مناورات النظام السوري الدموية... لابد من النهاية!
يبدو أن إدارة النظام
الدموي السوري للصراع مع شعبه قد وصلت إلى نقطة مفصلية حاسمة تمثلت في
الإستهتار بكل القيم و القوانين و المؤسسات الإقليمية و الدولية, وبلغت حد
التلاعب الوقح و المناورات الشيطانية الخبيثة و التهرب من الإستحقاقات
القانونية و اللعب على حبال الوقت لمحاولة كسر إرادة الثوار السوريين و
إحتواء نيران الثورة الشعبية السورية الشاملة التي لن تتوقف أبدا إلا بعد
إلتهام أوكار الثعابين و المجرمين و كهوف الشبيحة و الطائفيين القتلة الذين
يمعنون قتلا و إبادة في الشعب السوري بينما تتوالى المهل و الإنتظارات
العربية من دون جدوى ولا فائدة , النظام السوري ليس في وارد التعامل
الإيجابي مع أي مبادرة عربية أو دولية لأن فضيحته ثقيلة للغاية و لأن جبال
أكاذيبه العلنية ستفضح , وستنهار كل مخططاته الشيطانية بمجرد فتح الأضواء و
الأبواب في الشام أمام العالمين , لذلك فهو يتذرع بحكاية السيادة الوطنية
المزعومة التي هي مجرد نكتة ثقيلة , فهذا النظام لا علاقة له بالسيادة ولا
حتى الكرامة , وهذا النظام الذي باع أهله العرب و سلم الشام و مفاتيحها
لشلة العصابات الصفوية العنصرية في إيران ليس هو من يدافع عن الشرف الوطني
و القومي , إن مهمة هذا النظام واحدة و محددة وهي إستعباد الشعب السوري و
تحويل سورية مزرعة سلطوية عائلية وشركة عائلية مغلقة تحت صهيل الشعارات
التدليسية المعروفة إياها التي إنتهى أوانها وزمانها و صلاحيتها للإستهلاك
الإعلامي , لذلك كله فإن النظام ليس في وارد التعاطي الإيجابي مع أي مبادرة
إلا من خلال المراوغة و المناورات و إضاعة الوقت و إطالة اللعبة الدموية
المرهقة , مهرجانات القتل اليومية لم تتوقف مطلقا , و الإعتقالات التعسفية
لم تفرمل أبدا , والحملات الإعلامية التهريجية ضد الأنظمة العربية و حملات
السباب و الشتائم لم تهدأ أو تخف و تيرتها , ودماء السوريين لم تزل تغطي
شوارع سورية المجاهدة الحرة , وحلفاء النظام الذين سينتهون بنهايته قد
أبرزوا مخالبهم الشيطانية , فهذا هو العميل الصفوي حسن نصر الله يظهر
متحديا في لبنان يطنطن بعباراته المعهودة و يهدد بتفجير الأوضاع , وهاهو
نظام الحرس الإرهابي الثوري في إيران لايزال في حالة عربدة هستيرية ويهدد
بتصعيد المواجهة في الخليج العربي وضد دول الخليج طبعا و ليس ضد الغرب فهو
مصمم للتعامل التهديدي مع دول الجوار فقط لاغير , أما الغرب فهو ينبطح
أمامهم في مواقف وصور نفاق معروفة , لقد تعزز التحالف الشيطاني الصفوي
العدواني و أفرز حالة من الوحشية ضد الشعب السوري الأعزل الذي هو اليوم
بحاجة ماسة حقيقية إلى تدخل دولي صارم يعيد الأمور إلى نصابها و يمنع
النظام المجرم من التطاول على دماء الشعب , ومهمة الجامعة العربية في تقويم
الأمور قد إنتهت بنهايات فاشلة كانت معروفة و مشخصة , والعالم العربي لا
يستطيع أبدا التحرك العسكري و إجبار النظام السوري على وقف آلته القمعية و
المسؤولية أضحت أممية و إنسانية محضة , فهذا النظام لايتورع أبدا عن إبادة
الملايين في سبيل إستمرار تسلطه , وهو نظام مغامر و طائش و مغرور لايعرف
أبدا قيم إحترام الشعب لأنه لايتصور أصلا أي وجود معنوي حقيقي لشعب حر بل
أنه يعتقد و يتصرف على أساس أن الشعب السوري ماهو إلا زمر من العبيد و
الأرقاء و أن تلك العائلة الذهبية المقدسة هي من تملك الحق الآلهي في
التسلط وفقا لرؤاهم المريضة , النظام السوري يلعب على عامل الوقت بحرفنة و
خبث , وهو يراهن على إحداث صدمة إقليمية كبرى ليتمكن من التعويم , وتلك
الصدمة تتمثل في إشعال صراع عسكري كبير في الشرق الأوسط أو الخليج العربي
قد ينهي مسلسل الثورة السورية , وهو تصور واهم , فأحرار سورية يشقون طريقهم
بدمائهم العبيطة وهم ليسوا في وارد الخضوع لأي تهديد أو تهويل , و جهود
الجامعة العربية قد فشلت تماما , و الحمل السوري الثقيل لاينهض به إلا أهله
, وقد أثبت رجال وحرائر الشام أنهم مصنع للكرامة و الفداء , وسينتصرون على
تلك الفئة الصفوية الباغية , وسيبزغ فجر الحرية في شام المجد و الكرامة...
وماالنصر إلا من عند الله... وعلى العرب رفع يدهم عن النظام السائر بكل ثقة
نحو الجحيم.