الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...


سورية المجزرة... صمت عربي مخجل

18/06/2011

المجازر الجوالة التي ترتكبها قوات نظام دمشق و"شبيحته" دخلت شهرها الرابع, ولم نسمع صوتا عربيا رسميا يدينها او يطلب وقفها على الاقل, فيما الدول الكبرى تدور في حلقة مفرغة من التصريحات الشفوية من دون ان ترمي طوق نجاة حقيقيا الى المضطهدين السوريين ما يزيد من معاناتهم, أكان قتلا او اعتقالا او تهجيرا الى بعض الدول المجاورة.

الموقفان العربي والدولي مما يحصل في سورية يثيران الغرابة مقارنة بحيثية التعامل مع النظام المصري السابق الذي رغم كل ما قيل ويقال عنه اليوم, كان أكثر ديمقراطية وانفتاحا وعدالة من نظام دمشق, ومع ذلك فما كاد اعتصام المتظاهرين في ميدان التحرير يدخل أسبوعه الثاني حتى تسارعت المواقف الغربية ضد الرئيس حسني مبارك, بل طالبه الرئيس الاميركي بالتنحي فورا عن سدة الرئاسة, وقال مقولته الشهيرة "الآن تعني الآن"(Now means NOW), فيما لم يقلها أوباما للرئيس الاسد, ولا قالها له اي رئيس غربي او عربي رغم كل المشاهد المروعة التي تنشرها وسائل الاعلام عما يجري في المدن السورية.

ليس مقبولا, بعد الآن, ادارة الظهر لنظام يصرف آلته الحربية عن مواجهة العدو, الى الفتك بالناس العزل الذين تحملوا "ممانعته" الخادعة طوال 40 عاما, كما لم يعد مقبولا انتظار اصلاحات وعد بها غير مرة الرئيس السوري طوال سنوات حكمه العشر من دون ان يترجم أيا منها على أرض الواقع, بل كان يمعن مع كل وعد في زيادة وتيرة الاعتقالات والقتل والتهجير, ويطور أدواته القمعية الى حد محاصرة القرى والمدن واجتياحها بالدبابات وحصد سكانها برشاشات المروحيات, فهل ستنتظر الامم المتحدة حتى يجهز هذا النظام على شعبه كله لتتحرك وتوقف هذه المأساة?

مخجل حقا ان يقع العالم في فخ المماطلة, بينما الدماء تراق بجنون, والمخجل أكثر ان يعيد فتح الابواب أمام هذا النظام, بعد ان شلت تهديدات بعض الدول الراعية للديكتاتورية الحركة الديبلوماسية العالمية التي كانت على مشارف إصدار قرارات دولية حازمة وتراجعت الى قرارات شكلية, وبعدها للاسف خضعت للابتزاز الروسي- الصيني - الايراني ولتكتفي بالمراقبة لا أكثر.

أليس مخزيا ان تستقبل بعض العواصم,التي كانت لأيام خلت تتهم الـ"شبيحة" بارتكاب الفظائع, موفدي دمشق لسماع وجهة نظر النظام القائمة على التدليس والافتراء, ما يبعث على الخوف من صفقة تعقد خلف الابواب المغلقة, على حساب الدماء السورية?

ثم ألا يمنح الارتباك العالمي الانظمة الارهابية القوة على التحدي والمزيد من الابتزاز, وربما جعل العالم كله حقلا لعملياتها الارهابية انتقاما مما أصابها, وفرضا لموقفها بقوة الترويع?

اذا كانت الدول تخضع للعبة حسابات مصالحها, فلا يعني ذلك ان تقع الجامعة العربية في المحظور الذي فيه قد تكتب بيان نعيها حين لا تحرك ساكنا إزاء ما يحصل في سورية, لأنها بذلك تثبت عدم قدرتها على التوحد في موقف حازم تنحاز فيه الى جانب الشعب ضد مجازر نظام دمشق, وما يجب ان تفهمه هذه المؤسسة الهرمة ان عدم تعليق عضوية سورية كما جرى مع النظام الليبي, لن تعفيها من محاسبة الشعوب مستقبلا التي ستكون وحدها صاحبة القرار في صياغة مستقبل علاقات دولها مع المؤسسات العربية ومع العالم أجمع, كل هذا يفرض علينا كعرب ان نعيد النظر في هذه الجامعة التي ما ان تخرج من فشل حتى تقع بآخر, فتبقى أسيرة أنظمة الابتزاز الديكتاتورية التي تستبيح كل المحرمات في سبيل مصالحها.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها