مقابلة مع
الكولونيل شربل بركات تشرح آخر أحداث سوريا وتقرأ في مصير حزب الله
الغريب عن لبنان ثقافة وحضارة وفكراً وعقيدة وممارسات
أجرى المقابلة
الناشط الإغترابي الياس بجاني
21 تموز/12
عناوين
المقابلة
*انفجار دمشق ضربة نوعية سوف يكون لها نتائج كبيرة في تسريع عملية سقوط
النظام السوري
*تحالف النظام الأسدي مع إيران التي تعمل على السيطرة على الساحة
العربية والثروة العربية والقرار العربي كان في غير صالح الأسد ونظامه
*لن يتمكن ملالي إيران من انقاذ الأسد بعد أن قدموا له مع حزب الله
أقصى ما يمكن تقديمه ولكن دون فائدة
*ايران ليست قوة عالمية رغم كل ضجيجها الإعلامي والتهديدات وهي تدرك
ذلك
*الملالي يدركون أن الأسد سيسقط ولذلك يحاولون بكل الوسائل الابقاء على
الحليف اللبناني لكي لا يخسروا كامل الأرض في اللعبة الاستراتيجية
*نفوذ حزب الله وسيطرته وانتفاخه إلى زوال وهو لم يعرف أن يحافظ على
تأييد الشارع العربي له بعد أن سارع إلى الخيار الإيراني الفج
*لم يعرف حزب الله كيف يستعمل الفرص التي سنحت له إن بعد انسحاب
اسرائيل أو بعد القرار الدولي 1559 أو حتى القرار 1701
*حزب الله في عزلة تامة محليا وعربياً ودولياًً رغم سيطرته على الحكومة
اللبنانية
*لم يقدر الرئيس سليمان والجنرال عون وحتى البطريرك الراعي وبعض الغباء
الخارجي على انجاح ما سمي بالحوار فسقطت التجربة
*كل الدول تتجنب التعامل مع وزراء حزب الله وهي بدأت تتعاون مباشرة مع
المستويات الأدنى لحلحلة بعض الأمور بدون المرور بوزرائه
*حزب الله إلى زوال لأنه يعمل خارج القيم اللبنانية وخارج سنة الطبيعة
*حزب الله اعتمد على القهر في سيطرته ولا بد أن تسقط مفاعيل هذا القهر
قريبا جدا ليتعرى
*ننصح كل الذين يراهنون على حلف حزب الله إيران ونظام الأسد بأن يتعظوا
ويخففوا من العنجهية الكاذبة ويفتشوا على مخارج مقبولة تمنع عنهم
الشماتة
سؤال: ما رأيك بما جرى اليوم في دمشق وبما يدور على الساحة السورية
عامة؟
إن ما جرى اليوم هو ضربة نوعية للمعارضة السورية سوف يكون لها نتائج
كبيرة في تسريع عملية سقوط النظام لأنها جرت في أكثر المواقع الأمنية
تشديدا إن في مجال الحراسة أو اختيار العناصر التي لها حرية الحركة
وإذا كان ما صدر عن الجيش الحر صحيحا بأن قيادته هي من جند وخطط لهذه
الضربة فإن ذلك سيعني المزيد من حركة الانشقاق داخل صفوف المؤسسة
العسكرية والالتحاق بالجيش الحر وهذا الوضع سوف يؤدي إلى خسارة النظام
الأرض أكثر فأكثر. ونحن نلاحظ بأن قدرة الجيش الحر على القتال واشغال
القوة التابعة للنظام في أحياء العاصمة وحول المراكز الحساسة كثرت بشكل
كبير ما اضطر قيادة قوات النظام إلى الاستعانة بالمروحيات وهذا بالذات
يربك هذه القيادة التي تظهر يوما بعد يوم بمظهر الغير قادر على السيطرة
على الأرض.
سؤال: هل تعتقد بأن نظام الرئيس الأسد اقترب
من السقوط أكثر بعد هذه العملية النوعية؟
بالتأكيد. أنا أقول بأن نظام الرئيس الأسد قد سقط يوم قرر الشعب السوري
الأستمرار بالمظاهرات ابتداء من درعا ويوم قرر الرئيس الأسد وأعوانه
أعتماد سياسة الرئيس الراحل حافظ الأسد بالضرب بشدة وهي سياسة في غير
محلها وزمنها، وكما رأينا بدل أن يبادر الرئيس الأسد لاستيعاب
المظاهرات والتقرب من الشعب بتنازلات دراماتيكية كانت تكفل التفاف
السوريين حوله، اختار الكذب والمراوغة لكسب الوقت وزاد من استعمال
القوة التي حركت الشارع أكثر فأكثر. ما لم يفهمه النظام هو أن أيام
الحرب الباردة انتهت ومدارس القمع ولى زمانها وهو كان عليه أن يقود
ثورة باتجاه تحقيق أحلام السوريين لو أنه شعر بمقدار الكبت الذي
يعيشونه في قلوبهم. ولكن على ما يبدو من ينجح مرة يعتقد بأنه سينجح في
كل مرة ومن هنا رأينا النظام يتعامل مع الواقع الجديد بنفس الطرق
القديمة التي تعامل فيها مع اللبنانيين ومع السوريين وبالاكثار من
الكذب وتحريك الأبواق وعمليات الدعاية الفارغة. النظام كما قلت سقط منذ
مدة طويلة ولكنه لم يمت بعد وكل ما يقوم به من محاولات للوقوف سوف تبوء
بالفشل بدون شك. الأيام القليلة القادمة سوف تشهد تطورات باتجاه خسائر
أكبر للنظام لأنه لم يعد يعرف كيف يستوعب الضربة ليرد حيث يجرح وهو
يتهاوى وكل ما سيقوم به سيرتد عليه وهذه العملية ستشجع على عمليات
نوعية أخرى يلحقها المزيد من التضعضع في صفوف من بقي مع النظام ما
سيسرع بنهايته.
سؤال: ما هو الموقف الإيراني وهل سيقبل
بخسارة الحليف السوري؟
صحيح أن إيران دعمت النظام السوري بكل طاقاتها وصحيح بأن كل مقولة
الصمود والتصدي ومفاعيل حركات ما يسمى بالمقاومة مع سلاح الارهاب
وتجارة المعلومات بين أجهزة الدول هي من العناصر التي أطالت بعمر
النظام السوري، ولكن من جهة أخرى كان تحالف هذا النظام مع إيران التي
تعمل على السيطرة على الساحة العربية والثروة العربية والقرار العربي
في غير صالح الرئيس الأسد ونظامه وقد حاول العرب طويلا استيعاب النظام
السوري ولملمة الأمور بالتنازل في كثير من المرات وتركه يسرح ويمرح على
هواه، ولكن في نهاية الأمر وعندما "وصل الموس للذقن" كما يقول المثل لم
يعد للعرب من مجال للمناورة وهذا ما شجع الشعب السوري على المجاهرة
بالمطالب المحقة.
هذا من الناحية السياسية أما عمليا فإن أقصى ما يمكن لإيران أن تقوم به
هو ارسال بعض مجموعات من الحرس الثوري وجماعة حزب الله لمساندة النظام
السوري وهذه قد قاموا بها منذ بدء التمرد ولم تؤد إلى وقف التحرك لا بل
أدت إلى زيادة النقمة. من جهة ثانية يجب أن تعرف قوة إيران الحقيقية
وليس فقط ما تحاول أن توهم العالم به فهي ليست بعد قوة عالمية ولا هي
قادرة على فرض الأمور بالقوة على الساحة الدولية. وفي الموضوع السوري
كما رأينا نزل مستوى الدور الإيراني كثيرا ويمكن القول بأن الموقف
الروسي ولو ديبلوماسيا كان أقوى بكثير في دعم النظام السوري من كل
التحركات الإيرانية. ولكن عندما لم يتدخل العالم الحر لضرب هذا النظام
لأن روسيا أوقفت أي قرار دولي في هذا الشأن فإن الحركة الشعبية داخل
سوريا وانشقاق العسكريين ونقمة الجماهير تزايدت لتقلب الدفة ضد النظام،
فمنع التدخل الغربي بواسطة الأمم المتحدة حدّ أيضا من التدخلات الأخرى
وحجّم التأثير الإيراني ومفاعيله. أما السؤال حول قبول النطام الإيراني
بالوضع الجديد أم لا فلا أعتقد بأن لهم خيار بذلك وهم إذ يعلمون بخسارة
حليفهم المتوقعة في سوريا يحاولون بكل الوسائل الابقاء على الحليف
اللبناني لكي لا يخسروا كامل الأرض في اللعبة الاستراتيجية.
سؤال: ماذا إذن عن حزب الله ودوره في لبنان
بعد سقوط النظام السوري؟
السؤال محرج لأنه سيفسر بأننا على خصام مع هذا الحزب ولذا فتحليلنا
دائما ضده ولكن هي الحقيقة فأيام نفوذ حزب الله وسيطرته وانتفاخه إلى
زوال وهو لم يعرف أن يبقي على تأييد الشارع العربي له وسارع إلى الخيار
الإيراني الفج ولا هو قدر على معايشة واقع التوازن الداخلي فخسر تأييد
الشارع اللبناني عامة ولم يعرف أن يستعمل الفرص التي سنحت له إن بعد
انسحاب اسرائيل أو بعد القرار الدولي 1559 أو حتى القرار 1701 وهي ثلاث
فرص تاريخية قدمت له ليخرج من الساحة بشرف ورفضها بتعنت ولم يعرف أن
يقرأها ويستغلها ولذا فهو اليوم بدأ بالقلق ويظهر هذا القلق في تصرفات
جماعته والفوضى التي تعيشها مناطقه ومن ثم التهديد بعزله ولو أنه سيطر
على الحكم محاولا الاستفراد بالدولة فإذا به يعاني اليوم من العزلة.
العزلة الداخلية والعزلة الخارجية ففي الداخل لم يقدر مع الرئيس سليمان
والجنرال عون وحتى البطريرك الراعي وبعض الغباء الخارجي على انجاح ما
سمي بالحوار فسقطت التجربة وانتهت بدعاوى التفرد ومزايدات الهيمنة وهي
أسلحة باطلة في زمن يسقط فيه أهم حلفائه بينما الآخر مهدد في عقر داره
فإلى أين سيهرب حزب الله؟ أما على الصعيد الخارجي فإن كل الدول تتجنب
التعامل مع وزرائه وهي بدأت تتعاون مباشرة مع المستويات الأدنى لحلحلة
بعض الأمور بدون المرور بوزرائه وفي أي وفد خارجي يكون ضمنه أحد أعضائه
أو المحسوبين عليه يصبح الخطاب جاف ويختصر الكلام على التوجيهات
العامة. وحتى الجيش الذي سيطر عليه بتعيين جماعته في مراكز القرار لا
يمكنه السيطرة عليه كليا لأن العنفوان لا يزال جزءا من تربيته وبالرغم
من العدد لا يزال التنوع يفعل فعله بينما يفشل حلفاؤه في كل خطوة
يقومون بها. ونحن نعتقد بأن قبضته حتى على الطائفة الشيعية سوف تتراخى
بدء بحليفه الرئيس بري الذي سيحاول أن يصحح وضعه الميؤس بالابتعاد
قليلا عنه. ولكن الأهم هو التيارات المثقفة الشيعية التي شعرت بعزلة
الطائفة والتوجه التصادمي والفوقي الذي يختلف عن تراث وثقافة الشيعة
اللبنانيين تاريخيا ولا ترى مخرجا بوجود حزب الله وهي تستعد لكي تظهر
تميّزها لا بل مواجهتها له في الفترة التي ستلي تضعضع النظام السوري.
ولن يبقى له من معين بحسب رأي الطفيلي سوى اسرائيل وهكذا فقد يحاول
التحرش بها أو التظاهر بأنه "يقاوم" في مكان ما. أما أن يسهم في اي دعم
لنظام الأسد فهذا ما لا نراه يحدث، فبعد أن ذاق طعم أن يخطف له أهل
ليلتحقوا بجوزيف صادر وبطرس خوند وغيرهما فإنه على ما يبدو خسر حرية
التصرف وانتقل إلى صفوف الضحايا.
حزب الله إلى زوال لأنه يعمل خارج القيم اللبنانية وخارج سنة الطبيعة
وهو اعتمد على القهر في سيطرته ولا بد أن تسقط مفاعيل هذا القهر قريبا
جدا ليتعرى من أي تأثير في الحياة السياسية اللبنانية. وهنا أريد توجيه
نصيحة لكل من لا يزال يراهن على حلف حزب الله إيران ونظام الأسد بأن
يتعظوا ويخففوا من العنجهية الكاذبة ويفتشوا على مخارج مقبولة تمنع
عنهم الشماتة إذا لم نقل الملاحقات القانونية والمحاكمات.
انتهت المقابلة |