حزب الشيطان اللبناني…
مدرسة إرهابية
لا غرو في كون حزب حسن نصر الله تحول حاليا لحالة فاشية
رثة، ولميكروب معد خطير لايهدد الأمن والسلام الأهلي في لبنان فقط؟ بل
يتجاوز الحدود ليتحول لأخطر عصابة قتل وإرهاب وحتى تصدير مخدرات، والمواجهة
الإقليمية الحاسمة مع تلك العصابة أمر حتمي ومفروغ منه وتكاد تكون حالة
جهادية لابد منها، وحيث تمثل الخطوة السعودية بمراجعة وتقويم العلاقة مع
الدولة اللبنانية في ضوء هيمنة وسطوة و بلطجة «حزب الله»
عليها، بمثابة نقلة تعبوية هجومية متقدمة
وحضارية في مواجهة تيارات تسعى الى تدمير العالم العربي، ولخلق نزاعات
طائفية سقيمة عقيمة، ولبث الفرقة والإنقسام في الجسد العربي المثخن بالجراح.
لاشك إن أساليب وطرق مكافحة الإرهاب ومقاومته وإجهاض
خططه ومشاريعه الشيطانية، هي خطط متحركة وتخضع لمتغيرات ميدانية دائمة في
ضوء المقاربات المستجدة، و»حزب الله» اللبناني ومن خلال تفاعلات الساحة
اللبنانية ومداخلاتها إستطاع أن يتحول في لبنان لقلعة حصينة تغولت كثيرا
وتجاوزت الدولة ذاتها وتحت شعارات تمويهية مرحلية عنوانها المقاومة
والتحرير، ولكن أحداث السنوات الماضية بينت بوضوح لكل أولئك السذج الذين
لايعلمون أو يحيطون بخبايا الأجندة الكبرى لذلك الحزب ومرجعيته الطهرانية
الطبيعة الغادرة والمتسلطة لأهدافه النهائية، فظهرت الحقائق العارية متجسدة
بوضوح ومعبرة عن وحشية ذلك المشروع التسلطي الذي لم يكتف بتدمير كل أسس
الحياة السياسية وإغتيال المخلصين الوطنيين اللبنانيين من أمثال الشهيد
رفيق الحريري والشهيد وسام الحسن وقوافل طويلة من شهداء الحركة الوطنية
اللبنانية الذين إغتالتهم يد الغدر للمخابرات السورية والعاملين في خدمتها،
بل سعى للهيمنة المباشرة على القرار الوطني اللبناني وتجييره بالكامل لصالح
أطراف إقليمية معروفة بعدائها لقيم الحرية و التحرر ولعروبة لبنان وإنتمائه
الحضاري الإنساني الواسع كبلد له أهمية ستراتيجية في الشرق لكونه جامعاً
لكل الفسيفساء الشعبية الجميلة وفق نسق حضاري متميز حتى إشتهر لبنان بكونه
سويسرا الشرق، وليس مجرد كانتونات طائفية معزولة و مريضة!
ويقينا فإن الموقف السعودي لايمثل نفسه فقط بل أنه موقف
خليجي صارم متضامن وموحد في ضوء الهجمة الفاشية الشرسة التي يديرها «حزب
الله» ضد قوى الثورة السورية وممارسته لجرائم مروعة في الساحة السورية بل
أنه تحول لجلاد متميز في خدمة الطاغية وهو يرعى ويدير السجون والمعتقلات
الإرهابية السرية التي تجري فيها وتمارس فظائع تعذيبية مروعة تدخل ضمن إطار
الإرهاب ضد الجنس البشري!، أما إعلام ذلك الحزب فقد تحول لقاعدة سوداء من
قواعد نشر الكراهية والأكاذيب وتلويث الأجواء والتحريض الطائفي وجميعها
تجري أمام عيون الحكومة اللبنانية العاجزة تماما عن لجم ذلك الحزب الفاشي
الذي لم يتورع أبدا عن سفك الدماء ونشر الإرهاب وتدمير هيبة الدولة، ووزارة
الخارجية اللبنانية ذاتها أضحت تأخذ أوامرها ونواهيها من الأطراف المعروفة
لتشكل مع وزارة الخارجية العراقية حلفا فاشيا متخلفا في خدمة الطغاة و
مناكفا لتوجهات الأحرار!
لقد كان الموقف الوطني المتميز لوزير العدل اللبناني
أشرف ريفي الذي قدم إستقالته إحتجاجا على بلطجة وغلواء وهيمنة «حزب الله»
على القرار الوطني اللبناني بمثابة هزة كبرى لأهل القرار اللبناني الذين
إرتضوا أن تكون الدولة رهينة وأسيرة بيد حزب طائفي يتسلم الأوامر والنواهي
من خلف الحدود، ويتصرف بطريقة مسيئة لسمعة اللبنانيين وبما يورطهم في مواقف
مخزية هم في أمس الحاجة لتجنبها والإبتعاد عنها خدمة للوضع اللبناني
الداخلي الحرج، وقد بينت فضيحة إطلاق سراح الإرهابي ميشال سماحة عن حجم
السطوة الإيرانية- السورية المشتركة على القرار اللبناني الداخلي، فسماحة
إرهابي متورط في تنفيذ مخطط إرهابي للمخابرات السورية لو نجح في تنفيذه
لخسر المئات من المدنيين اللبنانيين الأبرياء حياتهم ولأسس لفتنة وطنية
كبرى تدمر التوافق اللبناني الهش أصلا، ومع هذا فقد تمت التبرئة المهزلة،
وهو أمر لايمكن السكوت عليه، وينتظر الشعب اللبناني الحر مساندة حقيقية من
أشقائه العرب لفك أسارهم وسطوة عملاء نظامي دمشق وطهران على قرارهم
ومصيرهم، مواجهة الإرهاب الأسود لايكون إلا عبر سياسة حسم وحزم وتجفيف
لمنابع ذلك الإرهاب، وقد آن الأوان لدول التعاون الخليجي المستهدفة أساسا
في السير وفق برنامج موحد ومنسق لإجهاض الفتنة وشد أزر أحرار لبنان والعرب
أجمعين، فقطار الفاشية يستهدف سحق الجميع، وقاطرة الموت الأسود لن تستثني
أحدا، المنطقة مقبلة على مواجهات ساخنة وحتمية وكبح جماح الإرهاب وأهله
كفيل بضمان تجنب سيناريوهات سوداء يسعى اليها البعض! وذلك لن يحدث بيقظة
أهل الخليج العربي و الأحرار العرب.
*
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.co |