الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

بقلم: الدكتور الياس الحلياني

رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي -عدل -

اقرأ المزيد...

 

لماذا لم يتم دعوة ام عمري؟

 الانتهاك القانوني للخصوصية العقلية. إن مساوئ الاتصال عن طريق التلفزيون والصحافة هي نوع من الإرهاب الإيديولوجي ضد الناس، ولذلك يجب إن تخضع هاتان الوسيلتان لهيئة رقابة أدبية. ولكن إذا كان من يقود العملية الإعلامية في البلاد فاقدا للأدبية والأخلاقية المطلوبة، فكيف السبيل إلى الخلاص من هذا الإرهاب المدروس. الشيء المؤكد هو أن توجيه عقول الناس أصبح تجارة مزدهرة في هذه الأيام فأي شخص يملك أرصدة مالية كافية يمكنه إن يقوم بحملة إعلانية للتأثير على سلوك الغير والإعلان لا يتناول فقط السلع المادية إنما يصل إلى الأفكار والقيم. لنعط بعض الأمثلة على ما نقول: هناك قناة اسمها المستقلة، يستطيع أي شخص، كائن من كان، أن يستأجر، ساعة بث، ساعتين، على مقدار فلوسه، ويبدأ في شتم المعارضة السورية، ثم ينتقل إلى شتم الحكومة السورية، وكله بأجره. وطبعا كل ذلك تحت اسم الديمقراطية وما شابه من الأسماء الجذابة. قناة أخرى اسمها الجزيرة، تأبى إلا أن تسمي القتلة والإرهابيين، أبطال ومقاومة، وكل من يفجر نفسه في جمع من المؤمنين، أطفال كانوا أم نساء، يدعى شهيد وطني؟ قناة أخرى وبالأمس القريب نقلت وقائع مؤتمر لانتهاك حقوق الإنسان! وهذا ما جعلني أكتب مقالتي اليوم. انتهاك حقوق الإنسان، شعار جميل ورائع، ولكن --). ؟أن تتبناه وتقوم باستضافته، سيدتان فاضلتان بريئتان.( يرجى حبس الأنفاس لأنني سأذكر اسم السيدتين الآن) . السيدة الأولى وهي المناضلة الكبيرة عائشة معمر ألقذافي.والسيدة الثانية المناضلة الأكبر في مجال انتهاك حقوق الإنسان، السيدة رغد صدام حسين. ويبدو أن السيبة (كلمة تعني السلم المتوازن الذي يستعمله الدهان في عمله) كانت تحتاج إلى السيدة أم عمري وأعني بها زوجة السيد شارون. هل يوجد انتهاك للخصوصية العقلية العربية أكثر من هذا. إن المواطن، في البلاد الديمقراطية، ليس ملزما بقبول الأوضاع غير الصحيحة أو الاستبدادية التعسفية دون أن يحتج، أو يتحمل بسلبية فقدان الوضوح حول بعض العقوبات القضائية، أو يوافق بسلبية على دفع ضرائب تعسفية مصيرها غير واضح مع ذلك. وبما أننا نفتقد إلى الديمقراطية فان كل شيء في بلادنا مستباح، يستطيع رئيس البلدية أن يفرض ضريبة عمل شعبي على المواطن حسب مزاجه، رئيس أي دائرة يستطيع أن يفرض ما يشاء بحجة ما. فرضوا علينا مبلغ 800 ليرة سورية من اجل الذهاب إلى بلاد (سوا ربينا) ولم يحتج أحد، ولم يأخذوا رأي أحد. سيدة لبنانية من أصل سوري متزوجة منذ أكثر من أربعين سنة من رجل لبناني، وتحمل الهوية اللبنانية منذ أكثر من أربعين سنة. أوقفوها على الحدود وقالوا لها عليك أن تدفعي 800 ليرة. قالت لهم بأنها لبنانية قبل أن يولد حزب البعث ما غيره، فقالوا لها نعم ولكن أصلك سوري (ولا أعرف ساعتها إذا كانت قد ذكرت أصلها بالخير أم بحذف أحد الأحرف) المهم دفعت المبلغ واجتازت الحدود، وعند عودتها ولأنها لبنانية دفعت مبلغ 12 ألف ليرة لبنانية.

2

بدأ عالم النفس الروسي ايفان بافلوف تجاربه بنجاح بالسلوك الحيواني وفيما بعد، توسع البحث في التعديل العلمي للسلوك ليصل إلى الكائنات البشرية. وذلك على يد العالمين الأمريكيين واطسون وسكينر. وتدهورت هذه التقنية، في شكلها القمعي، إلى عملية (غسل الدماغ)  غسل الدماغ شكل من التعذيب النفسي يُستخدم لتعديل سلوك الناس بشكل مثير، وينطوي على تحريض (التو هان)العقلي=فقدان حس الزمان والمكان= عن طريق إبقاء الضحية في حالة يقظة لا متناهية، أو إخضاعها لفترة طويلة من التعب، والإزعاج، وسوء التغذية، والقلق. حياتنا اليومية الحاضرة في سوريا، تنطوي على ما لا يقل عن عنصري قسر يحملان خصائص مماثلة لخصائص غسل الدماغ، أي التو هان ، والقلق. وليس هناك ما هو أكثر تتويها من التعقيد المتزايد للحياة التي نعيشها. والنمو المدوخ للأكاذيب الصحفية، وتشوش القيم والقمع الفكري الذي تمارسه وسائل الإعلام. والعنف والقمع والفساد العام وفقدان السيطرة على العقل يحرضه الغسل المتواصل للدماغ الذي يسببه التوهان والقلق اللذان أصبحا جزءا من أنماط حياتنا الطبيعية. أصبحنا جميعا ندور في دوامة ميلتس، هل هذا متورط أم ذاك؟ هل سيقبضون على هذا؟ أم سيفضحون ذاك. وفي كل تصريح من الخارج يبدأ القلق ينتاب الجميع، لأن الثقة مفقودة، بسبب التوهان الذي أوصلنا إليه حكم الحزب الواحد والرأي الواحد والقرار الواحد. قلق على مصير الوطن، قلق على مصير الأولاد، قلق على مستقبل العائلة، قلق ، قلق.

3

إن الحق في الخصوصية العقلية واحد من أكثر الحاجات الضاغطة.، لأن الغزو الذي نتعرض له اليوم. من قبل الجهات صاحبة المصلحة بشتد ويشتد.أمثلة كثيرة حول كيف تتم السيطرة والتلاعب في عقول الناس، وفي كل يوم تتهيأ لنا الفرصة للتحقق من ذلك بأنفسنا وبدرجات مختلفة. لقد تشوه المبدأ الديمقراطي (الحكم للشعب) وأصبح غائما لأن عقولنا لم تعد ملكا لنا، بل لوسائل الإعلام الغبية والقمعية والتي توجهنا وتقضي على إرادتنا العقلية الحرة من جذورها بالذات. واكتشف البعثيون أن السيطرة على إرادة الآخرين تؤمن موردا لا ينضب للسلطة ومن سوء الحظ لا توجد وسيلة لحماية الناس من هذا النمط من التأثير العدواني على سلوكهم، لأنه ممنوع عليهم اصدار المطبوعات، أو تملك اذاعة تعبر عن رأيهم، أو اصدار منشور صغير يفش غلهم. ولا تبقى أمامهم سوى إمكانية وحيدة للدفاع عن أنفسهم هي أن يتحكموا بصرامة بعقولهم، الد يماغوجية السياسية والتي يمارسها حكم الحزب الواحد ، عن طريق سيطرة استبدادية برضاء الشعب، إضافة إلى تملق الشعب وجعله وسيلة للطموحات السياسية الخاصة بالفرد أو بالحزب ما غيره. وهذه الحالات الديماغوجية تمثل بوضوح شكلا من الأشكال أللأخلاقية للسلوك، ، لمجرد إنها فعلا تؤثر على الناس بهدف استخدام هذه القوة لغرض حزبي، لا بهدف خدمة مصالحه الحقيقية.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها