اقرأ المزيد...
الفتنة
نائمة... نصرالله أيقظها!
2007 الإثنين 12 نوفمبر
سجل
شيخ »حزب الله« حسن نصرالله في خطابه الاخير, احد اكثر مواقفه
الانقلابية انكشافا وتداعيا, فكان أبعد ما يكون عن مفاهيم المقاومة
النبيلة, وأقرب ما يكون الى مواصفات الادوات العميلة, وارتضى لنفسه
ان يصبح المنفذ الامين لاجندة ايران الاقليمية والنووية حتى ولو
ادى ذلك الى تفجير وطنه وابادة شعبه, وفي معتقداته ان كل شيء يهون
في سبيل نظام الملالي, ولذلك فان الفتنة في لبنان كلما نامت سعى
الى إيقاظها, تحفه عن يمينه جوقة الشتامين وعن يساره احمد جبريل,
وبين يديه رسل الموت من ممتهني التفخيخ والتفجير والخطف والتنكيل.
ولقد كان البعض يظن لوهلة ان نصرالله سيكون وفيا لذكرى الشهداء,
وسيهاجم الذين اشترطوا على الفرنسيين مساعدتهم على التفاوض مع
اسرائيل والالتحاق بأميركا, مقابل تهدئة احوال لبنان, لكنهم فوجئوا
بشيخ حزب الله يتجاهل ذلك كله, ويقفز فوق دماء الضحايا, ويوظف معظم
عباراته المقذعة في الهجوم على قسم واسع من اللبنانيين, محاولا قطع
كل جسور التفاهم وقلب الطاولة على الجميع, وضرب كل المبادرات
واسقاط حلم اللبنانيين بالخلاص والخروج من الدوامة والعيش بحرية
وكرامة وبناء دولة القانون والعدالة... لكن هذا كله ليس مهما عند
نصرالله ولتذهب الى الجحيم عذابات الناس وصراخ الجوعى وأنين المرضى
والمحتاجين وإفلاس البيوت والشركات...
والمهم هو طهران التي ما إن انزعجت من توافق ساركوزي وبوش حتى داست
على الزرار فتحرك شيخ حزب الله مستخدما عباءة المقاومة ليشعل فتيل
الفتنة, متخفيا وراء شعارات فقدت كل مصداقيتها, فالحكومة التي
وصفها بمجموعة القتلة لم تجف بعد دماء وزرائها ونوابها المقتولين
بتغطية منه ومن حزبه, فيما لم يغب بعد صوته المتلفز وهو يكيل
عبارات التخوين والعمالة للحكومة على استحضارها مساعدات متواضعة
للمؤسسة العسكرية, وقبل حديثه عن المساعدات لاهل الجنوب بامكانه ان
يسأل نفسه عما تسبب به من دمار وهلاك للجنوبيين ولكل اللبنانيين
تنفيذا لأجندات خارجية, وها هو اليوم يحاول اعادة الكرّة في
التضحية بلبنان وأرضه خدمة لمصالح ايران النووية ولمنع قيام
المحكمة الدولية, حتى لو استدعى ذلك تكرار تجربة غزة في جنوب لبنان
وبقاعه ليبقى اميل لحود مثل اسماعيل هنية مغتصبا للسلطة, وليصبح
حزب الله حزبا حاكما من وراء وزارة تضم دمى متحركة وأشباه رجال.
في عام 1981 وقف ياسر عرفات يستعرض قواته في احد الملاعب الرياضية
في بيروت والى جانبه مصطفى شمران اول وزير دفاع في عهد الخميني,
يومها أطلق ابوعمار عبارته الشهيرة بأن المقاومة تمتد من بيروت الى
طهران, ثم كرر ثلاث مرات شعارا يقول »لا قوة في العالم تستطيع
إنهاء المقاومة«...واليوم في الذكرى الثالثة لوفاة »ختيار«
المقاومة, ردد »شيخ« حزب الله العبارة نفسها, ليصبح السؤال: أين
اصبح عرفات, وأين سيصبح نصرالله... وما أقرب الامس الى اليوم.
|