واكد عبد الحليم خدام انه تمت تهديدات كثيرة للحريري من
قبل سورية، وعندما يقول رئيس جهاز الامن للزوار وهو يلهو بمسدسه سافعل واترك
وكذا وكذا، كان هناك تهديدات خطرة سواء في دمشق او غيرها، وكان هناك كلام خطر
للرئيس الحريري، ومرة استدعي إلى دمشق، وهو كلام سمعته من عدة مصادر من الاسد
وغيره، واسمع الحريري كلاما قاسيا جدا جدا جدا، وعلمت الأمر من قبل الرئيس
بشار الاسد، وقلت له انت تتحدث مع رئيس وزراء لبنان.
وكان هذا الكلام بحضور رستم غزالي
وغازي كنعان، وعندما قلت له ذلك ادرك ان هناك خطأ ارتكب، وطلب مني الاتصال
بالحريري وازالة السلبية معه .القساوة تكمن في انني سأسحق من سيخرج عن
قرارنا، وخرج الحريري ومن شدة الضغط حصل معه نزيف في الانف، وحاولت انا ان
اهدئ من الأمور، وهذه حقيقة معروفة.
واحيانا كان يحصل كلام في القيادة
السورية عن القرار 1559، وجرت حملة على الحريري، وهو انه يجمع طائفته ضد
سورية في لبنان وهو امر غير مسبوق وانا اتصلت بالرئيس لنزع هذا الحديث من
القيادة السورية لان هذا الحديث سينتشر.
والوضع في لبنان قائم على الطوائف، كل الجهات هي اتجاهات
طائفية، فلماذا رفيق الحريري يشكل خطرا على سورية بحال تجمعت طائفته حوله
ونصرالله لا يشكل خطرا اذا تجمعت طائفته حوله. وبعد ايام اتاني محسن دلول
ونصحته بأن يغادر ابو بهاء يريد مغادرة لبنان لان وضعه معقد في سورية، ولم
يخطر ببالي بلحظة من اللحظات ان تقوم سورية باغتيال رفيق الحريري، ولذلك فان
الأمر خلق مناخا عند الناس، وما يعززه او ينفيه نتائج لجنة التحقيق
من حيث المبدأ لا يستطيع أي جهاز امني في سورية ان يتخذ
قرار (الاغتيال) منفردا بمعزل عن الرئيس، وبشار قال ان كان في سورية متورطون
فهذا يعني انا المتورط.
انا ذهبت للتعزية بصفتي الشخصية، وبحكم علاقتي الشخصية
وعلاقة المودة للتعزية في الحريري، وللمشاركة بجنازته، وهو صديق وخدم سورية،
واريد ان اشير إلى العلاقة معه التي مرت بمرحلة العلاقة مع الرئيس حافظ وهي
كانت جيدة جدا، واذكر في احد الاضطرابات العمالية ان الرئيس الاسد قال ان
الحريري حاجة سورية.
وعندما انتخب لحود رئيسا للجمهورية سأله حافظ من هو رئيس
الحكومة، فقال له الحص، فقال لا يجب ان يأتي الحريري لانه حاجة لبنانية
وسورية، وقد وضعت عقبات من قبل لحود ادت إلى اعتذار الحريري.
والمرحلة التالية أي مرحلة بشار كان التعامل مختلفا،
وكانت الحملات من قبل اجهزة الاستخبارات ضد الحريري شديدة وكان يتأثر بها
بشار، وكانت التوترات مستمرة بين الرجلين وكان الحريري يتعامل بكل ايجابية
ويقبل بالتنازلات حتى لا يغضب القيادة السورية.
وقال ان التحريض ضد الحريري كان يأتي من الجانب اللبناني
اضافة إلى لحود وجميل السيد وغيرهم، ومثلا فان جان عبيد كان صديقا لسورية،
فيأتي تقرير يقول ان عبيد اجتمع مع السفير الاميركي في السيارة ويتآمر معه،
وصدقنا التقرير وجرت القطيعة مع جان عبيد، والصور التي كانت تجري حقيقة كان
هناك تخطيط لدى جهات لبنانية لجر سورية للوقوع في ما وقعت به، والمحرضون في
سورية كانوا افرادا قلائل، وفي لبنان كان هناك اضافة إلى ذلك بعض الافراد
الذين ليس لهم تأثير فعلي يحاولون الضغط.
وحول موضوع احمد ابو عدس قال ان من طرح هذه الفرضية هو في
غاية الغباء وكذلك من طرح فرضية الحجاج، فالتفجير تطلب امورا تقنية عالية فهل
يستطيع احمد ابو عدس ان يأتي بألف كيلو من المتفجرات، واذا كان في السيارة
فاين اشلاؤه، ولا اعتقد ان هناك عاقلا يقبل بهذه النظرية.
وتساءل اي منظمة تستطيع ان تأتي بالف كيلو من المتفجرات
لا احمد ابو عدس ولا احمد ابو حمص، هذه عملية كبيرة وراءها جهاز ومن وراءه
سنعرف عبر التحقيق، وانا اتحدث عن جهاز لانني لا اريد ان اتهم، وهناك لجنة
تحقيق لي ثقة بها، وكل الاطراف في لبنان تثق بها، وما يصدر عنها سيمكننا من
معرفة هذه الجهة او تلك، ولكن هناك جهاز قوي ولديه امكانيات كبيرة.
وحول تقرير ميليس قال ان الحملة على الحريري من قبل بعض
اصدقائنا كانت قائمة، من سليمان فرنجية إلى عمر كرامي إلى طلال ارسلان إلى
وئام وهاب وعاصم قانصو.
واضاف ان التقرير اعطى خلاصة ما لديه، وميليس رجل مهني
وقاض معروف وتقريره تقرير مهني جيد، وهو تجنب تسييس التحقيق رغم ان الجريمة
جريمة سياسية ومن سيس التحقيق هم المشتبه بهم.
وحول وقع جريمة اغتيال الحريري قال انه صعق عندما سمع
الخبر في القيادة السورية، ولكن اذا اردنا ان نأخذ الصور فلنأخذها من فاروق
الشرع الذي سأله الصحافيون عن رأيه بالانفجار الذي اودى بحياة الحريري فقال
ان انفجارا وقع في لبنان واودى بحياة عدد من اللبنانيين، بينما موراتينوس
الذي كان في زيارة الشرع لحظتها تحدث عن رفيق الحريري، وهذا التصريح يعكس
الشعور الباطني عند الشرع من رفيق الحريري.
وقال انه عندما طرح اسم لحود لرئاسة لبنان قلت لحافظ
الاسد ان لبنان لا يتحمل حكما عسكريا، وكنت اعارض الاختيار الاول والتمديد،
وبالنسبة الى التمديد للحود اجتمعت مع بشار لأودعه، وسألته هل هناك تمديد
للحود فقال اطلاقا، وكان في 18 اب (اغسطس) 2004، وقلت لبشار انتبه لا يجرك
احد إلى التمديد فلا انت ولا سورية تحتملان التمديد، فقال لي انه امر غير
وارد، وبعد ايام اتصل بي الحريري وقال لي ان جماعتك غيروا رأيهم، واستدعيت
إلى دمشق لربع ساعة والرئيس بشار يريد التمديد، وسألني ما هو رأيك، فقلت له
مدد واستقل فلا يمكنك تحمل رفضك للتمديد، فهناك ضغوط كبرى سيتعرض لها من كل
النواحي، وسألته عن موقف وليد جنبلاط فقال انه قدم لي نصيحتك نفسها. وبعد
عودتي من الاجازة استقبلني بشار الاسد، وبدأ الحديث عن الوفد الاميركي الذي
سيأتي بعد ايام، وقال ان الاميركيين لا يهمهم لبنان بل العراق، وسألني ان كنت
اتابع الاخبار فقلت نعم وسألني عن رأيي فقلت له سورية كانت في دائرة الخطر
وانت وضعتها في مركز دائرة الخطر، فماذا فعلت، وحتى اللبنانيين والعرب ضدنا
واوروبا واميركا ضدنا، فهل يعقل ان سورية بعد 30 سنة في لبنان ليس لها من
تتبناه كرئيس الا لحود وسليمان فرنجية.
واضاف خدام ان اصلاح الأمر يجب ان يتم مع الجانب المسيحي
ومع جنبلاط، وحول عدم اجراء الحوار خلال وجوده في الحكم قال ان الأمر غير
صحيح، وان عمر كرامي شكل ثاني وزارة في عهد الهراوي، ومن اقنع عمر كرامي بان
يقبل بسمير جعجع وزيرا في وزارته وهو متهم بقتل اخيه رشيد كرامي، هذا لم يأت
من فراغ، بل كان نتيجة حوار مع القوات ومع اطراف مسيحية اخرى، وحتى عون عندما
كان محاصرا اقترحنا على الهراوي ان يقترح عليه ان يكون وزير دفاع في الحكومة
التي كان يشكلها.
واذكر انني اتصلت بعمر كرامي وزارني في دمشق، وسألته ما
رأيك بتحمل رئاسة الوزارة، فوافق وقلت له ان عليك ان تأخذ بالاعتبار ان
الحكومة هي حكومة وفاق وطني وسيكون فيها اشخاص تكرههم كسمير جعجع، فقال ماذا
اقول للرئيس رشيد كرامي اذا التقيته أمام الله؟ فقلت له تقول انني قبلت
به بحجة وقف القتل في لبنان، فقلت له عد إلى بيروت وفكر بالامر، وبعد ساعتين
اتصل بي وقال لي ماشي الحال، وتشكلت وزارة فيها سمير جعجع وايلي حبيقة،
وسورية بذلت جهدا كبيرا، ولكن الحوار لا يكون من طرف واحد، ووضع سمير روجيه
ديب وبدأت الخلافات بينه وبين الاطراف في الحكومة اللبنانية وخرج روجيه ديب
ولكن ليس بطلب من سورية، وكان موقفنا ان يأتي قادة الحرب إلى السلطة لنزع
سلاح الميليشيات.
واضاف اما موضوع الاتفاق الثلاثي فهو شأن اخر، وقرار
اجتياح مواقع عون هو قرار لبناني مئة في المئة والياس الهراوي كان يرسل خليل
الهراوي واندريه شديد لاسقاط عون، وطلبنا قرارا من مجلس الوزراء فجمع المجلس
واصدر قرارا، نحن كنا بحالة تردد ولكن وصل الهراوي إلى مرحلة الاستقالة،
طالبنا بالتدخل، وكان قرار التدخل، وبعد التدخل حاولنا وضع عون وزيرا للدفاع
ولم نترك فرصة بالعكس.وتابع، اما سجن سمير فلم اطلع عليه ولم يكن لسجنه قرار
على المستوى السياسي في سورية.
وحول اتهامه بتجميد اتفاق الطائف خلال امساكه بالملف
اللبناني قال ان الطائف لم يجمد ولكن لم يطبق كما يجب، ويعود بشكل اساسي إلى
الادارة اللبنانية، والطائف وضع صيغة لادارة الحكم في لبنان وطبق بشكل جزئي،
والطائف نص على تنظيم العلاقات السورية اللبنانية وتم توقيع معاهدة الاخوة
بين البلدين، فهل طبقت؟ هناك تقصير من الجانبين، هل كانت هناك تجاوزات؟ نعم
نحن قمنا ببعضها والجانب اللبناني قام ببعضها. والحديث عن حكومة وحدة وطنية
تشكلت هذه الحكومة العام 1991، وكان فيها كل الاطراف وبعدها جرت انتخابات
وجرت اخطاء نعم ولكن جاء مجلس نيابي فيه اقلية واكثرية واخذ تشكيل الحكومات
منحى التوجهات السياسية للكتل في المجلس، وكانت معظمها قريبة من سورية، واتت
الصورة بان سورية لعبت في تنفيذ الطائف، ونعم كنا نتدخل في تشكيل الحكومات
بطلب من رئيس الجمهورية والحكومة.
وقال ان الانسحاب من لبنان لم يجر لسببين اولا ان الحكومة
اللبنانية كانت تخشى من الموضوع الامني، والسبب السوري ان اسرائيل موجودة في
جنوب لبنان، وكان يجب على سورية ان تنسحب بعد الانسحاب الإسرائيلي، وهي مرحلة
كنت قد خرجت فيها من الملف اللبناني لاني تركت القيادة في العام 1998.