الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

أحمد الجارالله

 

اقرأ المزيد...


 نصرالله... من الاختراق إلى التقية

20111018

بدأت شمس امبراطورية الرعب التي شيدها حسن نصرالله وحزبه بالغروب مع انطلاق أول تظاهرة احتجاج في طهران قبل عامين, وازداد ترنحها مع اندلاع الانتفاضة السورية المطالبة باسقاط نظام دمشق, وصدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه, وانكشفت حقيقة من ادعى المقاومة والممانعة, ونعت نفسه وأنصاره باشرف الناس, إنه ليس أكثر من قاتل مأجور لا يتوانى عن ارتكاب أبشع الخطايا خدمة لمشغليه في طهران ودمشق.
الخيبات المتتالية التي تصاب بها ايران تجعل كل من ارتبط بها وراهن عليها طوال السنوات الماضية يتيما مرميا في عراء النبذ من جميع العرب, فالشعوب العربية لم تعد تقبض الشعارات التي تطلقها جماعات ايران في العالم العربي عن المقاومة ومقارعة العدو الاسرائيلي, وان السلاح وجد لمواجهة اسرائيل, فيما هو يستخدم في شوارع المدن السورية واستعمل قبل ذلك في لبنان لقتل الابرياء وحصد المتظاهرين, في محاولة فشلت منذ بدايتها لمنع الناس من المطالبة بالحقوق التي سلبت منهم طوال عقود, تحت راية رص الصفوف للمواجهة الكبرى مع اسرائيل, هذه المواجهة, التي لم تحن ابدا, جعلت اسرائيل تحول الجولان منطقة سياحية ينعم فيها الاسرائيليون قبل غيرهم بالامان والعائد الاستثماري الجيد, فيما ثروات سورية وايران تذهب الى النظامين و»حزب الله«.
الان اقفلت الدائرة حول نصرالله وجماعته, بعد ان قالت له طهران إنها لم تعد قادرة على دفع موازنة حزبه, جراء الازمات الخانقة التي تعانيها ومحاولاتها المستميتة في تعويم نظام بشار الاسد اقتصاديا وماليا, وبدأت منابع "المال النظيف" تشح مع تشديد الخناق على شبكات تهريب المخدرات وغسل الاموال المنتشرة في بعض دول اميركا اللاتينية التي كان يعتمد عليها"حزب الله", ومع هذا الشح اخذت الابواق المأجورة التي وظفها لخدمة مشروعه تبتعد عنه رويدا رويدا, وبالتالي لم يعد امام من نصب نفسه وليا صغيرا للفقيه في لبنان يأمر وينهي, ويشكل الحكومات ويقيلها متى ما اراد, الا البحث عمن يساعده على حفظ رأسه, ربما في منفى تحت اسم مستعار, لكن الهروب بهذه الطريقة لا يبقيه بعيدا الى الابد عن ايدي العدالة الدولية, ولذلك على حسن نصرالله الذي حول حزبه الى مؤسسة عائلية على شاكلة الانظمة التي تحميه, ان يستسلم للامر الواقع ويقبل حقيقة ان دوره انتهى, وان طهران غسلت يدها منه بعد ان خسرت نظام دمشق, وربما لهذا السبب يمارس التقية السياسية حاليا حتى لا يقع ¯ ككل مرة ¯ في شر اعماله التي هي بالاساس شر لا يطاق, لكن كل ذلك لن ينفع نصرالله الذي كشفت التقارير ان حجم اختراق الاستخبارات الاسرائيلية لحزبه حوله غربالا ليس فيه اي مجال او مكان لاخفاء سر او احد, ما يحتم عليه إدراك ان البقاء في الدهاليز لن يستمر الى الأبد وطوق النجاة الوحيد له من القتل هو ان يسلم نفسه للعدالة الدولية, اذ ربما عندها تحميه الزنزانة من الاغتيال.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها