الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

عضو الهيئة التأسيسية للاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان

 

 

 

 

سيزار ميخا هرمز- ستوكهولم
Cesarhermez@yahoo.com


حدث معي في طريقي إلى مؤتمر النهضة الكلدانية

20110427

وإنا استعد للسفر إلى أمريكا للمشاركة في مؤتمر النهضة الكلدانية , كان علي أن ادخل إلى موقع الكتروني خاص ب الهجرة الأمريكية لطلب الفيزا  وادخل المعلومات المطلوبة لكي تحفظ لديهم وادفع رسم معين من خلال الكارت كردت الخاص بي . وإنا أقوم بمثل هذه الإجراءات وأجيب على بعض الأسئلة أمثال هل لديك تاريخ أجرامي وقضايا في الشرطة أو سؤال هل تحمل إمراض معدية ..الخ امتلكتني حالة من التشنج لان هذه الأسئلة أعادتني إلى ما يقارب إل 8 سنوات عندما أخذت قراراً بالسفر عن وطني إلام .. حيث وأثناء تواجدي في إحدى البلدان تجرأت للتقديم للسفر إلى أمريكا من خلال القنصلية الأمريكية في ذلك البلد حيث قمت بملئ كافة المعلومات المطلوبة ودفعت الرسم واتاني الموعد وحضرت كل أوراقي وفي بوابة القنصلية التي هي أشبه بثكنة عسكرية تم تفتيشي تفشياً دقيقاً لدرجة انه تم اخذ مسحات من خلال ورقة بيضاء تم وضعها على وجهي وملابسي وبعض الأجزاء من جسمي ومن ثم وضعت الورقة البيضاء في جهاز خاص الذي اشغل ضوءا اخضراً وعند استفساري عن ذلك الأجراء قالوا انه من المحتمل انك تحمل مايكرو بات أو مواد جرثومية التي من الممكن أن تبثها داخل القنصلية أو تعدي بها موظفي السفارة !!

ولا أريد أن أطيل فمختلف جنسيات العالم إل 20 الحاضرين استحصلوا على الفيزا الأمريكية وعند الوصل الدور لي وكنت أخر واحد امسك الموظف بجوازي العراقي وحدق بي بنظرة حادة !! وتوقف لبرهة تركني بها وذهب ليصرخ بوجه الموظفات كيف سمحوا بطلبي لكي أتقدم للقنصلية الأمريكية !!

وبعدها رجع لي !!

وألقى بجوازي و أوراقي من الفتحة السفلى للحاجز الزجاجي الذي يفصلنا علماً أن حديثنا كان يجري عبر سماعات!!

 و بعد أن حصل على بصمة السبابة قال أسف لا أستطيع أن أمنحك الفيزا !! والأعذار كانت غير مقنعة لأنه كل الشروط للحصول على الفيزا كانت منطبقة علي !! ..

وبعدها أخذت نوعاً من ردة الفعل القوية بعدم السفر أو زيارة أمريكا مطلقاً !! ..

ولكن !! نداء هويتي العراقية الكلدانية من خلال مؤتمر النهضة الكلدانية سقطت عندها أية ردة فعل سابقة !!

فعند وصولي إلى مطار ستوكهولم مبكراً وجدت عدة تغييرات مثل تواجد مكائن خاصة أشبه بالكومبيوترات علينا أن نقوم بعمل البوردنك كارت بأنفسنا !! ومن ثم وضع الحقائب ولاني متجه إلى هولندا كمحطة ترانزيت مرت الأمور بصورة عادية جداً وفي هولندا وان مهتم لإيجاد البوابة التي تنطلق منها الطائرة التي تقلني إلى أمريكا !!

وأخيرا وجدتها وكانت أشبه بدخول القنصلية الأمريكية قبل ثماني سنوات !! طابور ومجموعة من ضباط الأمن من رجال ونساء أمريكان وعند وصول الدور لي وبعد ألقاء تحية  (ويلكم الانكليزية) من قبل احدهم ذو سحنة سمراء ومناظر طبية وبدله قاط أنيقة (اوني فورم) حاله حال البقية ..أخذني إلى جنب بما أشبه بمنصات أو مناضد عالية لتدقيق الأوراق والجواز !! وعندها رفع نظارته ووضعها على رأسه وحدق بي !! ولادتك في بغداد ؟؟ ..

نعم في بغداد !!

متى حصلت على الجواز السويدي ؟؟.. كيف دفعت تذكرة السفر كاش أو كردت كارت ؟؟ هل أنت متزوج ؟؟ , لماذا تركت زوجتك وطفلتك وتسافر لوحدك ؟؟؟ ما هو سبب الزيارة ؟؟ ماذا تعمل في السويد ؟؟ تتكلم السويدية ؟؟ من يعمل محلك ألان ؟؟ ... الخ متى سترجع من أمريكا ؟؟ وتتخلل الأسئلة فترات صمت ونظرات في الوجه... وبعدها حمل الجواز والأوراق إلى ضابط منزوي على زاوية يراقب أداء البقية ؟؟ وبعد تمتمة وهمهمة جاءني ضخم الجثة واستمر بالأسئلة بعد أن وضعوا علامة لاصقة صغيرة على جوازي كنيشان يعلموه هم وإنا لا افهمه !! علماً انه مازالت القطعة اللاصقة موجودة لغاية اللحظة في جوازي محتفظا بها كتذكار قاموا بعدها بكتابة حرفي S S  على بطاقة السفر.. و يبدو انه اقتنع وبعد أن قال لي تفضل وإنا أهم لتسليم البطاقة لموظفة البوابة !!

وإذ بأخر يسحبها ويكتب حرف S أخر لتصبح ثلاثة S وينقلوني إلى ضابط أخر هادئ بيده دفتر صغير وهاتف صغير وبدء يدقق بجوازي وينظر ألي بينما كان هاتفي لا يتوقف من الرنين بسبب قلق زوجتي فطلبت منه أن أجيب فوافق .. وتكلمت مع زوجتي بلغتي إلام ( بكلذايا ) !!

وعندما أقفلت الهاتف اتفاجىء بسؤال صدمني قال لي الضابط هل أنت كلداني ؟؟ are you Chaldean !! قلت له نعم yes قال لي سمعتك تتكلم بلغة ليست عربية وهي كلدانية اعرفها من كثرة الجالية الكلدانية التي عندنا في أمريكا!!

كما أني دققت باسمك وهو ليس عربياً وهو الأمر الذي جعلني أتأكد أكثر بأنك كلداني؟؟  وعندها ابتسم الضابط وانفتحت إسرار وجه !! هل أنت كاثوليكي ...قلت نعم  فقال لي علي أن اتصل بأمريكا حولك !! فأتصل وتكلم مع احدهم قال لهم انه يحمل الجنسية السويدية وهو من اصل عراقي , وهو كلداني , كاثوليكي !! وجاءني مبتسماً وقال تفضل ولكن سيجرون الكثير من الأسئلة معك عندما تصل !! فدخلت عبر ثلاثة أجهزة تفتيش : - البوابة التي تشبه الباب والجهاز الذي يظهر الإنسان به عند الموظف ربي كما خلقتني وجهاز يدوي أخر !! ..

في الطائرة والسفر لساعات طويلة !! تم إعطائنا ورقة أخرى معلومات أمنية !! ساعدني احد الأمريكان في ملئها  والتي كانت مفتاحاً للتكلم معه وسؤاله عن حروف إل s الثلاثة التي كتبت في بطاقتي قال أنها تعني SECURITY ; SECURITY ;   ,SECURITY  ...... !!  

وأخيرا وصلنا !! وبعد الوقوف في طابور طويل أشبه بالخكة ( الرقصة الفلكلورية )  الكلدانية بكثرة التوائها وصل الدور لي !! اخذ لي صورة وبصمات الأصابع العشرة وفحص الجواز بجهاز أشبه بجهاز فحص الدولار المزور من الدولار الأصلي !!

تلتها حدقة نظر حادة إلى الوجه و أوف !! واستدارة الرأس يميناً ويساراً لعدة مرات !! تلاها نداء بجهاز إلى زميل أخر !! الذي اصطحبني إلى غرفة يتواجد فيها ما يقارب إل 30 شخصا ورف مليء بجوازات وضع جوازي إلى جانبهم !! وقلت عندها لن اخرج من هنا إلى ما يقارب إل ستة ساعات أخرى !! فجاءه يدخل احدهم ويلتقط جوازي ويناديني للخروج !! وأخذني إلى زاوية هادئة !! قال لي ARE YOU CHLDEAN ??  قلت له نعم yes .. قال you speak Chaldean    قلت له  نعم  والمفأجاءة الكبرى هيا عندما قال لي  (ديخيوت رندا) وتعني بالكلدانية (كلذايا) (كيف حالك بخير)  طار قلبي فرحا وقلت (هذا من جماعتنا صارت شغلتي سهلة) ولكن للأسف فقد كان أقسى من كل الضباط الأخيرين لأنه بدء يسأل عن الخدمة العسكرية وأمور دقيقة أخرى !! و لكن بكل الأحوال كان يتمتع بروح رياضية ..وبعد كل هذا وذاك  دخلت إلى أمريكا !!

أغمضت عيني لبرهة وسألت نفسي  كم تعبت الجالية الكلدانية كنيسة ومؤسسات في أمريكا للتعريف بالهوية الكلدانية الأصيلة وإعطاء الصورة الجيدة عنها وهو الأمر الذي التمسته على الأقل عند السلطات الأمريكية !! ..

فبرغم كل المضايقات الأمنية والى جانب جواز السفر السويدي المثبت عليه ولادة بغداد  واصلي العراقي كانت الكلدانية جواز مرور أقوى يبعث الارتياح في نفوس ضباط الأمن ويعكس أصالة شعب  وهذا كأن مؤشر ايجابي لي يؤكد أن ترك العمل والعائلة وتحمل النفقات وعبور البحار والمحيطات من أجل هذه الهوية و المشاركة في مؤتمر النهضة الكلدانية شيء تأريخي , لي الشرف والفخر والاعتزاز أن أشارك فيه وان احمل هذه الهوية . ..

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها