قبل الابتسامة فكروا بشعبكم
20100721
منذ نهاية الانتخابات قبل حوالي اربعة اشهر والاجتماعات والحوارات ما
زالت قائمة بين الكتل الفائزة وذلك لغرض التوصل الى اتفاقات حول تشكيل
الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث التي ستقود البلاد للمرحلة القادمة
والتي ينتظرها العراقيون بفارغ الصبر بعد ان عان العراقيون من نظام
صدام الدكتاتوري , ولكن ولحد هذه اللحظة لم تتوقف الاجتماعات ولم يتحقق
اي شئ , لا بل اضيف لها زيارات وفود من الكتل لدول الجوار طلبا
للمساعدة , ما اريد الاشارة اليه هو ما نشاهده على شاشات الفضائيات حيث
الوجوه المبتسمة وتبادل الضحكات خلال الاجتماعات واللقاءات التي
يتبادلها رؤساء الكتل وغيرهم من المسؤولين , ابتساماتهم وضحكاتهم تشير
لنا وكأن الموضوع قد حسم , الا اننا في اليوم التالي يفاجئنا المجتمعون
المبتسمون انهم ما زالوا غير متفقين , اذن من حق العراقيين ان يتسائلوا
لماذا هذه الابتسمات والضحكات والانشراحات ما دمتم غير متفقين ؟, ثم
لماذا هذا الاسلوب في التعامل مع الناس , ان الظهور امام الكامرة وبهذا
الشكل المريح والذي يوحي بزوال المشكلة ليس الا تلاعب بمشاعر واحاسيس
العراقيين , يقينا ان من يشاهد ابتسامات قادة ورؤساء الكتل والاحزاب
خلال لقاءاتهم التشاورية سيتبادر الى ذهنه فورا ان العراق وشعب العراق
في بحبوحة من الأمن والرخاء والاستقرار .
اما
الحقيقة على الارض فانها غير ذلك حيث ان مؤسسات الدولة العراقية ما
زالت غير كفوءة وينتشر في اروقتها كل اشكال الفساد المالي والاداري ,
كما ان شعب العراق بكل اطيافه الدينية والقومية ما زال يعاني من العنف
والبطالة ونقص الخدمات , فعلى المجتمعين ان يبحثوا في كيفية اعادة
الأمن وتوفير الخدمات قبل البحث عن المناصب, فالبسمة
والارتياح لا ترسم على الوجوه الا بعد القضاء على الجريمة والفساد
واستتباب الأمن المفقود في كل مكان , فمن يريد ان يرسم البسمة الحقيقية
على وجهه ...عليه اسعاد شعبه , فالابتسامة...هي
وجه الجمال...ووجه الخير ودليل السعادة والاطمئنان ..هكذا وصفها
الأشوريون الآراميون القدامى سكان ما بين النهرين قبل حوالي سبعة الاف
سنة, فان صدق الوجه المبتسم الجميل سيكون بمقدوره تحقيق المعجزات
..فقليلا من مراعاة مشاعر الناس ايها المتحاورون لتشكيل الحكومة . |