الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

بقلم الكولونيل شربل بركات

   تورونتو - كندا 


ماذا وراء الهجوم المركز على البروفيسور وليد فارس?

09/01/2012

البروفيسور وليد فارس الغني عن التعريف هو من اللبنانيين, بل المتكلمين العربية, القلائل الذين توصلوا بالمجهود الشخصي والمثابرة وروح النقد البناء إلى المراكز الأولى في قادة الرأي العالميين وبخاصة في الولايات المتحدة الأميركية.
البروفيسور فارس لم يخف يوما تطلعاته بالنسبة الى الشرق الأوسط أو لبنان ولا هو حاول أن يغير مفاهيمه أو منطلقاته كما يفعل الكثير ممن يريدون الوصول إلى الشهرة. البروفيسور فارس لم يرتهن لأي دولة أو منظمة أو "جهة" لتمويل طرح رأيه على وسائل الاعلام. ولكنه كان بإخلاصه ورؤيته وبعد نظره وتفهمه وتفسيره الاكاديمي للأمور ومجريات الأحداث ما جعل دور الاعلام ومراكز النشر ومؤسسات الرأي تلجأ اليه للتعليق أو التفسير أو شرح ما يدور من أمور بكثير من العمق والروية وبعد النظر. من هنا كان ضيفا محببا لأعضاء الكونغرس الأميركي أو البرلمان الأوروبي كما هو ضيف دائم على وسائل اعلامية ومؤسسات اكاديمية ومراكز قرار في عدد من دول العالم الحر.
البروفيسور فارس لم يسع إلى منصب أو دور ولا هو يقبل بكل ما يعرض عليه من هذه وتلك لأنه كثير المشاغل والاهتمامات. والبروفيسور فارس لا يتبع لأي تنظيم لبناني أو غير لبناني ولو أن له أفكاره وتصوراته وتعلقه بلبنان والمنطقة وتفهمه لمشكلاتها.
البروفيسور فارس الذي رافق الأحداث في لبنان أولا ومن ثم في الولايات المتحدة كانت له مواقف في مواضيع سياسية وكانت له مواقف تعتبر استباقية في مجالات عدة وهو حذر من أمور كثيرة ونبه من خطورة خطوات كبيرة قبل أن تتخذ وذلك من منحى منطقي ومتفهم لا من توجه عصبي أو انتهازي وصولي. والبروفيسور الذي نشرت له أخيراً اربعة كتب حول مواضيع تعنى بشؤون الساعة على الصعيد العالمي بما فيه الشرق الأوسط وآخرها "الثورة القادمة" والذي تنبأ فيه بما سمي "الربيع العربي" لم يخف تطلعاته ولا هو ساير في مفاهيمه, ومن هنا الاهتمام برأيه على أعلى الصعد والمستويات.
أما ما دفع المرشح الجمهوري الاميركي رومني وفريقه لاختيار البروفيسور فارس كمستشار في حملته الانتخابية في ما يتعلق بالشرق الأوسط فذلك ليس لكونه سعى إلى ذلك بل لأن الطاقم الذي يعمل مع الحاكم رومني وجد فيه الرجل المناسب وهو لم ولن يجد أفضل منه لهذا الموضوع, ونحن هنا نعتقد بأن البروفيسور فارس بقبوله هذا المنصب سيضيف قيمة وجدية لحملة رومني أكثر بكثير مما ستعطيه هذه التسمية من أهمية كونها ستضعه في خانة محددة ومحصورة بجهة معينة ولو في أثناء الحملات الانتخابية فقط.
الجهات التي حاولت المس بسمعة البروفيسور فارس منذ تسميته لهذا المنصب ولا تزال مستمرة بذلك وكل مرة من وسيلة اعلامية مختلفة هي نفسها ونجرؤ على القول انها هي من أضر الأكثر بمصالح العرب خصوصاً والمسلمين عموماً وجعل صورتهم تتواكب دوما مع الارهاب وتترافق مع الاجرام والتخريب حتى أشمأزت المجتمعات الغربية من هؤلاء وضاقت ذرعاً بطروحاتهم. ولذا فإن محاربتهم لوجود شخص مهم مثل البروفيسور فارس في منصب استشاري لأحد المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة هو من قبيل " البغضة بالقرايب والحسد بالجيران" كما يقول المثل اللبناني, وهو سيزيد من تعلق المجتمع الغربي بأمثال البروفيسور فارس وليس العكس. وإذا كان الفكر القومي السوري أو البعثي هو من لا يزال يقود هذا الرأي بين عرب اميركا فان على العرب أولا والمسلمين المعتدلين, وهم الأكثرية الصامتة, ثانيا أن يتخلصوا من رواسب النازية تلك وينطلقوا نحو المشاركة في صنع القرارات والتحركات الحضارية. وإذا كان الفكر السلفي أو الاخونجي أو الخمينئي أو "كاير" وغيرها من التنظيمات هو من سيستبدل هؤلاء في تحريك الأرض وقيادة الرأي في الجاليات العربية والاسلامية في العالم فإن حركة التطور ستصاب بالشلل لمدة طويلة ولن تلقى هذه الشعوب آذانا صاغية مدة طويلة, فهؤلاء يملؤهم الحقد والتخلف وقصر النظر والانعزالية القاتلة في عالم الانفتاح والتكنولوجيا المتطورة والتي جعلت منه قرية صغيرة.
لن نخوض بالتفاصيل ونشرح كل ما يقال ونرد على من يعتقد بأنه عندما يعين شخص من أصل شرق أوسطي في منصب مهم في بلد مثل الولايات المتحدة الأميركية يصبح له الحق بإبداء الرأي فيه فقط لكونه يعرف الاسم أو قد يكون سمع به ونحن نقول لهؤلاء "حططوا عن بغلتكم" فلا أنتم من يصنع القرار ولا انتم من يؤثر فيه والأفضل لكم أن تتغنوا بأن أمثال البروفيسور فارس موجودون وقد أثبتوا بأنهم قادرون على الوصول إلى مراكز القرار وهم خير من يعرف كيف توصل الخيوط المقطوعة لا كيف يقطع كل اتصال بكل قوة قادرة ليبقى الشرق الأوسط وشعوبه يدورون في دوامة العنف والحقد والرجعية التي لا توصل إلى هدف ولا تروي غليل.
فإذا كانت "العربية" قد نشرت تقريرا عن هذا الموضوع الأسبوع الماضي ومن ثم "الديلي ستار" اللبنانية قبل يومين وبعض المواقع التي تدعي الدفاع عن العرب والمسلمين, فهذا مؤشر على ان هناك من يعتقد بأن وصول البروفيسور فارس هو ضرر على مصالحه لأن الموضوع المطروح هو نفسه ولكن في مواقع جديدة ومن أسماء تبدو مختلفة ولكنها كلها تصب في المكان نفسه. فمن يقف خلف هذا الموضوع... "العدو الصهيوني"?
كولونيل لبناني متقاعد مقيم في كندا
media.lccc@gmail.com
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها