اقرأ المزيد...
الطفولة
الشهيدة عنوان الفجر السوري
06/06/2011
ما
عادت تنفع عمليات التجميل التي يجريها نظام دمشق لوجهه عشية كل يوم
جمعة... لا مراسيم العفو عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي
بعدما شاخوا او ماتوا في اقبية التعذيب والمنافي, ولا الوعود
بانشاء لجان لصياغة قانون جديد للاحزاب, او اطلاق حرية التعبير,
وتنظيم الاعلام او الاعداد لحوار وطني(من سيحاور من بعدما اصبحت
البندقية لسان حال النظام?)... لقد اسقطت مجازر "شبيحة" اجهزة
الامن كل الاقنعة التي جهد نظام العسكر طوال العقود الماضية في
المحافظة عليها لاخفاء قبح ودموية نهجه القمعي, وبعد استشهاد 30
طفلا كان عنوانهم حمزة الخطيب الذي لم تكتف اجهزة الامن بقتله,بل
مثلت بجثته ايضا امعانا منها بالمضي قدما في طريق الدم للرد على
مطالبات الحرية والاصلاح الشعبية.
ليس غريبا ان تصنع الانظمة الديكتاتورية نهايتها بيدها, لانها لا
تعرف الا لغة العنف وسيلة تحاور بها شعبها, ولذلك يستنسخ النظام
السوري في كل مدينة وقرية يوميا عشرات من محمد البوعزيزي التونسي
من دون ان يدري, ليزيد من سرعة انهياره بكل رصاصة يطلقها عسكره
ورجال امنه.
كل يوم يسقط العسكر القتلة مقولة المؤامرة التي اطنبت اجهزة
الاعلام السورية بالحديث عنها منذ اليوم الاول للانتفاضة الشعبية
السلمية حين جعلت الدم يسيل في الشوارع وغاب عنها ان الدم يستسقي
الدم, بل غاب عن بال النظام انه يحمل ارثا ثقيلا من الدماء الحرام
التي لم تخمد نارها طوال 30 عاما والتي سالت في مجازر حماة
المرتكبة في الثمانينات من القرن الماضي حين قتل اكثر من عشرين الف
نسمة, واختفى الالاف الذين لم يعرف مصيرهم حتى اليوم, ولا ندري اذا
كان العفو العام الاخير سيكشف مصير بعض هؤلاء?
لقد فات النظام ان الشعب السوري لم يعد يقبل بفتات يقدم له, كمرسوم
العفو هذا, لانه عرف طريقه الى الحرية, وسقطت اسطورة الترعيب
الاستخباراتية التي لم تكن قوية الا على الابرياء والناس, وفشلت
حتى في حماية اقرب المقربين الى رئيس الجمهورية ومنهم مستشاره
العسكري محمد سليمان, كما ان اهالي شهداء الانتفاضة لن تقنعهم
البيانات الرسمية لتدبيج روايات مزعومة عن قتل الاطفال والتمثيل
بجثثهم, لان شمس الحقيقة لا يمكن اخفاؤها بغربال كلام معسول كتب
بحبر دموع تماسيح تقتل وتتلذذ بتعذيب ضحاياها, بل هو مطالب من شعبه
الان, اكثر من المجتمع الدولي, بإعلان توبته التي يكون اقلها رحيله
وانهاء دهر العذاب والقمع والفساد الذي نخر كل سورية.
ما يشاهده العالم من جرائم ترتكب بدم بارد ضد الابرياء العزل يعني
ان هذا النظام لا يزال اسير الماضي, ولا يفهم الا لغة القتل
والقمع, ما يهدم كل ما قيل ويقال وسيقال عن سعي الى الاصلاح وانهاء
عهد المجازر, فالعالم بات اصغر من قرية بلا جدران, واصبحت مؤسسات
حقوق الانسان والدول الديمقراطية اكثر قدرة على ممارسة الضغط على
الانظمة الدموية التي لا تتورع عن ارتكاب المجازر ضد شعبها من اجل
الحفاظ على امساكها بالسلطة,اي ان هذا العالم لم يعد يصغي الى ما
تقوله الأبواق الاعلامية الرسمية للانظمة, بل ان الحقيقة لم تعد
حكرا على احد, وهذا ما لا يستوعبه القتلة, لانهم مصابون بالصمم لا
يسمعون صرخات ضحاياهم, ولا يرون ما ترتكبه ايديهم.
اقفل النظام السوري الدائرة على نفسه, وبات كل اركانه يتحملون
مسؤولية كل صرخة معذب, او نقطة دم بريء تهدر في الشوارع, واحرق سفن
الانقاذ خلفه وغرق طوعا في بحر من الدماء, ما يعني ان المسألة لم
تعد اكثر من اسابيع قليلة قبل ان يعلن بنفسه اعلان وفاته.
|