|
2/8/2005
باسمي وباسم رفاقي في المقاومة اللبنانية، أتقدم من عائلتك ومن شعبك
المؤمن ومقاتلي جيش التحرير الشعبي بأحر التعازي، سائلين الرب ان ينعم عليكم
بالصبر والسلوان.
اكتب اليك ايها القائد البطل، بقلب حزين تملأه الغصة من هول الكارثة التي
حلت على السودان، بعد ان بداء ينعم بالسلام من خلالكم، فكنت ايها القائد، رجلاً
مناضلاً، مفكرًا وملهمًا لشعبك، حملت السلاح من اجل احلال السلام والعدل
الاجتماعي.
ايها القائد، اسأل نفسي هل هذا قدر الابطال؟
ففي 14 ايلول 1982 استشهد قائد من لبنان، وللساعة ما زلنا نحاول ان نبعد
هذه الكارثة عن مخيلتنا، لكننا لا نستطيع.
وفي ليل 31
تموز 2005، وعند سماع خبر فقدانك قضيت الساعات افتش بين محطات التلفزة عن ما
يطمأنني ويعلن نجاتك، ولكن عبثًا، وفي صباح اليوم التالي سمعت الخبر المذهل
عن استشهادك، وانا احاول ان لا اصدق.
ايها القائد عشت هذه اللحظات مرتين في حياتي، مرة مع القائد بشير الجميل
ومرة معك، ناضلتم وقاومتم عشرات السنين وتحديتم الصعاب والظلم والمشاكل وواجهتم
بايمان وصلابة وباندفاع حتى اوصلتم شعبكم الى بر الامان، ولسخرية القدر، حكمتم
21 يومًا، كانت كالحلم بالنسبة الينا، ما لبث ان وتلاشى...
ثلاثة وعشرون عامًا مرت على لبنان بعد استشهاد الرئيس بشير الجميل، وما
زال وطني يواجه المشاكل والصعاب، فكم من السنين سوف يحتاج السودان ليتخطى فاجعة
استشهاد نائب الرئيس جون غارانغ؟
فيا رفاقنا مناضلي جيش التحرير الشعبي السوداني، اصمدوا، لا تيأسوا ولا تخافوا
الرب معكم.
|
