لتتفق المعارضة
السورية على وفد موحد
وتذهب إلى مؤتمر
"جنيف 2", لتضع أمام
العالم الحقائق كافة
فلا تبقى متهمة
بالمماطلة والتسويف
وإطالة أمد حرب أهلية
أنهكت بلادها.
هذا المؤتمر ربما
يكون اليوم محطة
لتظهير صورة حوار غير
مباشر يدور عبر
الموفدين ووسائل
الاعلام بين النظام
والمعارضة فيما نهر
الدم يتدفق, وملايين
النازحين يرزحون في
الشتات تحت وطأة
العوز والحاجة بلا اي
رعاية, طالما لم تتفق
اطراف الصراع على حد
ادنى من الحوار
المباشر في مؤتمر
متوقع منه رسم معالم
طريق تؤدي في نهاية
المطاف إلى تخليص
سورية من هذه المقتلة
الكبرى.
دعونا نقول الامور
كما هي, كما هو راسخ
في أذهان الجميع,
الجيوش هي القوة
القادرة على التغيير,
هذا ما حصل في مصر,
فالجيش مدعوما
بالثورة الشعبية خلع
مبارك, ومن ثم مرسي,
والجيش أيضا هو من
حسم الأمر في ليبيا
وسقط القذافي حين
تخلت عنه هذه القوة,
وهو ما جرى في تونس
أيضاً وللأسف في
سورية لايزال الجيش,
رغم الانشقاقات
الهامشية, إلى جانب
النظام, وكذلك
الأجهزة الأمنية وجزء
من الشعب, وهذا ربما
يطيل أمد الحرب.
نعم, لتتفق المعارضة
وتذهب إلى جنيف, بلا
شروط, لتنقذ بلادها
من براثن وحوش صفقات
دموية استثمرت في
الدم السوري لتمرير
مصالحها, بدءاً من
إيران الغارقة في
الحرب إلى أذنيها
طمعاً في الهيمنة
المطلقة على المنطقة
المطلة على البحر
الأبيض المتوسط,
وجعلها الشام بوابة
تعبر منها إلى تسوية
ملفها النووي مع
العالم ورفع المقاطعة
عنها, مرورا بروسيا
التي لا يهمها من
سورية الخربة المهدمة
غير استمرار تدفق
غازها على أوروبا
وزيادة رقعة مصالحها
في الشرق الاوسط,
ووصولا إلى الولايات
المتحدة الاميركية
وكيلة المصالح
الاسرائيلية في
المنطقة فهي لا تحصي
عدد القتلى السوريين
إلا من اجل توظيف ذلك
في خدمة الأمن
الاسرائيلي.
هذه الدول تسعى إلى
إطالة أمد الحرب
سنوات وسنوات,
فوقودها دم لا
يعنيها, لذلك على
السوريين أن يضعوا
بأنفسهم نهاية لحرب
هدمت المدن والقرى
وسقط بسببها نحو 130
الف قتيل واكثر من
نصف مليون جريح, فإلى
متى ستبقى اطراف
الصراع على عنادها,
هذا يضع الشروط
ويقابله الآخر بشروط
مضادة, بينما في يد
المعارضة ورقة رابحة
تستطيع توظيفها
لمصلحة سورية وشعبها
ومستقبلها من خلال
وضع الطرف الآخر أمام
مرآة الحقيقة, وترك
العالم يحكم?
لن نعود إلى التاريخ
لاسقاطه على الواقع
السوري الحالي, ولن
نعدد الدول التي غرقت
في حروب اهلية انتهت
إلى تسويات خرجت منها
الاطراف المتناحرة لا
غالبة ولا مغلوبة
فيما كان الوطن
الخاسر الأكبر, فهي
أمثلة واضحة وحاضرة
في الأذهان, لذلك على
الجميع ان يذهبوا إلى
"جنيف 2" بلا شروط
مسبقة, فلا هذا
الفريق سيتنازل علنا
ولا ذاك سيقول أمام
الملأ إنه تخلى عن
شرط هنا وآخر هناك,
بينما خلف الابواب
المغلقة يدور حديث
آخر غير الذي نسمعه
في وسائل الاعلام.
"جنيف 2" فرصة
تاريخية لسورية على
المعارضة ألا تضيعها
كعادة العرب في تضييع
الفرص التي لم تجلب
عليهم إلا الخراب
والتفكك والتخلف,
فهؤلاء بترددهم
ورفضهم لكل الحلول
خسروا فلسطين,
وعليها, أي المعارضة,
ألا تقدم برفضها حضور
"جنيف 2" سورية على
طبق من فضة إلى
إيران, يكفينا ربيب
طهران اللبناني الذي
قوض الدولة وضرب
السلم الاهلي, وكذلك
ربيبها العراقي الذي
يشعل بنهجه الطائفي
حرباً مذهبية تحول
بلاد الرافدين حديقة
خلفية لإيران.