هل حان وقت
هروب بشار
الأسد وعصابته?
08/01/2012
... والدماء السورية
العبيطة تروي أديم الشام الطاهرة, وفيما تستمر الثورة الشعبية السورية
المقدسة بوتائر متصاعدة ويتضاعف العنفوان الشعبي الهادف إلى تنظيف سورية من
أدران نظام الفاشية والحقد والطائفية المسعورة السوداء وعصابة الحشاشين
الجدد وحلفائهم المجرمين, بات مصير قادة نظام القتل واضح المعالم ولا تخطئه
العين الخبيرة ولا حسابات التاريخ, فالنظام يترنح وسيتهاوى تحت ضربات الشعب
وقواه الحرة بطريقة مفاجئة قد تكون صاعقة في آلياتها وطبيعتها, والنظام يعي
تلك الحقيقة جيدا ويعلم علم اليقين ان لاعاصم اليوم من أمر الله وحكم الشعب
وإرادة الأحرار, وإن كل الخيارات أمامه قد ضاقت تماما وليست هناك أي
إمكانية للتهرب من دفع الاستحقاقات اللازمة عن دماء الشعب وتضحياته التي
تجاوزت الآلاف ودخلت في خانة التضحيات الكبرى التي سيخلدها التاريخ كدلالة
حية ومباشرة على اصالة وحيوية وفدائية شعب هو من أعرق شعوب الشرق القديم
التي قدمت للحضارة البشرية أروع العطاء, وها هو الشعب الحر الحي نفسه يقدم
أمثولة رائعة وفريدة في التضحية والجهاد والمطاولة على صراع الفاشية ودحرها
وكنسها من مسرح التاريخ السوري العامر بالمواقف المتألقة والمعطاءة.
لقد اضحى واضحا وبشكل لا لبس فيه ولا إيهام اليوم ان مصير قادة النظام
الإجرامي البعثي السوري سيكون أسود كالحا وقاتما, وإن قصاص الشعب قد اقتربت
لحظاته التاريخية الفاصلة, وإن إسدال الستار النهائي على المشهد التراجيدي
الأخير لذلك النظام ليس سوى مسألة وقت وتخضع لترتيبات معينة, كما بات واضحا
بأن سيف ودرع الإمام علي (كرم الله وجهه) لم يعودا يدافعان عن رئيس ذلك
النظام كما تنبأ أحدهم وهو يدبج قصائد الغزل في زعيم نظام "التشبيح", بل إن
سيوف الحق التي شهرها الإمام علي هي التي ستقضي عليه وتحيله لمزبلة
التاريخ, فإمام المتقين لايمكن أن يكون تعويذة وحصنا للقتلة الطغاة, بل إنه
عنوان للحرية والانعتاق ونصرة المظلوم.
لقد تهاوت اليوم كل الدعايات التحريضية والطائفية المريضة التي حاولت تشويه
إنسانية وقدسية الثورة السورية, واستطاع السوريون الأحرار بدمائهم الطاهرة
أن يغيروا بوصلة التاريخ ويثبتوا بطلان نظرية جبن وخوف الشعب السوري التي
كان يرددها بعض المرجفين الذين تناسوا الصفحات الجهادية الخالدة في تاريخ
ذلك الشعب الحي الذي أعلن ثورته من دون تراجع, ولا وجل أو رعب من الآلة
الاستخبارية العدوانية, ومن حواجز الخوف التي زرعها النظام السوري في
النفوس, فتهاوت كعصف مأكول, وتطايرت مع عواصف الثورة كل رموز رعب الفروع
المخابراتية السيئة الصيت, والتي حصدت أرواح السوريين على مدى خمسة عقود
عجفاء.
لقد تمرد الأحرار على حواجز الخوف وأسقطوا بذراعهم العارية هيبة ووحشية
نظام أدمن القتل كطريقة للبقاء وحفظ النوع, وجاء دور الشعب اليوم ليضيق
الخناق على القتلة بعد ان اخفقت النجدة التي طلبها من غلمان الولي الفقيه
في بغداد أو من كبيرهم في طهران الذي لايملك من أمره شيئا سوى التهديد
والوعيد بحرب العالم وحرق الخليج العربي بعد أن تحولت عملته لما يشبه ورق
التواليت في قيمتها السوقية.
معسكر العدوان والهمجية في تراجع فضائحي موجع, وسيخزي الله كل القتلة الذين
تواطأوا على ذبح الشعب السوري, وقادة النظام إن لم يهربوا اليوم وبأسرع وقت
ممكن من غضبة الشعب فإن مصيرهم سيكون أشد بؤسا وقتامة من مصير ملك ملوك
إفريقيا وأمغار صحرائها وإمام مؤمنيها. الأسد وعصابته يعيان تلك الحقيقة
ويعلمان أن المعركة الأخيرة ستكون في سورية وإن النهاية سيرسمها أحرار
سورية بأياديهم العارية وإيمانهم الذي لايتزعزع بقدرتهم على تحقيق النصر
المبين بإرادة رب العالمين الذي لايخذل من نصره أبدا.
قادة نظام مجرم يقاتلون من أجل الدنيا ومن أجل اللحاق بأرصدتهم في سويسرا
ودول الغرب لايمكن أن ينتصروا أبدا على من باع الدنيا وزخرفها وبذل دماءه
رخيصة من أجل الحرية والكرامة, سيكون مشهد محاكمات دمشق التاريخية المقبلة
درسا تاريخيا جليلا لبقية الطغاة, وقادة النظام السوري لن يتمكنوا من الهرب
لبغداد أو طهران, فجماهير العراق وإيران ستتكفل أيضا بدورها قريبا بمطاردة
القتلة والعملاء, وسنشهد مشهدا تاريخيا فريدا, فرؤوس الطغاة والقتلة قد
أينعت وحان قطافها, وسيؤدي الشعب السوري المهمة التاريخية, فمرحى لدمشق وهي
تصرع الطغاة وتطاردهم وتدخل ببوابات من ذهب لعصر الحرية المقدسة التي رسمها
الشعب بدمائه الطاهرة, ولن يفلت القتلة والمجرمون, وسيفرح المؤمنين بنصره.
*
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.co |