الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

بقلم: الدكتور الياس الحلياني

رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي -عدل -

اقرأ المزيد...

 

بين حضارتين --تجربة ذاتية

لقد ألف العديد من بيننا التفكير بأن عواطفنا خارجة عن مسؤوليتنا. ربما كان الأمر كذلك في فترة الطفولة ولم يكن بعد قد تكون فينا ((شخص بالغ)) يتفهم ما نتلقاه من رسائل وما تولد تلك الرسائل من مشاعر فينا.

أما وقد بلغنا مرحلة النضج، فباستطاعتنا الآن أن نختبر تلك العواطف على حقيقتها بكل حرية وأن نقرر كيف نعبر عنها بشكل ناضج وبناء. وقد يأتي زمن نعود فيه لنحدد الدوافع التي حملتنا على التعبير عن تلك العواطف بالطريقة العفوية التي سلكنا، فنساءل لماذا أتت ردة فعلنا العاطفية على هذا النحو أو ذاك؟ العاطفة هي موقف من واقع ما يؤول إلى ردة فعل معينة، ولما كان الأمر كذلك لو لم نكون من عقل وجسد. فإذا ما رأيت فيك صديقا شعرت بردة فعل مريحة نحوك، وأحسست بفرح للقياك. ولكن إذا ما حسبتك عدوا، انكمشت عضلاتي وتسارعت دقات قلبي وشعرت بالكره والخوف منك ومما تخطط لي. قد لا أتمكن من السيطرة على ردة الفعل هذه ولكني أعرف جيدا أنها أتت نتيجة لما أنا عليه ولنظرتي إليك. وقد تأتي نتيجة لاختبارات أخرى عشتها، ولكنها تبقى، في كل حال، قوة في داخلي توجه ردة فعلي العاطفية نحوك.

نلاحظ كم تختلف أحيانا ردات فعلنا على السلوك الواحد أو الموقف نفسه من شخص يزعجنا أو يثير غضبنا، يجد فيها آخر ما يستحق الشفقة. ومرد ذلك كله النظرة إلى الآخر. فإذا ما بدا لي الآخر وكأنه يتعمد إرهابي أو تكفيري، أتت ردة فعلي العاطفية على سلوكه استنكارا أو غضبا أو استهزاء. ولكن إذا ما بدا لي مريضا فمن الأرجح أنه سيلقى مني عطفا واهتماما. خرج الشخص من كنيسته، وعلى باب الكنيسة كانت تقف، سيدة محجبة، جلباب اسود، خمار اسود، عينان تنبعث منهم مرارة حزن الأيام كلها، ثلاثة أطفال، تتيه نظراتهم يمنة ويسرى. كان الأسى المنبعث من عينيها يغطي فضاء الساحة الكبيرة التي تقف فيها. -------ونظر إليها والتقت عيناهما --------- ردود الفعل الاولى----- هو كان يقول: لعل أباها قام بتفجير بعض الكنائس في بغداد والموصل ؟ لعل شقيقها قام يذبح الشابين المسيحيين، ووضع رأس أحدهما في (الطنجرة) وصور طريقة الذبح الحلال على شريد كاسيت ليبقى ذكرى ؟؟؟؟؟؟؟

لعل عمها من الذين يجبرون الفتيات المسيحيات في مصر على تغيير دينهن، وكأنه لم يبق في الدنيا فتيات سواهن، ولكن بيوت الجنة، لن تبنى إلا إذا تم تحويل إحداهن عن دينها، وإدخالها في دين الحق؟؟ظ وو-----ولعلها يتيمة، لا تمت بصلة لا لهذا ولا لذاك، لعل تهمتها الوحيدة هي أنها انسانة، وحزبها حزب الإنسانية ؟؟؟؟؟؟؟ وتركها ومضى، لشراء الخضار واللحمة، وتحضير الغذاء، وما يستلزم. ولكن نظرتها لم تبرح مخيلته، وكان كلما اشترى غرضا تذكرها، وتذكر الأطفال الثلاثة، ونظراتهم التائهة، وعاد مسرعا إلى الكنيسة، واقترب من الكاهن، وأعطاه مبلغا كبيرا من المال، وطلب منه أن يقدمه للسيدة المحجبة. الفتاة المسيحية، الفتاة العلوية، الفتاة الدرزية، الفتاة الإسماعيلية، الفتاة المرشدة، الفتاة اليزيديةالخ--------- ليسوا جميعا إلا مشروع سبي في نظر المسلم السلفي---------لنلعب بعقلها، لنستغل فقرها، لنستغل ضعفها، لنستغل سذاجتها------------نحولها عن دينها ، نسلخها من مجتمعها، نبعدها عن وطنها، نرمي بها في حظيرة الدجاج، ثم نطلقها ، ونجعلها مشروع داعرة!!!!!!!!!!!!! الاتهام الموجه دائما للأقليات أنهم طائفيون--------- ولكن من هو الطائفي الحقيقي???????? من هو الذي يكفر الجميع ويرهب الجميع، ويريد أن يحول الجميع إلى طائفته؟؟ إذا فكرنا قليلا، نجد انه ليس هناك طائفة مؤذية، تحمل فكرا اقصائيا، إلا وكان تطرفها رد فعل على أفعال طائفة أخرى------الجميع يعيش بأمان متآلف متضامن متكاثف، تجمعهم وتظللهم سماء الوطن.-------- حتى تظهر اللحية الكثة-------- وصاحبها صاحب الأفكار المتطرفة الاقصائية الإرهابية. الدنيا قسمان، قسما مؤمنا يمثله صاحب اللحية الكثة، وقسم كافر يمثله الجميع. قسم يجب قص رأسه، وحرقه، وشيه، وقبره في مقابر جماعية وثنائية وثلاثية، هذا المؤمن المتعصب، لو سأل نفسه: ماذا استفدت من هذا الدين؟ هذا التعصب؟ هذا الإرهاب؟ بجد انه هو نفسه وقود هذه الأفكار------- وهو نفسه من يدفع الثمن الباهظ------------ وهو نفسه من تترمل زوجته-- وهو نفسه من تيتم أطفاله--- ويذوقون طعم الذل والفقر والجوع------------ بينما هو يتمتع بالمآدب السخية والأطعمة الوفيرة والاسمطة الواسعة والحور العين!!!!!!!!!!!!!!!!!احدنا لا يستطيع أن يتناول لقمة طعام، وهو يعرف إن أولاده لم يتذوقوا الطعام.
والشخص السابق فكر: كيف يحضر طعام الغذاء، وكيف سيتناوله مع أطفاله، وهناك ثلاثة أطفال وأمهم، قد يبقون بلا غذاء؟
الإرهابي المتعصب السلفي، عدو نفسه، عدو منزله، عدو أهله، عدو وطنه. وأصبح الصراع بين الإنسانية والإرهاب الإسلامي حتميا، حينما اعتدى الإرهاب على الإنسانية في كل مكان، ولم يبق للإنسانية إلا أن تدخل هذه المعركة. لو أن الإنسانية جمعاء، رأت في هذه الطائفة خيرا، أو صلاحا، ألم تكن تدخل فيها؟ .؟كنها وجدت فيها شرا، وتعصبا، وكرها. فأعلنت عليها الحرب.
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها