الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

أحمد الجارالله

اقرأ المزيد...


نصرالله وميقاتي والخازوق!

20111027

سكت حسن نصرالله دهراً وحين تكلم مصادرا قرار الشعوب ومُدخلها تحت عباءة وصايته نطق كفرا لم يسبقه اليه أحد, فكيف لمن لا يلاقي اجماعا حتى في وسطه الطبيعي- حيث زعامته داخل حزبه محل صراع وشك- ان يعتبر شعب البحرين شعبه, أو يلقي على الشعب السوري محاضرات بالعفة والوطنية?

فات الشاطر حسن عندما قال "شعبنا في البحرين", وتحدث عن خيالات وأوهام ليست موجودة الا في ذهنه, ان هذا الشعب ليس تابعا لمستزلم, ولا يرضى ان يكون من عاث فسادا في الارض وهتك كل الاستار متحدثا باسمه, واذا كان يقصد في كلامه هذا ابناء الطائفة الشيعية الكريمة, فهو أضاع الطريق, كما كل مرة, فالشيعة في البحرين عرب اقحاح, لم يتلونوا يوما بلون غير لونهم العربي, أما اولئك الذين أغوتهم الأفعى الايرانية فأكلوا المحرم حين توهموا قدرتهم على الاستيلاء على البحرين, ليسوا اكثر من نفر قليل, ولن يستطيعوا ابدا إلحاق بلاد دلمون بالمشروع الفارسي الذي رهن نصرالله نفسه له, ويحاول مستميتا إلحاق لبنان به لولا مقاومة الشرفاء الذين يتصدون له بشراسة.

وحده التلميذ الكسول لا يتعلم من الدروس السابقة, ولذلك لم يتعلم نصرالله من الدرس البحريني حين قالت الغالبية العظمى من الشعب انها لا تريد لأحد ان يتدخل بشؤون بلدها, ولن يتركها شعبها لقمة سائغة لنفر أعمتهم شهوة العمالة لإيران عن رؤية الحقيقة التي تجلت تمسكا وطنيا بالشرعية الدستورية في مناسبات بحرينية عدة.

نصرالله المسكون بوهم الزعامة المنِّصب نفسه وليا صغيرا للفقيه في لبنان راح في حديثه الأخير الى محطته التلفزيونية يوزع صكوك الوطنية والقومية على الناس, ناسيا انه يمارس بصفاقة قطاع الطرق دور محامي الشيطان, فكل الهذيان الذي ساقه لتبرير تأييده لنظام دمشق في حملته الدموية على شعبه لم تقنع أحدا, بل انها زادت من يقين الناس أنه ليس اكثر من بندقية للايجار, يطلق رصاصها من يدفع أكثر, لكن الشعب السوري الذي كسر كل حواجز الخوف وأعلن ثورته السلمية الشريفة لا بد انه سينتصر على دموية نظام دمشق وعندها سننتظر ماذا سيقول نصرالله, وهل سيعتبر هذه الانتفاضة الشريفة ثورة, أم مؤامرة? بل ان الثورة السورية لا بد لها ان تطلق شرارة الانتفاض الشعبي اللبناني على من يحاول مصادرة قرار بيروت ويومها سنرى من سيحمي نصرالله من غضب الشعب, وفي كل هذا ان اكثر من نرثي لحاله هو رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الذي لم يعرف بعد على أي خازوق أجلسه نصرالله وزبانيته, حين انقلبوا على الاكثرية النيابية والشعبية ونصبوه بقوة ارهاب السلاح رئيسا لحكومة وظيفتها الوحيدة ان تزيد من تعقيد الأزمة اللبنانية بجر البلد الى عزلة دولية جراء مناطحة المجتمع الدولي بموضوع المحكمة الدولية.

ما يثير السخرية في كلام نصرالله حديثه عن افلاس الولايات المتحدة الاميركية التي تستحوذ على ربع الاقتصاد العالمي, ويبلغ ناتجها القومي نحو 15 تريليون دولار, وميزانيتها نحو 3.7 تريليون دولار وبالتالي فهي ليست عاجزة عن شن حرب اذا أرادت, وبخاصة ضد ايران, بل ان هذه الأخيرة ليست بحاجة للحرب للقضاء على بقايا التاريخ المظلم لأن الشعب الايراني الذي ينتفض منذ سنوات ويدق في كل يوم مسمارا جديدا في نعش نظام الملالي كفيل باخراج بلاده من دهليز التخلف والقمع الذي فرضه عليه نظام الاحافير الديناصورية.

لاشك أن العيش في الجحور جعل حسن نصرالله يغرق في هذيانات احلام اليقظة, فأصيب بقصر نظر لم يعد يرى فيه اكثر من أرنبة انفه, وربما يكون بحاجة الى الكي دواء ليصحو من أحلامه تلك رغم اننا لا نريده ان يصحو ابدا.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها