يوم أمس، انتصر الإرهابيون المسلمون على إنسان
بريء أعزل لا ذنب له إلا أنه يحمل الجنسية الأمريكية. قطعوا رأسه ثم غرزوا
السكاكين بين عينيه وهم يهتفون "الله أكبر" وقاموا بتصوير الجريمة ليخلدها
لهم التاريخ، ولا شكّ أبداً بأنه سوف يخلدها لهم.
قبل بول جونسون، انتصر الإرهابيون على مدني أعزل
آخر اسمه نيك بيرغ. قطعوا رأسه أيضاً وهم يهتفون "الله أكبر"، وصوروا عمليه
الجريمة صوتاً وصورة كي يشاهد العالم كله عذاب الضحية ويسمع صوته وهو يصرخ من
الألم. وقبل نيك بيرغ، قطع الإرهابيون رأس الصحافي الأعزل دانييل بيرل. هذا
الله الأكبر كان أيضاً حاضراً يستلذ بمرأى الجريمة البشعة. واليوم، سقط رأس
إنسان بريء آخر وهو المواطن الكوري كيم سون إيل الذي رآه العالم كله على
شاشات التلفزيون يناشد مختطفيه الجبناء أن يبقوا على حياته. وببركة ورعاية
الله تم رمي جثته رمي الكلاب على طريقٍ في الصحراء.
***********
بعد كل جريمة وحشية بشعة كهذه الجرائم، نسمع
أصواتاً هنا وهناك تحاول تبرئة الإسلام بالادّعاء أن القتلة لا يمثلون
تعاليمه بأي شكل من الأشكال.
كيف يمكن للإسلام أن يكون بريئاً من هذه الجرائم
البشعة، ومؤسسه هو نفسه قد ارتكب ما يبزها بشاعة؟..
كيف يمكن للإسلام أن يكون بريئاً من هذه الجرائم
وكتابه الشرير يزخر بأوامر القتل والتعذيب؟..
أليس هو قرآن محمد الذي يأمر أتباعه بأن يضربوا
أعناق الكافرين حيث وجدوهم؟..
أليس هو قرآن محمد الذي يؤكّد بأن الله سيشفي
صدور اتباعه بسماحه لهم بتعذيب الكفار بأيديهم؟
أليس محمد نفسه الذي وعد أتباعه بأنهم مهما زنوا
أو قتلوا أو سرقوا فإن مصيرهم هو الجنة حيث سيلقي الله في جهنم بمسيحي ويهودي
كفارة عن كل واحد منهم؟..
كيف يكون الإسلام بريئاً وهؤلاء المجرمون لا
ينفّذون إلا ما أملاه عليهم محمد وكتابه الشرير؟
للبوذيين مع الصين قضية. للأرمن مع الأتراك قضية.
للأقباط مع المسلمين في مصر قضية. لليهود مع الألمان والمسيحيين والمسلمين
على السواء قضية. للمسيحيين مع المسلمين في كل الدول الإسلامية قضية.
للفييتناميين مع الأمريكيين قضية. ولكل أمة مع أمة أخرى قضية.. لكنّ المسلمين
وحدهم، يتميزون عن كل أمم العالم، بهذه الأساليب الوحشية لعرض قضيتهم.
لقد آن للعالم المتحضر أن يعرف أن عدوّه لا يتمثل
في حفنة من الإرهابيين، إنما في المدرسة التي تخرّج الإرهابيين. وإنه لأمر
مؤسف جداً أن نرى العالم لا يوجّه اهتماماً كبيراً إلى جرائم هؤلاء
الإرهابيين إلا عندما تبلغ بشاعتها حد قطع الرؤوس وإلقائها على أرصفة الطرقات
أو في المزابل، وكأن جرائمهم الأخرى بحق الأبرياء لا تستحق الذكر!
يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع فيه عن أبرياء ـ وعلى
وجه الخصوص من المسيحيين ـ يُقتلون على يد المسلمين في كل مكان من العالم؛ في
مصر وماليزيا ونيجيريا وإندونيسيا وباكستان وتركيا وأماكن أخرى. معابد يهودية
وكنائس مسيحية يتم تفجيرها أو يُحصد المصلون فيها بنيران الرشاشات أو
القنابل. فتياتٌ يُخطفن ويُغتصبن ويُقتلن أو يُجبرن على اعتناق الإسلام،
ومحلات تجارية تُنهب ومستشفياتٌ ومدارسُ تُهاجم. بضع مئات من المسيحيين فقدوا
حياتهم في نيجيريا لأن امرأة مسيحية مرت أمام مجموعة من المسلمين بينما كانوا
يمارسون شعائر عبادة شيطانهم على الطريق!.. عدد من المسيحيين في مصر قُتلوا
مؤخراً لأن حمارَ مسلمٍ تعثّر ووقع أمام بيتٍ يسكنه مسيحي!.. وعلى هذا
المقياس قس!
من أين يستمد القتلة واللصوص والمغتصبون إلهامهم؟
أمن غير القرآن والأحاديث التي تزخر بالتشجيع على الكراهية؟
***********
كما أنه قد آن للغرب أن يواجه الحقيقة الصارخة
بأن عدوه الحقيقي يتمثل في الإسلام كأيديولوجية خطرة رهيبة وليس في حفنة من
خريجيه، فقد آن للمسلمين أيضاً أن يدركوا أن هذه الأيديولوجية هي عدوّهم
الواحد الأحد الذي يعزلهم عن العالم ويجعلهم بنظره برابرة متوحشين. آن
للمفكّرين من المسلمين أن يكسروا قوقعة الخوف التي تقف حاجزاً بينهم وبين
الإعلان عما في صدورهم. آن لهم أن يتوقفوا عن المراوغة في نقدهم للإسلام
وتسميته باسمه عوضاً عن، "التيار الديني، الإسلاميون، الإسلامويون،
الأصوليون، الإرهابيون، المتشددون.." وغير ذلك. فهؤلاء هم الإسلام بعينه
ولحمه وشحمه وكل ما يحتويه أمعاؤه الغليظ.
آن للمسلمين أن يخرج منهم بطل، يقول عنه التاريخ
بأنه قاد أمته إلى أرض الميعاد، أرض الإنسان.. أرض المستقبل!