الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

بقلم: الدكتور الياس الحلياني

رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي -عدل -

اقرأ المزيد...

 

تُصنف البشرية إلى أربعة أصناف

عندما بدأ السيد وديع حداد عنفه، ولحقه بعنف وإرهاب أقسى السيد أبو نضال، أسميناهم فدائيين، وصفقت الأمة،  وكحلت  الأجيال الجديدة عيونها، وأصاخت السمع إلى عبارات التبجيل والرضا. وعندما شجعنا الانتفاضات، الواحدة تلو الأخرى، تعلم الأطفال العنف، والهدم، عوضا عن البناء والعمار، وعندما حولنا مدارسنا ومساجدنا وجامعاتنا إلى مراكز لتخريج ملايين الفقهاء، وحشونا أدمغتهم بالفقه والتشريع والحديث، وتكفير الآخر، وضرورة الجهاد ودك معاقل الكفار،  وأسميناها علوما. وعندما أرسلنا زهرة شبابنا إلى أفغانستان، وهللنا وكبرنا، وعادوا إلينا بهمة وشراسة وعنف أكبر. وعندما رقصنا وسُررنا لدخول القوات العراقية إلى الكويت، وعندما لم نرفع احتجاجا لحرق الأكراد في حلبجة، وعندما آوينا عصابات الأخوان المسلمين التي عاثت في سوريا عنفا وإرهابا وقتلا، وعندما أسمينا القتلة والإرهابيين في العراق مقاومة، وعندما شددنا على يد الفلسطينيين يوم دخلوا إلى لبنان ونهبوها، وعندما غضضنا البصر عن الأجرام الذي ارتكبه الجزائريون بحق مواطنيهم، وعندما باركنا قتل السياح والأجانب في مصر، وتونس، والمغرب، والأردن. من هنا بدأ الإرهاب والعنف يا سادة، الإرهاب الذي نحصد اليوم منه ما زرعناه!

ما ذنب الأطفال، الذين خرجوا شعانين، خرجوا للصلاة، خرجوا ملائكة صغيرة، في لباس العيد، وفرحة العيد، وسلام العيد، وآبت قوات الحقد والكره والظلام، إلا أن تقلب عاليها واطيها، أبت قوات الكفر الحقيقية، الكفر بكل ما هو إنساني وآدمي، الكفر بكل ما هو جميل وحضاري، الكفر بكل ما هو طفولي. أبت هذه القوات إلا أن تُذيق الإنسان المصري المسيحي، بعضا من حلاوة ما تعيشه، وتتعلمه، وتقرأه. أبت إلا أن تتذكر أمجاد الماضي التليد، أبت إلا أن تُعيد ذكريات، الغزو والسلب، وسفك الدماء.  

تُصنف البشرية إلى أربعة أصناف، تبعا لعلاقاتها الإنسانية مع الآخر. الصنف الأول هو الذي يكون معظمه حيوان وبعض منه إنسان، أما الصنف الثاني فهو الذي يكون نصفه حيوان ونصفه إنسان، والصنف الثالث هو الذي يكون معظمه إنسان وبعض منه حيوان، والقسم الأخير هو الذي يكون كله إنسان.

أما الصنف الأول الذي معظمه حيوان وبعضه إنسان فهو الصنف الذي لا يؤمن إلا بطريق واحد للتعامل  مع الإنسان الآخر وهو طريق الافتراس والفتك والسلب والغزو والجهاد.

أما الصنف الثاني، فهو الصنف الذي يعلم أن هناك طريقة أفضل للتعامل مع الإنسان الآخر، ولكنه لا يسلكه. والصنف الثالث هو الذي يعلم أن الحوار هو الطريق للتعامل بين البشر، ويبدأ بممارسته. أما الصنف الرابع، فهو الذي لا يقبل إلا الحوار وسيلة وطريقا للتعامل بين البشر.

 خنزير كان يتمرغ في الوحل، ويأكل الأقذار والأوساخ، ولا يرى أمامه إلا ما هو قذر ونتن، وعدواني. سعيد بإرهابه وقذارته ونتانته. وإذا فراشة ربيعية ترفرف بين الأزهار، وعلى مقربة منه، فنظر الخنزير وقال لها: ((ألا تجربين ما أذوقه في سعادة، أبقر البطون، وأشرب الدم، وأقطع الرؤوس، وأعيش في قذارتي سعيدا مسرورا مرتاح الضمير؟ بدل أن تنتقلي من زهرة إلى زهرة دون جدوى)). فأجابت الفراشة الجميلة الطاهرة المتسامحة الحنونة العطوفة الكريمة: بالله عليك أتركني بين أزهاري وعطوري، وهنيئا لك إرهابك وأوحالك وأوساخك.))

 نعترف ونقر جميعا، أن هذا الإرهاب هو وباء مدمر قاتل. وما دام وباء، فعلينا الابتعاد عنه لئلا تنتقل إلينا عدوى مرضية أي عدوى الحيوانية التي تغلبت فيه على الإنسانية. الحيوان وُجد ليقتل ويدمر ويُرهب ثم يقوم بالدور الذي هيأته له الطبيعة. أما الإنسان فيعيش بعقله وقلبه وروحه، للرب الذي خلقه، وللبشرية أخوته. الإنسان الحيوان يرضى إذا توفر له نص إرهابي، وعظة مناسبة، أن يفتك بأخيه الإنسان. أما الإنسان البشر المخلوق على صورة الله، فلن يقبل بإيذاء أخيه الإنسان مهما قُدم له، ومهما تعرض لإغراءات المادة واستلاب العقل.

 أحد الإرهابيين الأصوليين حُكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة عشرون سنة عقابا له على جرائمه التي ارتكبها بحق الإنسان الآخر المختلف معه بالمذهب. فما أن سمع الحكم حتى انخرط في البكاء والعويل، ثم مسح دموعه وقال بصوت متهدج: أنا أغفر للقضاة لأن حكمهم عادل، وأغفر لرجال الشرطة قبضهم علي. لكن لا أغفر أبدا لمن علمني أن جاري، وصديقي، الذي يختلف عني في المذهب هو كافر، لا أغفر أبدا لمن قال لي، إن الطريق إلى غابات الجنة يمر عبر قطاف رؤوس الكفار. وسبي نساءهم. والحقد عليهم وكرههم هو التذكرة الصالحة للولوج إلى بوابة السعادة الأبدية. وأن الله المنتقم الماكر، لن يسمح لي بالدخول إلى حضرته، ما لم تكن يدي مخصبتان بدماء جاري المسيحي، وصديقي اليهودي، وقريبي العلماني. لن أغفر لمن حولني من إنسان إلى حيوان، من إنسان معيل لعائلة، إلى قاتل مفكك لعائلات.

المجرمون من هذا النمط قليل: ولكن هناك بالفعل من هم أكثر جناية، يرتكبون جرائمهم في الخفية، يكتبون، ويشرحون، ويُفسرون. هؤلاء الذين ينقادون لشيطان حقدهم وكرههم الأبدي، هؤلاء الذين يحرفون الكلم عن معناه وموقعه ومبناه، هؤلاء الذين يكرهون الحياة والجمال والزهور واللون الأبيض والسماء الزرقاء والإنسان والبشر.

الويل لأولئك الذين لا يريدون أن يكفوا عن إثارة النعرات، عبر كتاباتهم، وبرامجهم الفضائية. بل الويل لكل من لا يحاول في محيطه أن يُبدل الأوضاع والعقليات، ليقضي على الحقد والكره بكل الوسائل ويمحو آثاره من على وجه الأرض.

 حول مائدة حافلة بنخبة من رجال السياسة والعلم، دار الحديث عن مفهوم كلا من  العلمانية والليبرالية والإنسانية وحقيقة وجوده. وإذا بأحدهم يقول مستغربا: ماذا يا سادة! في هذه البلاد وبعد أن أكرمنا الله بهذا الدين الحنيف، ما زلنا نؤمن بوجود هذه المفاهيم. (وكان يزاود لرغبة في جيب روكفلر ويعقوب، حيث لا يزال يجلس في أحضان أبا زيد جوني، ويُشعل الحرائق، ويُعاكس الجميع). بالنسبة لي شخصيا، أنا ما اهتممت قط إن كان هذا المفهوم موجودا أم لا. المهم بالنسبة لي هو إحياء الدين، ومفهوم الحضارة الإسلامية الخالدة،  وكل ما عداه شر ومن صنع الإنسان نفسه، وبالتالي أنا لا أشعر نحوه بأدنى حاجة إليه.

وقال عندها أحدهم: (( لقد أحسنت ! وانك على حق فيما تقول، فمفهوم الإنسانية لا معنى له ولا وجود. ولست الوحيد في اتخاذ هذا الموقف، الذي يستحق كل مديح، لأن في قصري ستة أنفار، يسلكون مسلكك هذا، وهم كلبان للصيد، وقط أسود، وقردان، وببغاء)).

 قالت أم قاسم: (( هل تظنين أن المطر سيتوقف)).

أجابت أم يعرب: (( انه يتوقف دوما)).

وكذلك الإرهاب، نحن نراه في أول الأمر وكأنه أبديا ليس له نهاية.

ولكن يجب أن لا يغرب عن بالنا، أنه ما من شيء يدوم أبدا، وما بعد الضيق والإرهاب إلا الفرج والمحبة والتسامح. وليس من شر وحقد وإرهاب إلا ونستطيع التغلب عليه بالمواطنة الحقة، والفهم الصحيح للدين، واحترام الآخر، ورفع شعار الانسانية أولا.

 الأفكار المغلوطة ، ويمكن أن نسميها أوهاما أو تشويها للحقيقة ، وهي قناعات خاطئة، أفكار منقوصة، غير واقعية ، ومواقف غير صحيحة . انها غالبا ما تأتي جماعات جماعات ، اذ ان احداها تقود الى أخرى في نطاقها. بعضها غير مؤذية . ولكن أخبثها فكرة امتلاك الحقيقة .حيث تكون مكبلة لأنها تؤول الى شعور سلبي مؤلم يمزق الشخصية ويُعطل التواصل مع المجتمع.

العلاج العقلاني العاطفي ، الذي يُقوم ذلك الاعوجاج يرتكز الى أفكار ثلاثة:

1-كل سلوك بشري يأتي كردة فعل لحدث ما.

2- وردة الفعل تأتي نتيجة لفهم الحدث وتقويمه.

3- وهي تترجم سلوكا عاطفيا معينا.

كثير من طرق العلاج النفسي ، تتجه الى الفكرة الأولى ةالثالثة، مبتعدة ، عن الفكرة الثانية ، والتي هي أهمها ، أي كون ردة الفعل (الاجرامية هنا) تأتي نتيجة لفهم الحدث وتقويمه في ضوء معتقدات ثابتة . وهذا، أساسي جدا في النهج الصحيح للعلاج .

حيث يتعرض العديد من الناس لحدث واحد ولكن النتائج ، أو ردات الفعل غالبا ما تأتي مختلفة كل الاختلاف. فلبعض الناس قدرات أكبر، على فهم واستيعاب الأحداث . وبعضهم الآخر قد يدخل في حال من الضياع . فما من شك أن عنصرا ما يُحدث هذا التمايز الكبير بين ردة فعل وردة فعل أخرى على حدث واحد. انها===المعتقدات الثابتة==== 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها