الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

بقلم الكولونيل شربل بركات

   تورونتو - كندا 


كتاب مفتوح للرئيس لحود

21 أذار 2005

فخامة الرئيس

نحن نعلم أنك لا تريد التفريط بالبلد وبأمن المواطنين مهما كانت الأسباب، سيما وقد خرج السوريون أو كادوا، ليحرروك من موضوع الولاء لهم والتعنت في الدفاع عن ضرورة وجودهم، فما هو إذن الداعي لبقاء الجو السياسي غير مستقر.

لقد أثبتت المعارضة، بالاستفتاء الشعبي، بأنها تمثل رأي أكثرية اللبنانيين، وقد عرضت عدة مطالب يجب أن تأخذها بعين الاعتبار بصفتك رئيسا للبلاد، ولو بالتمديد. فأنت مبدئيا حامي الدستور والمحافظ على وحدة البلاد، ومن هذا المنطلق عليك أن تذعن لرأي الأكثرية، لأن الاحتلال لم يعد يحمي الأقلية لتحكم. عليك إذا تكليف أحد أركان هذه المعارضة بتشكيل الحكومة ولتكمل عملها بما يقوله الدستور.  وإذا كان الدستور يخولك تعيين رؤساء الأجهزة أو عزلهم، فعليك عزلهم أو وضعهم بتصرفك ريثما تتألف حكومة جديدة قادرة على البت بهذا الموضوع كي لا يستمروا بتخريب البلد دفاعا عن مصالحهم أو وجهة نظرهم، سيما وقد أشير عليهم بالبنان في التواطؤ بعمليات قتل الرئيس الحريري وغيره، ونحن نحب أن نصدق بأنهم براء وبأنه ليس لديهم أو لديك ما تقولونه في هذا الموضوع لكشف الجناة الحقيقيين، فلنترك أمرهم للوزارة الجديدة التي تمثل الناس والقانون الذي يحمي كل بريء ويحق الحق.

الحكومة التي يجب أن تشكلها المعارضة يمكن أن تكون حكومة اتحاد وطني كما يمكنها أن تمثل المعارضة التي هي الأكثرية. هناك من يطالب في صفوف المعارضة بتنحيتك كونك قد تم التمديد لك بواسطة الاحتلال ورغما عن اللبنانيين، وهنا عليك أن تضع استقالتك على الطاولة على ألا تنفذ قبل انتخاب مجلس نواب جديد يمكنه انتخاب رئيسا جديدا للبلاد فلا تقع في الفراغ الدستوري. فتكون بهذا قد التففت على المعارضة وسمحت بتنفيس الاحتقان بالطرق الديمقراطية التي يطالب بها أركان هذه المعارضة والشعب اللبناني.

إن العالم ينظر اليوم إلى لبنان وكله أمل بأن يعود إلى ريادته في مجال الديمقراطية، والتمثيل الصحيح، وحقوق الناس.

إن خطوات كثيرة أخرى عليك أن تبادر لها فور تكليف رئيس جديد للحكومة؛ وهي تبدأ بشكر سوريا على "أتعابها" وطلب انسحابها الفوري من كل لبنان، ثم العمل على إطلاق المساجين السياسيين من السجون اللبنانية، وهذا واجبك، والطلب إلى السوريين بإطلاق كافة اللبنانيين المسجونين في سوريا منذ  1975 وتقديم لوائح اسمية بكافة المتوفين داخل السجون السورية. وإذا كنت تريد أن يغفر لك اللبنانيون، فعليك أيضا أن تعلن عن عفو عام ومصالحة مع كل لبنان ليعود كل لبناني نفته الأحداث عن موطنه، وتعاد حقوق الناس المسلوبة إليها. وعليك أن تقنع حزب الله الذي كبرته وعظمت قدره ليصبح أعلى شأنا من اللبنانيين جميعا، فهو الذي يقرر الحرب والسلم، وهو الذي يصنف أبناء الجنوب ولبنان بين مواطن وعميل، وهو الذي يسامح الناس بضرائب الدولة ومستحقاتها ويحمي المجرمين، (وطائرة البنين أكبر شاهد على ذلك)، تقنعه بأن عليه أن يتساوى مع كافة اللبنانيين فيسلم سلاحه للدولة ويعترف بسيادتها على كل شبر من الأرض.

وعليك أن تطالب الأمم المتحدة بمواكبة خروج السوريين، لكي لا يقل أحدا بأنهم لم ينفذوا القرارات الدولية، وبمساعدة ومراقبة كافة المليشيات المسلحة على تسليم سلاحها للجيش، بدئا من حزب الله والمخيمات الفلسطينية، ووصولا لكل تنظيم حزبي أو غير حزبي تعرف أنت وأجهزتك تمام المعرفة بكل ما يملك من السلاح.

أيها الرئيس لحود، لكي لا يقال في كتب التاريخ بأنك لحقت بالخونة وزبانية الاحتلال، وقد كانت لك مناقبية المؤسسة العسكرية، نحب أن يقال ويكتب بأنك من ساهم في نهاية عهده بخلاص لبنان في موقف جريء ومشرف، وقد أعاد الديمقراطية للبنان بتسليم الحكم للأكثرية، وخلص البلد من عودة العنف والتخريب، وأنهى مسلسلات التخوين والانتقام وحكم الأجهزة، وقام بعد كل ذلك بتقديم استقالته لأنه اعتبر بأن التمديد له لم يكن دستوريا ولا كان مطلب اللبنانيين.

أحب في نهاية هذه الرسالة المفتوحة أن أكون ممن يحيوك كضابط لبناني شريف تقوى عليه الاحتلال، ولكنه يوم شعر بإمكانية التفلت انتفض وأعاد كرامة البلد وتقدير الناس، ولا أتمنى لك مصير الديكتاتوريين أمثال تشاوشيسكو أو صدام أو غيرهم.

ولكن هل من سامع أو مجيب؟...  

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها