الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

www.elaph.com

 

أهمية معركة المتن في لبنان!

GMT 17:00:00 2007 الخميس 2 أغسطس

خيرالله خيرالله

قبل أيام من معركة المتن في لبنان ، فقد النائب ميشال عون أعصابه. لكن ذلك لم يؤثر على أعصاب الرئيس أمين الجميّل الذي بقي متماسكاً. حسناً فعل أمين الجميّل عندما رفض النزول ألى مستوى المهرج برتبة جنرال للرد على شتائمه وبذاءاته. لا يستطيع الشيخ أمين ذلك، أقلّه لسببين، أولهما أنه رجل مهذب ولائق أبن عائلة عريقة وبيت عريق والآخر أن النائب ميشال عون هو دون الشتيمة. لا توجد في الواقع شتيمة يمكن أن تنحدر ألى مستوى تلك الأداة المستأجرة التي كرست حياتها في خدمة مشروع الهيمنة السوري عن طريق زرع الفرقة بين اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً.

لا يحتاج أمين الجميّل الى شهادة في الشجاعة من أحد، خصوصاً من ذلك المهرّج الذي لا يتقن سوى دور الأداة. تكفي الأشارة ألى أمر في غاية الأهمية. الصورة لا تكذب. لا توجد صورة لميشال عون على جبهة سوق الغرب ألا تلك التي يظهر فيها كمرافق لأمين الجميل الذي أمره عندما كان رئيساً بألتوجه معه ألى الجبهة. لم يكن عون يذهب ألى الجبهة لا أكثر ولا أقلّ. كان يتحدّث من مكتبه عن المعركة التي كان يديرها ضباط شجعان ويشرف عليها أمين الجميّل مباشرة. كلّ من يعرف ميشال عون، يعرف أن لا علاقة له بالشجاعة وأن مخيلته الواسعة أنما يستخدمها لأشباع غروره الذي لا حدود لهز
 لا حاجة ألى العودة ألى  "بطولات" ميشال عون التي لا وجود لها سوى في مخيلة رجل مريض، فرّ من أرض المعركة عندما كان جنوده وضباطه يُذبحون  على يد القوات السورية في الثالث عشر من تشرين الأول – أكتوبر من العام 1990. فرّ ذلك الذي كان يدّعي في خطبه أنّه "آخر من يغادر السفينة" ألى منزل السفير الفرنسي رينيه آلا في بعبدا، متخلّياً عن جنوده وحتى عن عائلته التي أبقاها في القصر الرئاسي في عهدة المقاتلين الذين دخلوا اليه على رأسهم ضابط سوري محترم يمتلك مناقبية حافظ له عليها بالتنسيق مع الراحل أيلي حبيقة.( هناك من حسن الحظ موقع الكتروني عن ميشال عون فيه تسجيلات له خلال مرحلة أستيلائه على قصر بعبدا. وفي أحد التسجيلات، يظهر الرجل وهو يلقي خطاباً يؤكد فيه أنه آخر من سيترك السفينة).
لا داعي لفتح ملفات قديمة، ولكن ما لابدّ من التشديد عليه أن معركة المتن معركة سياسية. أنها معركة لبنان في مواجهة أعدائه الذين تولوا تغطية كلّ أنواع الجرائم التي أرتكبت في حق البلد من محاولة أغتيال الوزير مروان حماده ألى أغتيال النائب وليد عيدو في حزيران – يونيو الماضي... مروراً بأغتيال الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليجان ورفاقهما والزميل سمير قصير والمناضل العربي جورج حاوي والزميل جبران تويني والنائب والوزير بيار أمين الجميّل الذي يبدو أن ميشال مصرّ على أغتياله ثانية.
من يخوض المعركة في المتن في مواجهة أمين الجميّل أنما ينفّذ أملاءات المحور الأيراني – السوري الذي تحوّل ميشال عون ألى أداة من أدواته، بل أداة لأدوات المحور. ما يفعله المهرج يتلخص بكل بساطة بأستكمال جريمة أغتيال بيار أمين الجميّل لا أكثر ولا أقل. أنه يتجاهل المعارك الكبرى الدائرة حالياً في لبنان التي تخوضها حكومة الأستقلال الثاني برئاسة فؤاد السنيورة. أنه يحاول مرة أخرى جرّ المسيحيين ألى معارك داخلية تعتبر من مقومات السياسة التي ينتهجها النظام السوري في لبنان.
لو كان ميشال عون يمتلك حدّاً أدنى من الوعي السياسي والقدرة على التمييز بين مصلحة المسيحيين  من جهة وبين ما يؤدي بهم ألى الذبح من جهة أخرى، لكان أدرك أن ما فعله في العامين 1989 و1990 كان تنفيذاً للرغبات السورية من حيث يدري أو لا يدري. كان يفترض به وقتذاك أن يسعى، قبل خوضه مواجهة مع "القوّات اللبنانية"، ألى الأستفادة من خبرة الرئيس أمين الجميّل وحكمته في هذا المجال. لقد رفض الرئيس السابق طوال عهده بين العامين 1982 و1988 كل الأغراءات التي قدمها له السوريون من أجل أن تكون هناك مواجهة بين ألوية في الجيش اللبناني و"القوات اللبنانية" وذلك على الرغم من كل ما أرتكبته عناصر في "القوات" في حق المؤسسسات الرسمية وحتى في حق المواطنين العاديين وأفراد من عائلة امين الجميّل نفسه. عضّ على الجرح لعلمه المسبق ماذا تعني مواجهة مع "القوات". ومن حسن الظ أن "القوات" تعلمت من تجارب الماضي، ولذلك صارت في صفّ الداعمين لأمين الجميّل الذي يمثل في لوقت الحاضرالقيم الحقيقية للبنان.
هذا ليس وقت أفتعال معركة في المتن للأنتقال ألى مرحلة تنفيذ الفصل الأخير في جريمة أغتيال بيار أمين الجميّل. أنه وقت التفكير في كيفية أنتخاب رئيس جديد للجمهورية كي تستعيد الرئاسة الموقع الذي تستأهله ويستأهله معها المسيحيون. أنه وقت التفكير في دعم الحكومة التي تخوض مع الجيش اللبناني أشرس المعارك مع عصابة "فتح – الأسلام" السورية. أنه وقت وقوف اللبنانيين صفاً واحداً لدعم المحكمة الدولية والقرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن الذي أعاد الهدوء ألى جنوب لبنان وأهله. أنه وقت للبحث الجدي في كيفية أقناع "حزب الله" بالتخلي عن سلاحه لمصلحة لبنان واللبنانيين، على رأسهم أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، بدل أن تظل الميليشيا التابعة للحزب مجرد لواء في "الحرس الثوري الأيراني" وضع ميشال عون نفسه في تصرفه!
هذا وقت طرح أمور كثيرة أخرى غير معركة المتن. أنه وقت محاولة  السعي ألى الحؤول دون تفتيت الصف المسيحي والتراجع عن عملية الأستيلاء على الأملاك الخاصة والعامة في وسط بيروت في محاولة سورية واضحة لتعطيل الحياة في المدينة. هل يمتلك ميشال عون ما يكفي من القدرات الذهنية لفهم هذا الكلام؟ هل لديه ألى جانبه من هو قادر على أن يشرح له معنى الأسئلة المطروحة أمام لبنان واللبنانيين بما في ذلك الخطة الأيرانية – السورية الهادفة ألى التخلص من أتفاق الطائف وأحلال  المثالثة مكانه بحجة أن التوازنات الأقليمية التي كانت تحكم بالمنطقة تغيّرت وأن أيران ما بعد ألأحتلال الأميركي للعراق هي غير أيران ما قبل ذلك. أن المثالثة التي تعني توزيع المناصب في لبنان بين الشيعة والمسيحيين والطوائف الأخرى على رأسها السنة يعتبر حالياً الخطر المباشر الذي يهدد الصيغة اللبنانية والكيان اللبناني.
يفترض في ميشال عون، الذي هو في النهاية مجرد ضابط فاشل ميزته الوحيدة أنه يحسن أثارة الغرائز البدائية لدى المسيحيين من أجل أخذهم ألى الهلاك، أن يستعيد وعيه. عليه أن يفعل ذلك قبل فوات الأوان... من أجل ألمسيحيين ومن أجل وقف استخدامهم في معارك النظام السوري أوّلاً وأخيراً.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها