مقتدى
الصدر و الثورة السورية... غراب الروح الطائفية النتنة
25/11/2011
الموقف الطائفي المخجل لزعيم عصابة ما يسمى جيش المهدي مقتدى الصدر
المتورط بمصرع السيد عبد المجيد الخوئي ورفاقه في التاسع من ابريل عام 2003
من الثورة السورية لا يمكن وصفه سوى بالموقف النتن و الفضائحي و الغبي
المعاكس لمنطق التاريخ و لمصالح الشعب العراقي الذي لا ناقة له و لا جمل في
إستعداء الشعب السوري و الوقوف ضد تطلعات و أماني و نضال أشقائنا في سورية
بوطن سوري حر خال من أدران البعث و"شبيحته" و لصوصه و سفاحيه , ولم يكن
غريبا أن ينعق ذلك البوم الطائفي بالدفاع عن نظام سفاح الشام و إعتباره
نظاما تقدميا ممانعا كما يقول ?
رغم
أنه نظام بعثي الهوية و التوجه و لا يختلف أبدا عن نظام البعث العراقي
البائد إلا في بعض التفاصيل الصغيرة التي لا تغير أبدا هويته الفاشية
ومنطلقاته الإجرامية و الإرهابية , و مقتدى الصدر الذي عاد من غيبته
الإيرانية الصغرى منذ أسابيع قليلة لم يتعلم للأسف شيئا بالمرة من دراسته
المزعومة في قم , فالأحمق لايوجد دواء يستطاب به و ينقذه من حماقته , و
موقفه من نظام دمشق هو في حقيقته موقف إيراني واضح إلتزم بمعطياته جميع
فرقة حسب الله الإيرانية في الحكومة العراقية التائهة الضائعة , العراق
يعاني و منذ سنوات من حالة إرهابية وإستنزافية واضحة للجميع و بدلا من أن
يتنادى أهل السياسة فيه للدفاع عن مصالح الناس و المسحوقين نراهم يؤجرون
أنفسهم ليكونوا أبواقا لبعض القوى الإقليمية و منفذين لسياستها ورؤاها و
خصوصا تلك العصابة الحاكمة في طهران التي تصدر كل أخلاقيات الشر و العبث و
الجريمة و الإرهاب , إن ما أعلنه الجيش السوري الحر عن دخول عناصر إرهابية
من عصابة "جيش المهدي" الصدرية الى سورية و القتال إلى جانب "شبيحة" و
"سرسرية" النظام السوري ليس مجرد أوهام و تخرصات إعلامية و مبالغة كما
يحاول البعض أن يصور بل أنه حقيقة مادية ملموسة يعرفها جميع المراقبين و
المطلعين , خصوصا و إن لعصابة حزب "الدعوة" الحاكم في حي السيدة زينب
الدمشقي أيضا عناصر "شبيحية" مقاتلة و جاهزة لتنفيذ المهمات الإرهابية ضد
الشعب السوري بل مارست تنفيذ العديد من العمليات المباشرة ضد الثوار
السوريين , فتلك القوى الطائفية المريضة و العميلة هي إحتياطيات إيرانية
معروفة للقاصي و الداني و هي تأتمر في النهاية بأوامر و نواهي الولي
الإيراني الفقيه , إضافة إلى قراءة تلك الأحزاب و الجماعات للثورة السورية
بعيون طائفية مريضة وحاقدة و غبية أيضا , وتورطها المباشر في النزاع في
سورية سيؤدي في النهاية إلى منزلقات ستراتيجية و مستقبلية كبرى , فلا مصلحة
أبدا للشعب العراقي في الوقوف بوجه حرية الشعب السوري و قراره المستقبلي ,
كما أن إستعداء المعارضة السورية ليس ابدا خيارا عراقيا صميما , لقد وقف
بعض كبار وجوه المعارضة السورية و خصوصا رئيس المجلس الوطني السوري
البروفيسور برهان غليون مواقف شامخة ومؤيدة للعراقيين في صراعهم ضد نظام
البعث الفاشي البائد , فهل يكون رد الجميل لأحرار الشام بالتآمر عليهم و
على حرية شعبهم?
على كل حال مقتدى الصدر بكل مايمثله ليس سوى ظاهرة عابرة في تاريخ العراق و
مواقفه الصبيانية المتشردة لا تعبر أبدا عن مواقف الشعب العراقي الحرة و
المتآخية و المؤيدة لأحرار الشام , و سيدوس أحرار سورية على كل الفقاعات
الطائفية النتنة و يحققون نصرهم الأغر , أما مقتدى و أشباهه فليسوا سوى
عفطة عنز..!َ
*
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.co |