الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...


إنه حزب القتل والغدر بامتياز

02/07/2011

بعد انتظار طويل وضعت النقاط على الحروف, وسقطت هالة القداسة التي كان يحاول "حزب الله" التخفي خلفها, وبانت العورات على حقيقتها من دون أي تزييف, فالسلاح الذي تبجح به طويلا حسن نصرالله, وجعله مقدسا ممنوع المس به, ظهر سلاحا إرهابيا لا علاقة له بالمقاومة إنما هو للاغتيال و فرض الهيمنة على الدول والمؤسسات.
أخيرا صدر القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق الشهيد رفيق الحريري, وهو القرار الذي عرى عصابة القتلة المرتكبة لكل جرائم الاغتيال السياسي التي شهدها لبنان منذ العام 2004 وحتى الأمس القريب, وقالت العدالة الدولية بصوتها العالي وبكلمات واضحة ما حاولت جوقة التخوين والترهيب منع قوله في لبنان طوال ست سنوات, عطلت فيها القضاء والدولة, وقوضت الأجهزة الأمنية, وزادت من ثقل تبعات الازمة الاقتصادية وكل ذلك في محاولة لمنع تقديم القتلة للقصاص العادل, وإنهاء عصر الفوضى والارهاب المتحكم بهذا البلد الصغير منذ ثلاثة عقود.
ها هو"حزب الله" الحقيقي, حزب القتل والغدر بوجهه البشع, عصابة لا علاقة لها بالمقاومة والتحرير وردع العدو الاسرائيلي, كما يشنف آذان أتباعه أمينه العام بين الفينة والأخرى, ولهذا على لبنان ¯ الدولة ¯ ان يصحو من غفوة الخوف, ويحزم أمره في تقديم القتلة الى العدالة الدولية المنزهة عن أي تسييس كما أشاع المذنبون طوال سنوات. هذه المحكمة لن تحاكم فقط من قتل الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وباقي السياسيين, بل ستحاكم التاريخ الأسود للارهاب المسمى زورا "الرسالة الالهية في مناصرة المستضعفين في مواجهة الاستكبار العالمي", وستزيل كل الأوهام من أذهان المغرر بهم, أو أولئك الذين أذعنوا بقوة السلاح لمنطق الخارجين على القانون والأعراف, وتخفوا بعباءة الاسلام طلبا للباطل لا إحقاقا للحق.
ليس القرار الاتهامي في قضية الاغتيال الأشهر في السنوات العشر الماضية مجرد بيان سياسي, أو بلاغ تصدره مجموعة دول متآمرة كما يريد أن يوحي نصرالله وجماعته وأبواقه في إطلالاتهم الاعلامية, إنه قراءة في جوهر كل السلوك السياسي والأمني اللبناني منذ العام 2000 وحتى اليوم. منذ أن حاول نصرالله احتكار الحقيقة المطلقة لنفسه ولحزبه, وتغييب لبنان الرسالة الحضارية في هذا العالم, وإظهاره كأنه غابة السيادة فيها لمن يتسلح بأنياب الوحوش ومخالبهم. إنه قرار حقيقة افتقدها لبنان طوال العقود الاربعة الماضية, الذي لو تيسر له, منذ العام 1975 , ان تكون هناك عدالة دولية لما تحول هذا البلد ساحة منازلة استخبارية ومقبرة جماعية ومختبرا لكل فنون الارهاب, ولما جعل نصرالله من نفسه, زيفا وبقوة السلاح الشرير, المخلص, وصاحب الرسالة الالهية.
اللبنانيون اليوم أمام فرصة تاريخية إما أن يستغلوها ويتخلصوا من كل هذا الكابوس ويعودوا إلى دورهم الحقيقي في هذا المشرق, أو ينزلقوا ثانية إلى مجاهل الفتنة والقتل ويفقدوا بعض الأمل المتبقي لهم في الخلاص, فهذا الذي يتغنى بالمقاومة ليس أكثر من بومة تنعق في خراب, فلا حزبه منزه عن ارتكاب الجرائم والاختراق والدناسة, ولا هو مقاومة تطلب الحق, إنه ككل الجماعات المسلحة الخارجة على القانون, تنغل فيه شبكات التجسس, ودهاقنة الفساد والسرقة والتهريب والابتزاز وفرض الأتاوات, والقتلة المأجورين.
ها هو خلاص لبنان جاء بين طيات القرار الاتهامي, والعالم كله يقف الى جانبه في الخروج من زنزانة "حزب الله", فهل يختار ثقافة الحياة على ثقافة الفتنة والقتل? هذا هو السؤال الواجب على عقلاء لبنان ان يجيبوا عنه.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها