الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

بقلم: الدكتور الياس الحلياني

رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي -عدل -

اقرأ المزيد...

 

انا بعث وليمت أعداءه---وأصدقاءه

منذ الخمسينات، توقف المسيحيون عن الإنجاب، ودخل المدعو فارس الخوري كتاب غينيس للأرقام القياسية، فهو أول وآخر مسيحي يستلم رئاسة الوزراء السورية. وكل هذا حدث قبل استلام حزب البعث العلماني السلطة. وبعدها لم يتجرأ مسيحي واحد على الوصول إلى هذا الكرسي. ما فعله حزب البعث خلال استلامه للسلطة أمر عجيب غريب فظيع مريب. في إحدى الجلسات قال أحدهم: ألا تعتقدون أن الخراب الذي يحل بالبلاد( ممنهج). ويقصد أن هناك خطة منهجية لخراب هذه البلاد.ويمضي في حديثه: إذا قارنا سوريا اليوم، بمثيلاتها من الدول العربية، فماذا تكون النتيجة، اليوم وبعد أربعين عاما على حكم الحزب الواحد الأحد، تعتبر سوريا من أكثر الدول العربية تخلفا. من كان يتصور أو يصدق، أن سوريا تستورد المياه من السعودية والأمارات؟؟ إنها نكتة بالغة القسوة. أذكر يوما كنت، في زيارة لمعمل بقين للمياه الغازية. وكان مديره صديقا لي. وأثناء تواجدي عنده. دخل صحفيان من إحدى الصحف المحلية. وأجريا معه مقابلة. سألاه فيها عن الأرباح المحققة هذا العام. وكنا في الشهر التاسع على ما أذكر. فقال لهما: مئة وثمانون مليون ليرة سورية. أعجبني الرقم، وأعجبتني فكرة الربح الذي حققه معمل وطني. وسألته بدوري بعد خروج الصحفيين. مبلغ جيد ممكن أن يصل إلى المائتين، والخمسين مليون آخر العام. ضحك مدير المصنع وقال: أنت تمزح. المعمل. تبلغ خسارته سبعون مليون ليرة سورية، بالتمام والكمال.ولكن هكذا يريدون منا، أن نصرح. أساسا من سيحاسب.وسألته : عدم المؤاخذة يا فلان، انتم شركاء الماء، ومن يشارك الماء لا يخسر على حد علمي. قال: معك حق، ولكن إذا القيادة الفلانية طلبت، والقيادة العلا نية طلبت، ورئيس الفرع الفلاني طلب، ورئيس الفرع العلا ني طلب فكيف لا يخسر المشروع؟؟ كل هذا من مآثر حزب البعث العظيم جدا.أبو أمجد يعمل في الرقابة والتفتيش، ويوم تم تعيين أحد الوزراء في وزارة الأعلام قال: هذا الشخص حققت معه في سرقة ألاف الأطنان من الشمنتو يوم كان محافظا في هوليوود، واليوم يضعونه وزيرا للإعلام، فكيف بربك ستستقيم البلد، بوجود مثل هؤلاء. أعود إلى بداية مقالتي؛ هل من يخربون البلد يعملون بأسلوب( ممنهج)؟؟ والجواب بالطبع، لا، لأنهم ليسوا أكثر من جماعة من المرتزقة، يعملون على ملئ جيوبهم، وليتها تمتلئ يقولون: طيب ماذا على الرئيس الشاب أن يعمل تجاه هؤلاء؟؟  نقول: إن رجال الأمن في سوريا يفوقون في عددهم الحفر الموجودة في الشوارع، وبالتالي، يعرفون الشاردة والواردة، ويعرفون أين يسهر المحافظ الفلاني، وأين ينام الوزير العلا ني، وكم عدد الألوف الموجودة في محفظة الطفل الصغير ابن المسئول الكبير، وبالتالي لديهم تقارير عن كل شخصية، سياسية أو مدنية، وبالتالي يستطيعون إفادة السيد الرئيس، بأن فلان الفلاني حرامي درجة رابعة، وننصح بأن يستلم فرن احتياطي، لأن السرقة أصبحت في دمه، ولا نستطيع، كل مرة بهدلته، لأن منصبه الحزبي عالي شوي.وهذا حرامي درجة ثالثة، ننصح بتسليمه مؤسسة استهلاكية. والآخر حرامي درجة ثانية، يُفضل إبعاده عن كل الوزارات الخدمية. أما هذا فحرامي درجة أولى، لا نجد حلا له إلا بإرساله سفيرا خارج البلاد، ولمدة أقلها عشرون عاما. وبهذه التقارير، نتخلص من الحرامية، ويبقى الشرفاء، يستند إليهم السيد الرئيس الشاب في بنائه لسوريا الجديدة. حزب البعث العظيم يعد حوالي، المليونين على ذمتهم!!!هذا العدد الكبير المخيف لحزب ما، لا يستطيع أن يوصل مرشح في أي انتخابات ديمقراطية، حتى إلى منصب مختار حي، وما حدث في انتخابات البلديات، أكبر دليل على ذلك، والسلطة لا تتصرف عن غباء، عندما تشترط وجود قوائم الجبهة، وتضع مرشحيها. قديما قيل من يأكل من على سفرة السلطان يضرب بسيفه.لماذا لا ينتخب البعثيون أنفسهم، رفاقهم، زعمائهم؟ الأكيد أنهم لا يريدون أن يذهبوا إلى جهنم مرتين. مرة حين صمتوا عن أفعالهم، ومرة حين شهدوا زورا بمصداقيتهم. من المآثر العظيمة لهذا الحزب العظيم، كبت النفس، وخنق الرأي. فنحن في تاريخنا كله، لم نقم بالتصويت، أو الاستفتاء سوى على انتخابات مجلس الشعب، ورئاسة الجمهورية. ليتهم أخذوا رأينا مرة واحدة في مشروع الصرف الصحي، نعم نقبل ، ولكن المهم أن يكون لنا رأي في هذه الدولة. رأيا صادره حزب البعث من أربعين سنة. وكأن كل ما تبقى من الشعب السوري، مجرد متفرجين على ما يحدث قي بلادهم الخربانة. المواطن السوري في ظل الحزب الواحد أصبح أصم، أعمى، أبكم.لا يعرف شيء عما تقوم به الحكومة أو ما لا تقوم به، الشك والسرية والتخريب، ثلاثة أمور تغلف دائما الاقتصاد، والمالية، والضرائب، والأداء السياسي والقضائي. نظام الحزب الواحد. مغلق، غامض، استبدادي، ومطلق القدرة، ولا يحترم سمعة الناس وكرامتهم، وبالتالي فان المواطن السوري يجد نفسه في موقف قزم لأنه يُسحق بوحشية في قبضة عملاق متلبد الإحساس يتعذر فهمه. كان يُقال دائما انه يجب على المواطن أن يتقبل عقوبات العدالة، ولكن السؤال عن عدالة الحزب المطلق.السؤال حول ما إذا كان يجب أن يكون .هذا القبول خضوعا أعمى أو عبودية لأمر مؤسسة تحتكر العدالة والقوة الضرورية لفرض أوامرها، لنتأمل ألا يؤدي الفساد التدريجي الذي أورثنا إياه حكم الحزب الواحد، عند الجنس السوري الإنساني إلى أن يقوم هذا الجنس بتغيير اسم النوع إلى اسم معاكس تماما فيصبح الجنس السوري اللانساني. فالحالة التي وصلنا إليها اليوم يمكن أن توازي. مستوى متقدما من انحطاط المواصفات التي كان يتمتع بها الإنسان السوري سابقا:من شهامة إلى حب الخير، إلى المسارعة لتقديم المساعدة، إلى الوفاء بالعهود، إلى نجدة المظلوم. كل هذه المواصفات التي ضمرت ثم انقرضت . حتى لكأن الأخلاق، أو الافتقار إليها، هو مجرد نتيجة منطقية إما لوعي مات أو مفرط في ضموره وعي مات، أو مفرط. في ضموره. نعم. إنها الحقيقة المرة، الوعي الإنساني السوري قد مات، والخشية اليوم من أن يموت الإنسان السوري بنفسه، فالأمور أصبحت أكثر سوداوية، والحياة أثقل، والموت أرحم.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها