الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

أحمد الجارالله

اقرأ المزيد...


قرار عربي ضد الطغيان

20111114

الدول رجال لا يصنعون مستقبل أوطانهم فقط, بل يساهمون في صناعة مستقبل أمتهم. وفي اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الاخير كان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم رجل الدولة, بل أحد رجال هذه الأمة الذين لا يرفعون الشعارات للاستهلاك الجماهيري كما يفعل تجار العروبة رافعو شعار المقاومة والممانعة الذي تحت مظلته ارتكبوا المجازر ورموا الناس في غياهب السجون ليستفردوا بالسلطة معاندين الحقيقة والتاريخ كما هي الحال مع النظام السوري المثقل بأحمال الدم والقمع التي قصمت ظهره, ورمته في عزلة عربية ودولية لن تنفع معها بعد اليوم اي مسكنات من قرارات إصلاح بقيت حبرا على صفحات المجازر الجوالة في كل أرجاء سورية.
نعم حمد بن جاسم تحدث بلسان الأمة كلها, وعبر عن قلقنا جميعا على الشعب السوري الذي يخضع يوميا لضريبة الدم والاعتقال التعسفي, ولم تثنه أراجيف مندوب القتلة وكلامه الأجوف وعنتريات اعتدنا عليها من نظام التبعية للفارسي على مدى أربعين عاما, وكانت دائما تدفع بسورية الى الازمات ومهاوي التهلكة. ان موقف حمد بن جاسم ترجم الديبلوماسية الخليجية الرصينة, وهو ما عبر عنه أيضا وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل بدوره في لجنة الجامعة لأنه كان يعمل بوحي من هذه الديبلوماسية التي تتحسس آلام العرب, كل العرب, وتعمل على نصرة المظلوم في وجه الظالم بعيدا من ضجيج الخطب الرنانة والشعارات التي ينفذ من يرفعها عكس معناها.
دول الخليج العربية, وفي مقدمها المملكة العربية السعودية, عملت طوال الفترة الماضية على منع الانهيار العربي وتمتين الجبهة الداخلية في مواجهة المغامرات الشيطانية الايرانية وغيرها من مؤامرات تفتيت المنطقة والاستفراد بكل دولة, وأحبطت بجهد أمني مشترك كل مخططات التخريب التي سعت اليها عصابات الحرس الثوري الايراني, أكان في الكويت او البحرين او قطر التي استطاعت أجهزتها الأمنية اليقظة ان تحبط مخططا شريرا كان يستهدف تفجير جسر الملك فهد, والهجوم على السفارة السعودية في المنامة من خلال اكتشاف خلية من البحرينيين المغرر بهم.
دول"التعاون" ليست جزيرة منفصلة عن بقية العالم العربي, ولا تسعى الى خدمة مصالحها على حساب مصالح بقية العرب, كما يحاول المرجفون تصويرها, بل هي تعمل بوحي من ثوابت عربية غير قابلة للمساومة, وكل أدوارها في لبنان والعراق واليمن وليبيا في المرحلة الماضية كانت تعبر عن ذلك, وهو ما لم يدركه نظام دمشق الذي أخذته العزة بالاثم واستمر في غيه ورهانه على حصان ايراني عجوز تتناتشه الازمات والانهيارات من الداخل والخارج, ولم يسع الى الخلاص الذي فتحت نوافذه الدول العربية وعلى رأسها"مجلس التعاون" في العديد من الفرص التي أهدرها في الاشهر الثمانية الماضية.
أخيرا استطاعت جامعة الدول العربية ان تعبر عن ميثاقها بجدارة, وهو أمر تخيله البعض مستحيلا في لحظة صلف وغرور, لكن حين تيسر لها رجال أمة أسقطت كل الرهانات الواهمة التي لن تجعلها تظاهرات التأييد المصنعة في غرف الاستخبارات والترهيب التي سيرها"شبيحة" النظام البعثي في سورية, رهانات حقيقية ورابحة, فالمستقبل السوري الذي يصنعه دم الابرياء بات محميا بغطاء عربي فاعل وهو بداية لصناعة مستقبل كل الأمة بعد استئصال الورم السرطاني الايراني المزروع في الجسد العربي.
أحمد الجارالله

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها