من العهدة العمرية الى العهدة البعثية
هناك مثل شعبي
يقول: صانع السم يتذوقه. ونحن نقول: يجب أن يتذوقه، حتى يعرف ما جنت يداه،
وما فعلته النزعة الشريرة داخله.
يقول الملك
حسن الثاني في مذكراته التي نشرتها =دار ستوك الفرنسية)، ذاكرة ملك:
لا يجادل
اثنان في أن الإسلام منتج ثقافي عربي في البداية، كما لا يجادل اثنان في أن
العرب لم يعودوا قادة أو سادة الإسلام منذ العصور الوسطى. ثم بعد أن انتقلت
الخلافة إلى ديار الأتراك. واليوم يبدو أن أغلبية المسلمين لا توجد في
البلد العربية وإنما هي في إيران وتركيا والباكستان وبنغلادش واندونيسيا
وأفريقيا السوداء. وهو ما يعني أن أغلبية المسلمين لا يتكلمون ولا يفكرون
بالعربية. ولا يتحلون بالأخلاق العربية، وهذا ربما ما جعل الإسلام ملبدا
بالطلاسم والشعوذات والتفاسير اللاعقلانية الأمر الذي أدى به إلى مواقع
التطرف.
سقطت كابول في
نيسان 1992 بيد تحالف المجاهدين، سقط عش الدبابير، وانتشرت مطلقة سمومها
وإرهابها في أرجاء المعمورة. نظام طالبان: يكفي للتعريف عليه عبارة قالها
واحد من كبار المجاهدين: ليس هناك نص صريح في القرآن يقول أن المرأة تمشي
على قدمين؟؟؟تحققت دولة الإسلام، ولم يعد هناك مبرر لبقاء المجاهدين هناك.
انتهى الجهاد في هذه البقعة، وضغط الأمريكان وتفرقت الجموع الإرهابية عائدة
إلى أوطانها. البعض ((الأفغان العرب)) وصل إلى بلاده وعاث فسادا وخرابا،
والبعض تم تحذيره من أن بلاده ستعتقله وتحاكمه. جيوش من الدبابير والجراد
والعناكب انطلقت في خدمة من يوفر لها الإعانات المالية ويضمن لها التنقل،
ويؤمن لها السلاح اللازم للفتك بعباد الله الآمنين.
لم يستطع
هؤلاء العرب الأفغان، أو الأفغان العرب، أن يزايدا، على الأفغان، لا في
إيمانهم ولا إرهابهم ولا في تخلفهم ولا في شراستهم ولا في ممارساتهم اللا
نسانية، فقرروا الارتحال لنشر هذا الوباء في بلاد النور، لعل الله ييسر
لهم، ويطفئون أنوارها ويعيدونها إلى القرون الأولى قرون التخلف والظلام.
.وحملوا معهم، منطقهم السياسي الديني الذي لا صلة له بالواقع الاجتماعي
العام الذي يعيشونه فيه، وبدأا يتلقوا الضربات والفشل تلو الفشل. فأخفقوا
في البوسنة وفي الجزائر ومصر ثم تم تعقبهم في كل من تونس وليبيا والأردن.
ثم قصدوا الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بعد أن كانتا الملجأ والملاذ
في البداية أقله بالنسبة لأمريكا وبريطانيا، مما أدى إلى زعزعة التوازنات
الدولية التي قام عليها شتات الإرهابيين وعجل بفشلهم الذر يع.
في الطب
الشعبي هناك وصفة للدمل، أو للحبة المتورمة والملتهبة، والتي تصادف على سطح
الجلد. والوصفة ليست سوى قطعة عجين صغيرة، عليها نقطة زيت، ومن ثم توضع على
الدمل، مما يؤدي في اليوم التالي إلى تفجيره وخروج القيح منه.
أمريكا العجان
الماهر، والطباخ المتمكن، لم ترد أن (تزفر) يديها بالعجين والطحين والبيض،
ففتشت على عجانين يصنعون لها تلك العجيبة التي ستخرج القيح الشيوعي من
الجسد الأفغاني، ولم تجد إلا مجموعة من الفقهاء والشيوخ حتى يخففون عليها
عناء صنع تلك العجين.
خرج الشيخ عمر
عبد الرحمن، الإرهابي الضليع في فقه الجهاد، والخبير في معرفة أقصر الطرق
المؤدية إلى الجنة. خرج من سجنه عام 1984-، وبدأ أنظار ألc
i a
ترنو إليه لتكحل عيناها بمرآه البديع، واستمر الغزل مدة عامين، ومن ثم تم
إعطاءه التأشيرة الأمريكية الأولى، وبها اشترك في المؤتمرات الطلابية
الإسلامية
هذا العجان
الضرير، لم تجد أمريكا أفضل منه في ذلك الوقت. نقلته إلى لباكستان حيث ألقى
العديد من الخطب الجهادية، والداعية إلى اللحاق بالركب لحوراني( نسبة إلى
حور العيون وليس إلى الحوا رنة) واستطاع أن يجند المئات من المقاتلين
المستعدين للاستشهاد من أجل الجلوس على ضفاف الأنهر السماوية، والتمتع
بالأسمطة، جمع سماط، الفاخرة. والتعجيل بتفجير الدمل الشيوعي لمصلحة واشنطن
الغالية
راعي الشعائر
الدينية في (جرسي سيتي) يحصل، بفضل نشاطه المشكور في ترحيل العديد من
المجاهدين إلى الجنة عن طريق أفغانستان ببطاقة ذهاب بدون إياب. يحصل على
(الغرين كارت) بسرعة رهيبة، لا تعادلها سرعته في جولاته بين أوروبا والشرق
الأوسط ودعوته المستمرة للجهاد في سبيل الحصول على المراكز الأولى على ضفة
نهر العسل الخالد.
كما كانت
فرنسا سابقا مربط خيل العرب، كما كانوا يتبجحون، هكذا كانت لندن مربط خيل
الإرهابيون الجهاد يون .والتقى منظروا التيار السلفي ألجهادي الدموي
هناك.ولعبت العاصمة البريطانية دورا إرهابيا كبيرا بمناسبة الحرب الأهلية
في الجزائر حيث كانت نشرة الأنصار الشهرية يتم تحريرها من هناك. ومن يشرف
عليها ؟؟ شخصيتان دمويتان إرهابيتان. هما: السوري أبو مصعب، والفلسطيني أبو
قتادة وكانت تؤمن الاتصال بين مختلف أنشطة الإسلامية المسلحة في الجزائر،
والشبكة الإرهابية السلفية من جهة أخرى، زارعة الرعب بين المواطنين، عن
طريق حرق عائلات بأكملها، من الأطفال والنساء. وفي كتابه عن تنظيمات
الإرهاب في العالم الإسلامي، يقول عبدا لله عمامي: وهكذا كانت الجماعات
الإسلامية المسلحة تعمل بصورة مت شظية إذ يقاتل شبان المدن الفقراء في
البلاد فيما تتولى انتلجنسيا إسلامية الدعاية للجهاد انطلاقا من المنفى.
أسامة بن لادن
واحد من أربع وخمسون ولدا وبنتا أنجبهم محمد بن لادن المقاول الغني، الذي
قدرت ثروته يوم مماته ب11 مليار دولار، انضم في تعليمه إلى قافلة الأمراء
السعوديين فتكيف على العيش معهم. درس الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز في
جدة، وهنا بدأت الطامة الكبرى، وبدأ الدور الحقيقي الفعلي الذي لعبته
السعودية ومدارسها وجامعاتها في تحضير الإرهابيين وتدريسهم وغسل عقولهم.
تابع الطالب النجيب ورفاقه من الأمراء المواد الإسلامية الإجبارية التي كان
يلقيها محمد قطب( شقيق سيد قطب) ولا حاجة للتعليق على فكر سيد قطب المنحرف،
والمتوجه نحو تكفير الآخر، والمربي الثاني، لم يكن إلا الإرهابي الكبير
الفلسطيني عبدالله عزام المبشر الأكبر بالجهاد.
كانت قضية
الإرهاب أو ما يعرف بالجهاد المقدس بالنسبة إلى الحكومة السعودية وسيلة
لتطويق مثيري الاضطرابات المحتملين وصرفهم عن الكفاح ضد الأنظمة القائمة في
العالم الإسلامي وضد التيار الشيوعي وكذلك إبعادهم عن دائرة النفوذ
الإيراني.
هذا
المهندس الشاب الذي غسل ابن عزام دماغه، وحشاها بالأفكار الإرهابية
والدموية. أقام هذا الإرهابي عام 86 معسكراته الخاصة في أفغانستان، وقد
أسهمت الدروس الدينية التي أملاها عليه أقطاب الإرهاب في المدارس والجامعات
السعودية في خلق أسطورته طبعا إضافة إلى ثروته الطائلة والتي سخرها لعمل
الشر وقتل الأبرياء. . وفي 88 أنشأ قاعدة معلومات لإحصاء الإرهابيين وغيرهم
من المتطوعين الذين كانوا يمرون بمعسكراته. وقد أدى ذلك إلى ولادة ما يسمى
اليوم ((القاعدة)).
عرض ابن
لادن على الملك فهد استعداد مرتزقته القتلة للوقوف مع المملكة في وجه صدام
حسين إن هي ألغت فكرة طلب القوات الأجنبية؛ ولكن ما أن استنجد الملك فهد
بقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حتى انضم الشيخ الإرهابي إلى
الدوائر المعادية للحكم في الرياض.ثم هرب إلى السودان، إلى أحضان الإرهابي
الآخر حسن الترابي ( بابا المسلمين) وكان الترابي قد جمع حوله كل العرب
المناهضين لعملية (عاصفة الصحراء) من قوميين إلى إخوان مسلمين إلى إسلاميين
متشددين إلى فلسطينيين.ثم إلى اليمن، فالصومال، ثم عودة أخرى إلى أفغانستان
حيث أصدر بيانه والذي دعا فيه إلى الجهاد ضد الأمريكان وحمل بيانه آنذاك
أسماء خمسة علماء جهلاء هم عبدالله عزام عمر عبد الرحمن احمد ياسين العودة
والحوالي. ثم أصبح منظرا، بعد أن كان ممول ومقاتل ومنظم. ثم اختفى بين تلال
تورا بورا، وحمل معه كل ما لقنته إياه مدارس السعودية وجامعاتها، إضافة إلى
سيل من الدماء البريئة التي تسبب بسفكها.
استخدمت
السعودية وبكل حرفنة الإسلام لتوطيد سياساتها وتحقيق تحالفانها، وهي في
التصاقها الكبير في هذا، نسيت إن الإسلام هو الأقوى والأكثر تأثيرا في
ثقافة الشعب. والدليل على ذلك، أنه حالما حاولت السعودية الابتعاد قليلا عن
الدين، عن طريق الإصلاحات المزعومة، أم عن طريق التخفيف من الاحتقان والكره
والحقد، والذي تدرسه في جامعاتها ومدارسها، على يد علماء ينفثون الإرهاب،
وتقدح عيونهم بأشعة الحقد، وتعلوا وجوههم ملامح القتلة والسفاكين. عندما
حاولت السعودية التخفيف من كل هذا. اصطدمت مع رجال الدين، وتلامذتهم
القتلة.
في سوريا
اليوم، وكما يقال: أول الرقص حنجلة. ولا أعرف ماذا أسميها، قوانين، أم
فتاوى، أم تشريعات. تمنع على المسيحيين السهر والخروج من المنزل في أيام
محددة، وتلزمهم بالمنزل، والنوم باكرا. حفاظا على صحتهم الغالية على قلوب
أخوتهم أصحاب دين السماحة. ماذا يعني أن تقمع إنسان وتمنعه من مغادرة
منزله، في منتصف شعبان، وفي ليلة القدر، وفي الأيام العشر، وفي ذكرى طلاق
النبي ابراهيم، وختان النبي نوح، وعودة الشيخ الى صباه، وفي شهر رمضان.
ويبدو أنهم نسوا الأشهر الثلاثة الحرم. وما يمنع من استيراد بعض المطاوعة
من الشقيقة السعودية، وخاصة أن شهر رمضان على الأبواب.
أليس هذا
إرهابا مقنعا بالدين، ؟ أليس هذا قمعا لحرية الآخر.
أليس هذا
بداية لإرهاب أكبر وأعظم. من حروب الردة يوم قمع أبو بكر حرية الرأي
والفكر، إلى العهدة العمرية، يوم انتهك عمر حقوق الإنسان المسيحي، إلى
العهد الحالي، حيث ينتهكون الحرية الشخصية، ويقمعون الإنسان، في حله
وترحاله. لعلهم يريدون للمسيحيين أصحاب هذا الوطن المغتصب، أن يرحلوا إلى
بلاد تحترم حقوقهم وحريتهم.
في المحافل الدولية، والمؤتمرات العالمية، يتفاخرون بالحريات التي يمنحونها
لرعاياهم، ولكنهم لا يتكلمون أبدا عن هذا القمع الخطير للإنسان المسيحي.
هكذا بدأت
الأمور، إرهاب دول، ورعاية إرهاب دول. دول ُتدرس الحقد والقتل والكره
والذبح وسحق الآخر، ودول تبارك وتدعم وتؤيد في سبيل مصالحها العليا.ودول
تمنع مواطنيها من الخروج من منازلهم.؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وتسيل الدماء !!!!!!!!!!!!! |