الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...


 الشاطر حسن يتحسس رقبته

07/09/2011

لا شك أن حسن نصرالله تحسس رقبته حين شاهد اللافتات التي رفعها المتظاهرون السوريون وتوعدوا فيها بالاقتصاص منه, وأدرك أن نهاية النظام, الذي جعله في مصاف القداسة, قد أزفت ما يعني نهايته هو أيضاً, لذلك بدأ تغيير لهجته وأقر, ولو بخجل, بحق الشعب السوري في الإصلاح, تماماً كما فعل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ووزير خارجيته علي أكبر صالحي حين لمست القيادة الإيرانية أنها في الطريق لخسارة ورقة دمشق.
لم يعد نصرالله ذاك القائد الذي يثير حماسة جماهيره, بل أصبح مجرد ظاهرة صوتية تثقل كاهل اللبنانيين عامة, والشيعة خاصة, بالكثير من التبعات التي لا قبل لهم بها, وهو أمر ربما يكون تيقنه زعيم "حزب السلاح" في الاحتفالات التي أقامها أخيراً حزبه, واقتصرت على المحازبين بينما الناس انفضت عنها وعنه بعد أن رأت كيف مجد "قائد المقاومة" قتلة الأطفال في سورية, وجعل من اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه أنصاف آلهة ممنوع المس بهم.
وليس غريباً أن نصرالله في هذا الشأن لا يختلف عن غيره, إذ عندما حشر في زاوية كشف عن وجهه الحقيقي كانتهازي يستخدم شعارات المقاومة والإسلام والممانعة لتحقيق مكاسب له ولمحازبيه الذين تحولوا أباطرة مال على حساب الشعب اللبناني وآلامه, وارتكبوا الجرائم الموصوفة بكل دم بارد, من دون أن يدركوا أن لكل أمر نهاية ونهايتهم تكتبها عذابات الناس, ولذلك ربما يكون مدعي "النصر الإلهي" الآن يبحث عن مكان يهرب إليه, وهو في ذلك لا شك يتمعن ملياً في هروب معمر القذافي من غضبة الشعب الليبي, وكيف تحول ملك ملوك أفريقيا إلى فار من وجه العدالة الشعبية والدولية, وللمفارقة أن الاثنين سول لهما جنون العظمة أن يريا في نفسيهما زعامة أبدية غير قابلة للتأويل, لذلك ارتكبا من المحرمات والموبقات ما لم يرتكبه غيرهما في التاريخ الحديث.
ما فات نصرالله في إطلالاته الأخيرة, حين كان يدبج خطب المديح بنظام دمشق, ان هذا النظام ارتكب في الماضي الكثير من المجازر ضد اللبنانيين, لاسيما الشيعة منهم, ولذلك لن يستطيع الشاطر حسن أن يقنع هؤلاء عندما يتحدث عن الدعم السوري للمقاومة, فكيف لمن ذاق أبشع صنوف التعذيب في أقبية الاستخبارات السورية في عنجر وال¯"بوريفاج" وخلدة والأولي, ولايزال حتى اليوم يبحث عن فلذات أكباده المجهولي المصير في سجون النظام السوري أن يقنعه مجرد قول مرسل عن فضل للجلاد في مناصرته?
ما بات على اللبنانيين معرفته هو أن زمن الوصاية عليهم انقضى, ومع الربيع العربي بدأ خريف "التشبيح" السياسي الذي مارسه على الدولة والشعب كل من نصرالله وميشال عون, وأصبحا الآن أضعف بكثير من أي وقت مضى, ولذلك على هذا الشعب الذي صبر على ظلم ذوي القربى طويلا أن يكسر حاجز الخوف ويخرج مطالبا بإعادة الأمور الى نصابها الصحيح, وإحقاق الحق, وبهذا يكون من نافلة القول أن لبنان بحاجة ماسة إلى حكومة فاعلة وقادرة على حمايته من مغامرات تلك الجماعة المأجورة التي ارتكبت الخطايا لخدمة دول إرهابية مارقة, وليس حكومة يحركها "حزب الله" وتعادي المجتمع الدولي تلبية لرغبات محور طهران - دمشق الذي بات أكثر عزلة بعد أن أخذت نار الثورة السورية بتلابيب النظام وأركانه.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها