نصرالله وخطاب
الهزيمة
03/12/2011
ظهر حسن نصرالله,
في خطاب هزيمته
بما اعتبره
معركته الكبرى
ليس مع فريق"14
آذار" فحسب, إنما
مع المجتمع
الدولي حيال
المحكمة الدولية,
اسود الوجه,
مرتبكاً, عاجزاً,
ولم يستطع عبر كل
حيله الخطابية
التي استخدمها ان
يخفي أكاذيبه
بشأن ما جرى
لتسهيل دفع حصة
لبنان من تمويل
المحكمة, لأن
مفاجأة تفضيل
المصلحة السورية
على مصالحه اكبر
من ادراك من
يتخيل نفسه احد
دهاة العصر
العباسي, حاكما
بأمره من جحره
الذي يتوهمه
البيت الابيض
الأميركي او
الكرملين الروسي,
لذلك بان على
حقيقته صغيرا غير
شاطر في الحسابات
السياسية, غير
مدرك بما يهذي من
كلام لاخفاء
هزيمته التي
افتعلها بيديه,
ولا تحتاج الى
تبرير من وزن"لو
كنت أعلم".
لبنان دفع حصته
من تمويل
المحكمة, بموافقة
حسن نصرالله
شخصيا الذي اوفد
ممثله الشخصي الى
من يعنيهم الامر
ليبلغهم اذعان
سيده للتعليمات
الصادرة اليه من
وراء الحدود,
ويبدو ان مسبحة
الاوامر
والتنازلات بدأت
تكر, وبات على
الامين العام
لحزب السلاح الآن
البحث عن حيل
خطابية جديدة
يخرج بها على من
يُدفعون للجلوس
أمامه, ويصدقون
ترهاته, ليبرر
اذعانه عندما
تصدر إليه
الاوامر, او حين
يسقط بيده ويرضخ
مسلِّما المتهمين
الى العدالة
الدولية, حسب ما
تراه دمشق وطهران
يخدم مصالحهما
التي هي اكبر
بكثير من اوهام
نصرالله
والمصفقين له,
فمن وضع مصيره
بيد نظامي دمشق
وطهران, وعمل
مأجورا طوال
سنوات لهما يكون
رأسه اول الرؤوس
التي يحين قطافها
سريعا عند اختلاف
الدول, وهو ربما
ما بدأ يدركه
نصرالله, الذي لم
يوفر حتى سورية
حين تعرض بالنقد
لكل الدول التي
رعت ما سمي في
السابق"تسوية
السين - السين"
هذه التسوية التي
قرأ فيها ساكن
الدهاليز بعين
القرصان ما يراه
لمصلحته, ولم يأت
على ذكر ما كان
مطلوبا منه
تأديته لرفع سيف
العدالة الدولية
المصلت على
رقبته, وكان
مستعدا, وقتذاك,
للتخلي عن سلاحه
ومقاومته فقط
لتأمين افلاته من
العقاب, لكن
العدالة تأبى ان
تحني قامتها
للصفقات
والتسويات, وذهبت
كل احلام نصرالله
أدراج الرياح حين
رفضت مطالبه.
بشر صحَّاف
الضاحية الجنوبية
لبيروت, ربما
بغير علم منه,
الشعب اللبناني
ببدء خريف
تحكُّمه بالقرار
والاستقواء
بالسلاح على بقية
المكونات
السياسية
اللبنانية, وربما
تكون هذه الحسنة
الوحيدة في خطابه
الاخير, إذ إن
هذا الشعب سئم
الاكاذيب التي
يدبجها في كل
إطلالة متلفزة
له, أكان في
حديثه عن حرصه
على السلم الاهلي
الذي مزقه شر
تمزيق في السابع
من مايو عام
2008, او تعاظم
قوته العسكرية
والصاروخية, بل
بدأت الناس تشك
في تلك الصواريخ
التي يبدو انه
سيطلقها من
الامام لتعود
إليه من الخلف.
لن يستطيع غوبلز
زمانه ومن لف لفه
ايقاف عقارب
الساعة, وتغيير
مواقيت المواسم,
فالربيع العربي
الذي بدأ يزهر في
العديد من الدول
العربية لا بد أن
يلفح لبنان,
وعندها لن تكون
خطابات وتلفيقات
وترهات نصرالله
غير خفقات جناح
بوم وضع رأسه تحت
سكين الارتهان
للخارج, وحين
انتهى دوره رمي
في مزبلة
التاريخ.
نعم, أعلن
نصرالله هزيمته
في حربه على
المحكمة الدولية,
واعترف بشرعيتها
ومنذ الآن لم يعد
ينفعه اي نعت
يطلقه عليها في
محاولاته الفرار
من عقابها, بل
إنه بات يسرع
الخطى إلى حتفه
عبر طريق العدالة
الدولية التي
ترسمها المحكمة
لخلاص الشعب
اللبناني من
براثن عصابة حزب
السلاح.
نكرر هنا ما
قالته العرب-
وليس الفرس-
قديماً:
قاتل الله الغرور
بدأ بصاحبه
فقتله!