على الحكومة المركزية التدخل لوقف التطاحن بين الميليشات
الدينية في البصرة
ما يجري من
تطاحن ومعارك بين ميليشيات تتمسح بالدين والطائفة الشيعية بالذات شئ مخجل
وبعيد عن الدين والعقيدة والمذهب . فالمعروف للجميع وخاصة الحكومة
المركزية التي وقفت متفرجة على ما يجري في جزء مهم جدا من ارض الوطن في
البصرة كبرى المدن العراقية بعد العاصمة بغداد ومدينة النفط وميناء
العراق المهم ، المعروف أن هناك ميليشات تتصارع على ما يجري من نهب وسلب
لخيرات العراقيين ، بدعم وتشجيع طرف أجنبي نقل متعمدا صراعه مع قوى
المجتمع الدولي داخل العراق . فإيران ( الشيعية ) بالاسم فقط ، وبممارسة
الطقوس الشيعية على طريقة المراءاة ترى معركتها مع المجتمع الدولي وخاصة
بريطانيا وأمريكا في الساحة المتوفرة لها حاليا وهي الساحة العراقية .
لذلك حركت العديد من الميليشيات الدينية التي لم يكن لها وجود على ارض
البصرة يوما ما قبل سقوط نظام العفالقة لتصول وتجول على الساحة السياسية
بينما لم تعرف البصرة أيام النضال ضد الطغمة العفلقية ونحن أهلها ومن كان
يصول ويجول فيها ضد نظام العفالقة الأنجاس سوى تواجد حزبين مهمين وقع
عليهما حيف النظام الفاشي وقدما الشهداء بلا عدد وهما الحزب الشيوعي
العراقي وحزب الدعوة الإسلامية . لكن وبعد ذهاب زمن حزب الجريمة المنظمة
ظهرت للوجود جماعات وأحزاب لم تكن في ذهن أي من أهل البصرة ، أو نشطائها
السياسيين أية صورة ، أو ذكرى قديمة .
وكل العتب
يقع على الحكومة المركزية في بغداد التي تفسر وكما يبدو اللامركزية
الإدارية ، وحكومات المجالس المحلية بما نراه من فلتان امني وإداري
والخروج على القانون العام والتجاوز على الحريات ، وسرقة أموال الشعب ،
والفساد المالي والإداري ، كما يجري في البصرة من سرقات يومية للنفط ،
وتجاوز على المواطنين .
لذلك
فالحكومة المركزية هي المسؤولة أولا وأخيرا على إعادة الأمن إلى نصابه
وطرد المفسدين واللصوص والمخربين ، وكشفهم للرأي العام العراقي ومحاكمتهم
بصورة علنية لا التستر عليهم والتفرج على صراعاتهم .
واستعمال
الشدة إلى جانب الديمقراطية لا يعطل مواد الدستور ، ولا يسئ لعملية
التطور الديمقراطي بتاتا ، وألا ماذا نسمى ما يجري في مدينة البصرة حاليا
من معارك وتصفيات تعود نتائجها السيئة أساسا على امن ورزق المواطن العادي
وخاصة الكسبة الذين يعتاشون من عملهم اليومي ؟؟!! .
وحتى أضع
الحكومة العراقية ورئيس وزرائها الموقر أمام الحقائق وأهمية ردع المعتدين
والمخربين أورد هنا حادثة جرت في بداية سبعينات القرن الماضي ، وفي بداية
رجوع حزب العفالقة للسلطة مرة ثانية عندما قام رئيس الاتحاد الوطني
المقبور بجامعة البصرة بقتل رئيس الجامعة وهو على ما أذكر من عائلة
الطالب واخو بشير الطالب قائد الحرس الجمهوري آنذاك ، حيث حضرت لجنة
تحقيقية فورا من بغداد وتمت محاكمة الطالب المعتدي محاكمة ميدانية سريعة
واعدم فورا في مدينة البصرة ، وعلقت جثته في مدخل جامعة البصرة ، رغم انه
كان أيضا عضو قيادي في حزب العفالقة .
وأنا هنا
أريد فقط أن اضرب مثلا على أهمية الردع باستعمال الشدة ، وأقصى العقوبات
رغم كرهي لذكر أي شئ يخص ذلك الزمن الفاشي .
ورسالتي
للسيد المالكي رئيس الوزراء أن يتحرك لاستعمال الشدة في مثل هذه الظروف
التي تحتمها الضرورة فالديمقراطية العرجاء كما يجري تداولها وتطبيقها
حاليا لا تبني وطنا ولا تزرع أمنا .
*
ناشط في مجال مكافحة الارهاب
|