الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

بقلم: الدكتور الياس الحلياني

رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي -عدل -

اقرأ المزيد...

 

ولكن أين هو وطن

قالت صديقتي الفرنسية في لقاء داخل السفارة الإيطالية منذ يومين: ولكن أين الشعب السوري، لا نسمع عنه أبدا، نراقب ما يحصل في بلادكم، ونلاحظ الغياب الكبير لشعبكم، ولا أقصد طبعا، المثقفين، ولا أصحاب المنتديات، ولكن المواطن السوري أين هو؟؟ وهل حقيقة أن المواطن السوري لا يتمتع بجدارة كافية تؤهله لأن يكون له دور فعال، في ما يحدث في وطنه من حراك ؟ ألا يستطيع أن يقول لا للفساد المستشري في بلادكم. ألا يستطيع أن يقول لا للقمع؟للفقر. للألم الذي يعيشه، للمستقبل الغامض الذي ينتظره؟ المواطن السوري يا سيدتي بدأ يشعر اليوم بغيابه أو تغييبه عن الساحة الوطنية، وبسلبه كل حقوقه، وجعله مثل خيال المآتة الذي لا يقوى إلا على زوجته وأولاده المواطن السوري بدأ يعي اليوم أن وضعه البائس هذا، ما هو إلا عقابا طبيعيا على كسله وتهربه من المسؤولية. وربما يخشى أن يكتشف شيئا لا يروق له. أو يصل إلى نتيجة لا تسعده، بل تزيد شقاءه وألمه. كسل المواطن السوري وتقاعسه عن القيام بواجبه الوطني، شل تطوره ككائن إنساني، وجعله يعيش فقط كالنباتات، التي تتجذر جامدة في بيئة نشيطة تستمد منها غذاءها، وتعتمد، بصورة سلبية على شيء من الشمس التي توفر لها الضوء والدفء، مما أدى إلى إصابته بضمور نتيجة لعدم استخدامه لطاقاته الإنسانية، وأكبرا لأخطار التي تحيق به اليوم. هو الانتقال من الحياة النباتية إلى الحياة الحيوانية، أي من شبيه للنبات إلى شبيه بالحيوان. حياة تحركها الغريزة فقط بصورة أساسية، وتصدأ شخصيته، وتتلاشى قوة إرادته المواطن السوري مسلوب الإرادة، والمسلوب هو الشخص الذي تم سلبه عن طريق فرد ما أو حزب ما، إرادته، وبعد نظره الضروريين للتصرف بوعي، فقد أصبح التصرف الميكانيكي والمقولب هو المعيار، معيار يفسد مواصفات المواطن السوري العليا، ويمنعه من إدراك القيمة الحقيقية للمواطنة. وتمنعه أيضا من إدراك مدى انسلا به. نشرت صحيفة (البدراما التشيلية) تحقيقا بينت فيه كيف كان البوليس السري السوفيتي (K.G.B) السابق قد صنع (أشخاصا آليين إنسانيين) جنودا طُمست شخصياتهم بأمواج راديوية عالية التردد، ومجالات كهرطيسية تحيط بالدماغ، ورسائل منومة تستحثها حاسبة الكترونية. وقد تحقق هذا الكشف بفضل البحث الذي أنجزه الصحفي السوفييتي (يوري فوروبيوفسكي) على مدى ثلاث سنوات. ويضيف أنه تم مؤخرا في موسكو تنظيم جمعية ل=ضحايا تجريب المؤثر العقلي= لمطالبة الحكومة بمنح تعويضات للإصابات النفسية التي عانى منها هؤلاء خلال تلك السنوات. أما صحيفة (خود عليك) فقد نشرت تحقيقا بينت فيه كيف حول حزب البعث(و.ح.ا) الحالي المواطن السوري إلى نبتة ومن ثم حيوان.عن طريق زرع الآلاف من العناصر الأمنية في كل مكان. ناهيك عن عدد الفروع، والتي يتجاوز عددها عدد المحافظات السورية.ويضيف أنه تم مؤخرا في دمشق تنظيم أحزاب للمعارضة، للمطالبة الحكومة بالتعويض عن الإصابات التي أصابت المواطن السوري، من جراء تغيير بنيته، الفيزيولوجية، وتحويل صوته إلى مواء، هي دعوة اليوم إلى كل مواطن سوري، ليعود إلى طبيعته الإنسانية، وينضم إلى أحزاب المعارضة، المشكلة، والتي على وشك التشكيل، ليرفع صوته عاليا، وليُثبت للعالم، أن الإنسان السوري موجود، وقادر على أن يقول الكلمة الأخيرة في مصيره، ولن يترك مصيره ومصير أولاده كقشة في مهب الريح القادمة. ولكن هذا المواطن لا يملك الانترنت، ولا يملك وسيلة تجعله يتعرف إلى هذه الأحزاب القادمة، وهنا يأتي دور أحزاب المعارضة المباركة، لتنزل إلى الشارع، وتُعرف عن نفسها، وتُقدم برامجها، وتُساهم في إيقاظ الحس السياسي، إذا جاز التعبير، للمواطن السوري، وتعريفه؛ أن هناك قوى أخرى في البلد، غير حزب البعث، تهتم به، وتعمل من أجله.والعبرة ليست في الكثرة، فالأحزاب بدأت تنمو كالفطر، وكل حزب لا يتجاوز عدد أفراده أصابع اليد، يُعلن عن نفسه، ويُصدر البيانات الرنانة، ولكنه أبدا لم ينزل إلى الشارع. من الشارع قوتكم الحقيقية أيتها الأحزاب المباركة، والى الشارع يجب أن توجهوا خطابكم، وليس عبر الانترنت، من يقرأكم عبر الانترنت، يعرف كل شيء عن العلمانية والديمقراطية والليبرالية، أما في الشارع، فلا احد سمع بكم ولا بشعاراتكم. هل تستطيع أحزاب المعارضة مجتمعة، أن تجمع ألف شخص؟؟ بينما يستطيع خطيب جامع أن يجمع الآلاف في خطبة واحدة، وهذه النقطة ليست لصالحكم أبدا.ونطالب الحكومة وبكل شفافية، إذا كانت حقا تريد الإصلاح والتغيير، والمضي في الطريق الصحيح، من أجل إنقاذ المواطن السوري من غيبوبته. ؛ أن تفتح منشآتها، منشآت الوطن، الذي ندفع جميعا ضرائبه، أمام أحزاب المعارضة، لكي تطرح برامجها في العلن، وتأخذ فرصتها وحقها الطبيعي في استعمال منشآت الوطن. كيف ستقدم المعارضة برامجها، والمراكز الثقافية في كل المحافظات مقفلة في وجهها؟ إلى أين ستدعو أفرادها؟ هل يُسمح لها بتوزيع بياناتها على الشعب؟؟ كلها أسئلة تحتاج إلى أجوبة من السلطة التي تدعي العمل على الإصلاح والتغيير. وأخبرتني صديقتي الفرنسية قصة السمكتين اللتين كانتا تسبحان في المحيط . احداهما كبيرة والأخرى صغيرة. أتت السمكة الصغيرة وسألت: (أين هو المحيط؟) فأجابت السمكة الكبيرة : (أنت تسبحين فيه) . لم تفهم السمكة الصغيرة وسألت مرة أخرى :((أريد أن أعرف أين هو المحيط)) فأجابت السمكة الكبيرة مجددا :(( أنت الآن في المحيط)) فذهبت السمكة الصغيرة تبحث مجددا عمن يجيب عن سؤالها . تُقارن صديقتي السمكة الصغيرة بمن يسأل:((أين هو وطني))

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها