الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

بقلم: الدكتور الياس الحلياني

رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي -عدل -

اقرأ المزيد...

 
 
مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات
c.o.l
 دمشق 29/5/2006

حينئذِ تقدم بطرس، وقال له: (يا رب، كم مرة يخطأ أخي إلي وأغفر له ؟ أإلى سبع مرات ؟ فقال له يسوع:( لا أقول لك، إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات. ولذلك يُشًبه ملكوت السماوات بملكِ أراد أن يُحاسب عبيده؛ فلما شرع في المحاسبة قدم إليه واحد له عليه عشرة آلاف وزنه. وإذ لم يكن له ما يوفي به أمر سيده بأن يُباع هو وامرأته، وأولاده وجميع ما له، ويوفى ما عليه. فخر العبد، وسجد له قائلا: أمهلني فأوفيك كل ما لك. فتحنن سيد ذلك العبد، وأطلقه، وترك له الدين.

وفيما ذلك العبد خارج، صادف واحداَ واحدا من رفقائه العبيد، له عليه مئة دينار؛ فقبض عليه، وأخذ بخناقه، وهو يقول: أدِ ما عليك ! فخر رفيقه على قدميه، وجعل يتضرع، قائلاً:أمهلني فأوفيك. فلم يرد؛ ومضى وطرحه في السجن حتى يوفي الدين. فلما رأى العبيد رفقاؤه ما كان، استاءوا جداً، وجاءوا وأعلموا سيدهم بكل ما جرى. فدعاه سيده، وقال له:أيها العبد الشرير ! لقد تركت لك كل ذلك الدين، لأنك تضرعت إلي؛ أفما كان ينبغي لك، أنت أيضاً، أن ترحم رفيقك، كما رحمتك أنا ؟-وغضب سيده، ودفعه إلى الجلادين حتى يوفي جميع ما له عليه. فهكذا يفعل أبي السماوي بكم إن لم يغفر كل واحد منكم لأخيه، من كل قلبه)) متى 18-23-28.

كم عانى الشعب السوري من الظلم والقمع والاستبداد؟ كم ذاق من آلام وقهر وفقر وذل؟ كم وكم من المآسي مرت عليه؟

كم عُزفت في أقبية السجون والمعتقلات، سيمفونيات الحزن والأسى، وكتبت الأقلام  ملاحم الرحيل والفرقة!

ماذا أعطى أفراد الشعب السوري للسلطة؟ ؟ كل ثمار عملهم الشاق وجهدهم، وتعبهم، وعرقهم، ودمهم. وماذا فعلت السلطة ردا على ذلك ؟ احتضنتهم داخل أقبيتها، وأذاقتهم شهد العسل، وأضجعتهم على وسائد أسمنتية، وأطعمتهم من ثمار وفضلات الأرض الطيبة. ونشكر الله دائما وأبدا، أن أفراد الشعب لم يتبعوا هذا النموذج ولم يقلدوه . بل سامحوا من عذبهم، وباركوا من ضربهم. ولم تكن جريمتهم سوى صرخة ضمير واحدة:لا للظلم بعد اليوم.

لا للقمع بعد اليوم.

لا للقهر بعد اليوم.

لا للذل بعد اليوم.

يوضح توليستوي قي يومياته المدونة بتاريخ 12-6-1898- القاعدة المسيحية بعدم مناهضة الشر بالطريقة التالية: عدم مناهضة الشر مهمة، ليس لأنه على الإنسان أن يتصرف من أجل ذاته، لكي يصل إلى الكمال، وإنما لأنه عن طريق عدم المناهضة يوقف الشر يبتلعه في ذاته، وفي تفسيره هذا، يؤكد توليستوي، أن الاهتمام ينصب على فكرة: كيف أن عدم مناهضة الشر تبتلع وتمتص الشر. (للأسف هل أخطأ توليستوي، أم أن مقدار الشر الذي نعاني منه، غير قابل لا للتوقف، ولا للامتصاص)

كنت قبل شهر، أحترم الأمة الهندية، وأقدر كفاحها، ونهضتها التكنولوجية، إذا جاز التعبير، فهي من الدول الأوائل في البرمجيات اليوم وعلى مستوى العالم. ولكن كل ذلك لا ينفع، إذا كان إنسانها حتى الآن منبوذا فقيرا معدما. بعد أن قرأت عن المنبوذين في الهند، وعن حياتهم، والتي تتشابه مع ديدان التراب وحشرات الإسطبلات، قلت: تبا لكم ولعلومكم، تبا لكم ولبرمجياتكم. تبا لكم وإنسانكم هذا يأكل مثل البهيمة ويشرب مثل الحيوان وينام مثل الزواحف، ويُداس مثل الجرادين والفئران.

ما أتعس الأمة التي فيها أناس منبوذين، ما أتعسك يا لهند.

داخل السجن الكبير يتم عرض الفلم السوري الجديد. البطل يرفض في النهاية أن يقوم بعمل شرير جديد، وأن يقبض المال ويهرب. الجمهور كله من المجرمين. وحتى بإجرامهم، كانوا يفضلون للبطل أن يرفض الخيانة، مما يعني عمليا أن يموت. ونظرنا ونظر الجميع إلى موته على أنه انتصاره، ولكن المرارة كانت تملأ فمنا، لقد تردد البطل واختار الحياة!!!!!!!!!!!!!!

وهكذا تفرقنا بمرارة، وتجمعنا بمرارة، وكتبنا بمرارة، ولكنها كانت مرارة من نوع آخر، وفيها كرامة سورية، لأن مواطنا (وحتى في فيلم وليس بالحقيقية) أراد أن يكون ما رغبنا أن نكونه ولم نقدر. إذا فكرنا في هذا وفي انتصار الخاسر وأخذنا من ذلك استنتاجا حقيقيا يمكننا أن نحول المرارة التي في حلوقنا إلى شهد الانتصار والمقاومة.

الشعب السوري، يُقدر في أعماق أرواحه كرامته الإنسانية أكثر من الصحة والحياة.

في أحد المعتقلات النازية، يتحدث الأديب الألماني (برونو باتلهايم)  عن تجربته في (فرع فلسطين) (داتشاو بوشينفالد)، ويصف سلوك السجناء في تلك الأوضاع الإجرامية، أن السجناء كانوا يكثرون من احتقار الحراس الذين كانوا يذلونهم أو يهينونهم لفظيا أكثر من أولئك الذين كانوا يضربونهم أو يقتلون السجين. ويورد الأديب نفسه ملاحظة أخرى (غريبة) عن بعض مفاهيم السجناء (زبائن المعتقلات والفروع الأمنية): توفي السجناء تحت التعذيب مع أنهم عذبوا من أجل معتقداتهم السياسية، ولم ينظر إليهم كشهداء. أما أولئك الذين قضوا بالإصرار على حماية الآخرين، فقد تم اعتبارهم شهداء.

غالبا ما يسعد المعتقل برسالة أكثر من طرد طعام.

لنُفعل هذه المقولة عن طريق إرسال رسائل إلى كل معتقلي الرأي والضمير  في السجون السورية، ولنعمل على نشرها في وسائل الإعلام.

مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات، والعضو في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، يعد بنشر كل رسالة موجهة لأي معتقل رأي وضمير في المعتقلات والسجون السورية.

الحرية لكل معتقلي الرأي والفكر.


الشبكة السورية لحقوق الإنسان

 بيــــــــــــان

تعرب الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء المعلومات التي وردتها عن تدهور الأوضاع الصحية لبعض معتقلي الرأي وبصورة خاصة المحامي والناشط أنور البني المهدد بانهيار صحي عام اثر اضرايه عن الطغام احنجاجا على اعتقاله التعسفي، والدكتور عارف دليلة بسبب وضعه القلبي السيئ والدكتور محمود صارم والناشط محمد غانم .

وتطالب الشبكة السلطات السورية بضرورة التدخل العاجل والافراج الفوري عنهم لتمكينهم من الحصول على المساعدة الطبية اللازمة.

كما تعرب الشبكة السورية عن ادانتها لمنع السلطات المختصة المحاميين من زيارة موكليهم المعتقلين , وتطالب الجهات المعنية بالإلتزام بالقواعد الدنيا لمعاملة السجناء التي أقرتها الأمم المتحدة والسماح لمحامي المعتقلين بزيارتهم وتمكينهم من القيام بمهامهم بشكل يضمن تقديم كل المساعدة القانونية الضرورية لهم دون أي عرقلة.

الحرية لكافة معتقلي الراي والضمير في سوريا 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها