيض واحن قديمة على الحزب
الشيوعي والشيوعيين والفكر الماركسي وبدون رحمة ، أو ضوابط . متناسين ما
للثقافة من دور تخريبي مهم في إعادة صياغة حتى الشخصية الإنسانية وغرس
الكثير من المفاهيم الخاطئة أو المدسوسة ، والتهيئة للعديد من المؤامرات
والتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية داخل المجتمعات الإنسانية ،
وتجربة ثقافة البعث التي مسخت العديد من العقول خلال ثلاث عقود ونصف
العقد لا زالت ماثلة أمام الجميع . وللدلالة على خطورة استخدامات الثقافة
أعود بكم للنص الذي أطلقه وزير دعاية هتلر غوبلز ( إنني أضع يدي على مقبض
مسدسي عند سماعي كلمة ثقافة ) . كذلك عشنا جميعا عصر الدجل القومي
العنصري عندما استخدم ( أبطال العروبة ) وخاصة الرئيس الراحل جمال عبد
الناصر الثقافة المسيسة والديماغوجية إثناء الصراع العربي الإسرائيلي منذ
منتصف خمسينيات القرن الماضي ، ودور الإعلام المصري بقيادة بوق عبد
الناصر المذيع احمد سعيد احد أسباب نكسة العرب الكبرى في الخامس من
حزيران 1967 .
وما تلا ذلك من عنتريات بعثية والقول بضرب إسرائيل بالكيمياوي المزدوج
وغير ذلك من الترهات العروبية حتى حرب تحرير الكويت وما جره الفكر
والثقافة الشوفينية القومية على العراق والمنطقة والعالم . ثم جاءت حرب(
تحرير العراق ) كما يحلو للبعض تسميتها بينما ذهب المحتل واستصدر قرارا
من مجلس الأمن الدولي يقر باعترافه باحتلاله
للعراق وفق القرار
1483
، وما حصل من هزيمة للنظام الفاشي الذي كان مستأسدا فقط على الأبرياء
العراقيين ، وما جره الاحتلال من مآسي ومصائب يعجز القلم عن وصفها .
بمعنى إن من اثبت فشله على الساحة السياسية هو الفكر القومي الفاشي الذي
طبق على أرض الواقع نظرياته الانقلابية الوحشية وقاد الشعوب العربية نحو
معارك وهمية خارجية ، وفبرك مؤامرات داخلية ، وأفقر الشعوب العربية .
كذلك من رفع السلاح بوجه العراقيين وأصر على ابادتهم واستقدم المتخلفين
من الهمج العروبيين من متبني الفكر القومي الفاشي ومعتنقي نظرية السيف
الاسلاموية وليس الشيوعيين الذين لم يخزوا عراقيا حتى بإبرة . فلم يشاهد
أي من العراقيين ميليشيا شيوعية تجوب شوارع المدن العراقية ، ولا عمليات
خطف ، أو سلب ، أو نهب ، أو اغتيال اتهم بها شيوعيون عرب أو عراقيون .
أما إذا احتاج البعض بعض البراهين على نجاح الفكر الاشتراكي فهناك أمثلة
عديدة يستطيع من أصيب بمرض عمى الألوان أن يسأل عنها في حالة عدم تمكنه
من الرؤية الصحيحة ، وجل من يعيش في عالم كره الشيوعية يعيشون عالة على
دول غربية تطبق الكثير من النظريات الاشتراكية من خلال أحزابها
الاشتراكية الديمقراطية الحاكمة في تلك الدول والتي تعود بالفائدة نتيجة
تطبيق بعض المبادئ الاشتراكية والمستقاة أصلا من النظرية الماركسية نفسها
على أولئك النفر الحاقدين على النظرية الماركسية من الذين يعيشون عالة
على تلك الدول وملئوا جيوبهم التي كانت خاوية من خيرات تلك الدول التي
تسير على النهج الاشتراكي الديمقراطي . لا بل إن الإسلامويين من دعاة
نظرية السيف والذين يحرمون كل شئ في تلك الدول ممن يعيشون في كنفها
ويصمونها بدول الكفر يتزاحمون على مراكز الإعانات لملء جيوبهم بما تجود
به مؤسسات ( السوسيال ) ، ومراكز المساعدات التي تجمعها الدولة عن
(الطريق الشرعي ) وهي نتاج ضرائب لمحلات الخمور وبيوت الدعارة وكازينوهات
القمار ، إضافة للضرائب المستحصلة من الشركات والأفراد .
ورجائي الأخير لأخي العزيز ( أبو امثل ) الدكتور عدنان الظاهر أن لا يشغل
نفسه بالرد على من يحاول أن يشغل العراقيين بقضية لا تستحق كل هذا الجدال
الدائر ، حتى لا يجري إشغال الخيرين من العراقيين بمسائل لا تستحق كل هذا
الاهتمام وبعيدا عما يجري في الساحة العراقية من جرائم تحاول بها بقايا
البعث البائد حرف نظر العراقيين عن جرائمهم السابقة وعدم الحديث عنها
وتذكير الناس بها لكي ينشغلوا بما يجري من جرائم حالية بعيدا عما جرى في
حلبجة والاهوار والأنفال والانتفاضة الشعبانية ، ومئات المقابر الجماعية
.
هامش رقم واحد : أعجب أن يختفي البعض خلف أسماء مستعارة في زمن تم فيه
كشف الغطاء عن كل شئ ، رغم إنني اعرف اسم ومكان وطبيعة عمل صاحب الاسم
المستعار .
آخر
المطاف
: سئل
حكيم : ما الحكمة؟ فقال : أن تميز بين الذي تعرفه والذي تجهله.
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
|