الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

بقلم: الدكتور الياس الحلياني

رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي -عدل -

اقرأ المزيد...

 

خطأ المعارضة عندما تستبدل قمع السلطة بارهاب الأخوان –

وجبات متبلة ومنكهة

في كل يوم تتهيأ الفرصة لنا، في بلادنا، للتحقق بأنفسنا بدرجات مختلفة: لقد تشوه المبدأ الديمقراطي (الحكم بالشعب) وأصبح غائما لأن عقول الناس لم تعد ملكا لهم، بل لوسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة من جهة. والى استلاب رجال الدين للشعب من جهة أخرى. وتم القضاء على الإرادة العقلية الحرة من جذورها بالذات.
   النتيجة المنطقية للخطاب الديني، هي أنه يُقدم دائما للمواطنين وجبات، ويقبلها فقط لأنها متبلة ومنكهة بتوابل العنف، والجنس، والمثيرات.ولأن الطاهي هو الله نفسه. ومن يرفض طعام السماء، ويحرم ذاته من الحضرة الإلهية.

يقول عبد الرحمن ألكواكبي في كتابه الخالد طبائع الاستبداد: "إنه قبل الانتقال أو قبل الشروع في عملية التحول للخروج من نظام استبدادي إلى نظام مبني على قواعد الحرية أو الديمقراطية أو الانفتاح يجب الاتفاق أو الإجماع على شكل الحكم الذي سيحل محله وإلا ستكون الفتنة".. وهذا ما يُنتظر حدوثه -لا سمح الله- فيما لو وصل الأخوان المسلمون إلى الحكم. فهذه العصابة تملك في الحقيقة خطاب متطرف سمته الرئيسة أن الديمقراطية هي مشروع وحيد، يُطبق لمرة واحدة، ومن أجل الوصول إلى السلطة فقط.إضافة إلى رأيهم، والذي يمثله ابن باديس حيث كان يصف المجتمع الجزائري بأنه مازال مجتمع غض وطري ولا تصلح فيه الديمقراطية، ويحتاج إلى من يقوده إلى الديمقراطية؟ وطبعا خير من يقوده إلى الديمقراطية (الخراب والدمار) جماعة الأخوان المسلمين.
يتحدث عصام العريان، مفتخرا، بتعاليم حسن البنا، مؤسس الإرهاب الإسلامي الأول:

* لان أية دعوة حديثة نحن نزنها بميزان الإسلام، فما وافق الإسلام فيها نقبله وما خالف الإسلام نرفضه، مع اقتناعنا بأن الإسلام جاء بقواعد عامة عليه، احاطت بكل فكرة صالحة، فلا توجد فكرة صالحة إلا وتجد لها سندا في الإسلام.
ويقول من جهته:( فوز حماس في فلسطين، لان هذا فعلا تنظيم يعبر عن مدرسة الأخوان تماما، ويعتبرون أنفسهم امتدادا للإخوان).

يقوّم الباحث حسين توفيق إبراهيم في كتابه "الإخوان المسلمون والتعددية السياسية" موقف الإخوان المسلمين برصد وتحليل أبعاد رؤية حسن ألبنا مؤسس الجماعة لتلك القضية، وذلك بالإجابة على ثلاثة أسئلة، هي هل رفض ألبنا للحزبية والتعدد الحزبي هو رفض مبدئي وأصيل أم هو رفض ظرفي ارتبط بسياق تجربة التعددية الحزبية في مصر في مرحلة ما قبل عام 1952؟، والثاني هل رفض ألبنا للنظام الحزبي في جميع صوره وأشكاله أم رفض أشكالا معينة للنظام الحزبي دون الأخرى؟، والثالث ما البديل السياسي الذي طرحه ألبنا لنظام التعدد الحزبي؟.
   ونخلص إلى أنه يمكن القول إن رفض ألبنا للتعددية الحزبية في العالم الإسلامي هو رفض أصيل ومبدئي، يتجاوز ظرف الزمان والمكان، هو الاتجاه الأقرب للصحة في تحليل وتفسير رؤية مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الحقيقية، والتي يُحاولون اليوم، بشتى الوسائل والحيل طمسها.

 سالم البهنساوي في كتابه "حرية الرأي" : ُيطلق أوصاف الكفر والإلحاد والطعن في الدين والسب في المقدسات على أسماء بالجملة من أدباء ومبدعي العرب ! وتصبح الحرية من وجهة نظره ( مزبلة للقاذورات !!). . مع العلم أن هذا الكاتب يُعد من الوسط الإسلامي لأخواني وليس متطرفا.  السيد أحمد فرج في كتاب "حوار حول رواية وليمة لأعشاب البحر" يشن حملات شعواء على حرية الرأي والتعبير.  و يقول سليم العوا في كتابه (الحق في التعبير) إن د.نصر حامد أبو زيد قد خرج على ثوابت الإسلام، وأن من جرجره إلى أروقة المحاكم إنما كان (يدافع عن مقدساته وثوابت دينه التي نال منها نصر حامد أبو زيد !!) ( ص 13) وأنه كان يكفي أبو زيد أن يحضر أمام القاضي و يقرر في واجهة هؤلاء أنه مسلم ومعتز بإسلامه !) ( ص11، 76) كي يدرأ عن نفسه حكم التفريق!! أو يعيد زوجته إلى عصمته!!ز ويوافق على التحقيق العلمي مع الدكتور نصر حامد أبو زيد(( يُستدعى الدكتور أبو زيد إلى مجلس علمي محترم تناقش فيه آراؤه، ويبين المعترضون عليها ما يرونه فيها مخالفة لأصول الإسلام.. وبعد ذلك يكون للفقهاء وحدهم أن يقرروا ما يترتب على هذا السجال الفكري العلمي الحر من نتائج !) ( ص11-12)..    وسؤالنا للدكتور سليم العوا: أين حرية التعبير والدفاع عن الحقوق، الذي كنت تتبجح فيه، أم أن لكل زمان مقال، على مبدأ الاحتيال والنصب لأخواني.

يقول أحمد صبحي منصور في مقالة له في الحوار المتمدن:
هل الأخوان المسلمون يمثلون الإسلام ؟
"بالقطع لا. الإسلام دين، أي نظرية ومبادىء، و أوامر ونواهى تشمل العقائد والسلوكيات. الأخوان المسلمون في عقائدهم و سلوكياتهم يتناقضون مع دين الإسلام. أبسط تناقضهم مع الإسلام أن القرآن الكريم يؤكد أن من يستغل الدين لمطامع دنيوية فهو عدو لله تعالى. أي أنهم أعداء الله حين يستخدمون الإسلام مطية للوصول للحكم".
ما الذي سبب الوقيعة بين الأخوان والدولة السعودية مع اتفاقهما فى العقيدة الوهابية ؟ منذ البداية رفض عبد العزيز منشىء الدولة السعودية الراهنة ومنشىء الأخوان المسلمين إن تعمل حركة الأخوان داخل بلاده محددا عملها في ((الخارج فقط. ولكن أدى تطور الأحداث إلى هروب معظم الأخوان إلى السعودية هربا من اضطهاد عبد الناصر يحملون معهم تربيتهم السياسية القائمة على النفاق و سياسة الوجهين و التقية. تلك هي خلفيتهم الثقافية التي أرساها حسن ألبنا طبقا لظروف الأخوان في مصر و المخالفة للطبيعة البدوية في الجزيرة العربية والتي ظهرت فيها الدولة السعودية. و من الاختلاف حدث الاحتكاك و أدى إلى نمو المعارضة الوهابية داخل المملكة و ضد الأسرة السعودية. الأخوان بفكرهم المتطور ساعدوا في ولادة المعارضة السعودية، فأخذ النظام السعودي و شيوخه الرسميون يهاجمون سيد قطب وجماعته والأخوان، يبينما تمتدحهم المعارضة الأصولية الوهابية.

هناك الكثير من المصالح المكتسبة التي تهتز أمام كلمات مثل ديمقراطية وحرية عندما تعرف بالحدس أن هذه الكلمات يمكن أن تشير إلى إمكانية حقيقية تتجاوز مجرد الشعار. الأخوان المسلمون يخافون من إمكانية أن يستيقظ المسلم الآلي ويحرر نفسه، ويكف عن كونه مطية، وسلما يتسلقون عليه للوصول إلى السلطة، يكف عن كونه مستلبا مطيعا. يريدونه هكذا، ويخشون من إمكانية أن يُفكر المسلم لوحده ويختار بحرية مصيره الخاص دون أي تدخل سماوي، أو أرضي مهما كان نوعه، ومن إمكانية تحقيق فرديته العقلية وحريته الكاملة في التفكير، إلى الحد الذي يستفيق من غفوته، ولا ينصاع بعدها لأوامر تأتيه من خلف السحاب، حاملة له، الأذى والشر.  يضطربون ويرتعشون من إمكانية نشوء نظام ديمقراطي حقيقي يحقق للجميع تكافؤا تاما للفرص. نظام لا يُقيم وزنا للعرق، أو اللون، أو الدين، أو المذهب، أو الطائفة، أو أي اعتبار آخر سوى محبة الوطن والإنسان الآخر.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها