الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

بقلم: الدكتور الياس الحلياني

رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي -عدل -

اقرأ المزيد...

 

هؤلاء ليسوا مسلمين؟ فماذا يكونوا إذا؟؟؟؟؟

ان الواجب الاخلاقي الأول للانسان هو الارتقاء بوعيه. وعندما يحقق هذا الهدف فقط يتوقف عن كونه مطية ويُصبح انسانا حقيقيا . والمطية، في هذه الحالة، انسان ناقص ، شخص تافه ، مثل الطبل الذي يُصدر الصوت القوي ، وداخله فارغ. والشخص الأمثل هو الذي يُنمي ، عن طريق التطور والثقافة ، حالته الهجينة لكي يتأنسن بصورة كاملة وشاملة ، ومن يسلك السبيل الذي رسمته الانسانية هو، في الحقيقة ، انسان كامل ، يُحول ثقافته وتطوره الى عمل كامل تماما. جميعنا نبدأ غير كاملين، ولذلك يجب أن نعمل لبلوغ الذروة ، ومع أن بعضنا يعرف حقيقة افتقاره الى الحس الانساني وحقيقة قبول الآخر والتعايش معه، كشريك حقيقي، في الوطن اولا وفي الانسانية ثانيا. كما يعرف حقيقة ضلاله ، فانه لا يكتفي بعدم اكمال نفسه، بل على الاصح يتشبث بتعميق نقصانها الى أبعد حد.

من على المنبر وقف ، صائحا نائحا ، زاعقا، ماعقا: انصروا رسول الله، ساعدوه فهو ينتظر مساعدتكم، ولا تخذلوه، فليس له الا انتم . انهم يرسمون صورته، وكما علمتم وتعلمتم، فالرسم حرام في الاساس، فكيف اذا تم رسم النبي، بأوضاع غير محتشمة، ومخلة بالآداب. وفي طريقكم ايها المؤمنون الابرار، لا تنسوا بعض المثقفين العلمانيين، الذين، والله اعلم، يوافقون الرسام على كفره ورسمه، لا بل هم اشد كفرا منه. ويرتخي (حنك) الشيخ، ويتنفس الصعداء، ويمسح عرقه،. فقد ارتاح الآن وانزل الحمولة من على ظهره، وانتقم شر انتقام من ذلك المثقف العلماني، ممثلا للمئات من أمثاله، والذي كان لسنين طويلة يعيش بين المؤمنين نافثا سمومه، مطلقا أفكاره التنويرية التدميرية في فضاء التخلف والتعصب . ماذا يكون موقفك يا شيخي اذا اكتشفت يوما دليلا على أن هناك طريقا أسمى للوجود من طريقك؟. بأسلوب يختلف كليا عن الاسلوب الارهابي الذي تعرفه -اسلوب اكثر انسانية ، وجمالا ، وسعادة، وصدقا، ونبلا. ما عليك الا أن تفتح عينيك وقلبك أكثر، نعم سيعتريك الرعب ، عندما تكتشف هذا الواقع الجديد، واقع ساحق ، لا يُدحض، يدفعك الى تبديل خياراتك الشيطانية الارهابية، ، وعندما تبدأ في ذلك ، فانك حقا ستتخلص من نمط الحياة الحيواني الذي اعتدت عليه. يعني هذا أنه يجب أن تهجر العالم الارهابي الجهادي الدموي ، الذي تألفه، وأن تطرح قبول الآخر والتساهل؛وأن تُخلف وراءك تبريرات تصرفات أفكارك الخاطئة المسبقة الصنع عن الآخر؛ وأن تقذف الحقد والكره من النافذة؛ وأن تتوقف عن الرياء والكذب وخداع الناس؛ وأن تنتهي من تكييف الواقع ومواجهته كما هو؛ وأن تتصل باخلاص بالآخرين؛ وأن تحب الحقيقة وتُشهرها، لا التظاهر بها وسترها؛ وأن تتخلص من أي شعور بالحقد والكراهية والرغبة في الحاق الأذى بالجار الذي أمضيت معه عمرك. ان تنمية وعي أعلى ليس خيارا تافها ايها الشيخ ، لأن الحياة كما تعلم أو لا تعلم، تُقدم لنا خيارين لا ثالث لهما: التقدم والحضارة والازدهار والعلمانية والسير الى المستقبل بكل نضارته واشراقه ونتائجه.. وايضا التقهقر والتخلف والانكسار والاصولية وعبادة الماضي بكل أقذاره ونتانته. ومن يفشل يا شيخي في أن يصعد ، أو يتقدم، فانه سوف يسقط ويتحجر. والتقدم والصعود الى مرتبة أعلى في تاريخ البشرية والانسانية هو من انبل الأهداف التي يسعى الانسان السوي لتحقيقها، واكثرها استحقاقا للثناء، لأنه يا شيخ راتب ، عن طريق اكمال نفسه فقط( ونفسك ايضا) ، يمكن أن يُقدم للجنس البشري القيم نفسها التي عمل على تنميتها داخل نفسه . ولو سألت نفسك، ما هي القيم التي عملت على بلورتها وصقلها ، وتريد أن تقدمها للجنس البشري؟ .الأكيد انك ستستحي بها ومنها!!. ما من أحد ، ايها الشيخ، يمكن أن يعطي شيئا لا يملكه في داخله . فأنت لا تملك حب أخيك في الدين، ولا تملك احترامك لحقه في الحياة، ولا تملك قبوله في بلدتك، فكيف اذا يمكن أن تُعطي أو تتكلم عن السلام والمسامحة والمحبة، وهل تتجرأ على أن تقول: ان الاسلام دين محبة وتسامح، وانت في قرار نفسك، تتمنى لجارك الموت والاساءة أقله.

هناك فقط طريقة واحدة ، ايها الشيخ، يمكن لك فيها ان تسلك الى أخلاقية أعلى: أن تكتشف أولا قيمتك الخاصة، وأن تمتلك الحس الانساني الحقيقي، وأن تعلم أن منزلة الانسان الرفيعة أو الدونية تكمن في الحقيقة داخله،
أنك تحتاج فقط الى شخصية مستقيمة ، مُحبة، انسانية. وعندما تكتشف ايها الشيخ، قيمتك الخاصة الانسانية المحبة للآخر ، فانك لن تبقى هكذا ضئيلا.
الى متى سيبقى سيف الارهاب مسلطا على رقاب المثقفين والعلمانيين والليبراليين، بحجة أنهم كفرة، أولا، وعملاء للغرب ثانيا. وأين هي السلطة؟ من كل ما يحدث اليوم والأمس وفي الغد. أين وزراء الداخلية العرب، يجتمعون منذ أكثر من عشر سنوات، وهمهم الأوحد ، هو الارهاب، ولكن الارهاب الذي يطال كراسي معلميهم، وليس الارهاب الذي يطال رقاب الشعب الآمن. من يذكر فرج فودة؟ من يذكر نجيب محفوظ؟ من بقي يذكر السيد القمني؟ الذي آثر الاعتذار والابتعاد خوفا من طعنة ، تأتيه من فتوة تعقبها مطوة. أما وزراء الاعلام العرب ، فلم يستطيعوا وقف حملات الكره والحقد التي تنبح بها فضائيات الشر والارهاب، حتى البرامج الحوارية، دائما المنتصر فيها الارهابي، ومن وراءه ، فالمداخلات كلها لصالحه، بينما يُحرم العلماني او اليساري او الليبرالي من أي مداخلة لصالحه. من يستطيع أن يرد على القرضاوي، جربوا ، حاولوا، وسترون النتيجة.

وطن ضائع، ، وشعوب تُساق الى مقصلة الارهاب، وحكومات غافية. وأمة في طريق الزوال. قسماً ديننا ليس دين الإقصاء ...قسماً ديننا ليس دين الإرهاب قسماً ديننا ليس دين التطرف قسماً ديننا ليس دين القتل قسماً ديننا ليس دين الكراهية و الحقد ديننا ليس دين سفك الدماء ...ديننا ليس دين التفجيرات و الاغتيالات ...

من فجٌر الأبراج و المباني و قتل الآلاف من الأبرياء ؟!من فجٌر محطات القطارات و قتل المئات من الأبرياء ؟!من قتل باسم الله هذا الشيخ ؟! هذه المرآة ؟! هذا الطفل ؟!من يختطف الأبرياء و يساوم على حياتهم ؟!من أعدم الأبرياء باسم الملِك القدوس و صوٌر عمليات إعدامهم على شرائط فيديو و قام بتوزيعها على الفضائيات و الشبكة الإلكترونية ؟من فجٌر الكنائس و دور العبادة ؟!من أطلق النار من المساجد و المقابر ؟!من خطف مئات الأطفال و قتلهم بالمتفجرات في مدارسهم ؟!يتبرؤون من بعضهم و يتبادلون التكفيرات و إلههم واحد و دينهم واحد و نبيهم واحد !!

هؤلاء ليسوا مسلمين؟ فماذا يكونوا إذا؟؟؟؟؟

من المسئول إذا عن هذا العطش الدموي،الذي يسكن القلب والنخاع والمنابر؟ 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها