الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...


عالم عربي كله شوائب

2006 الثلائاء 18 يوليو

كان يمكن لرئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة ان يكون اكثر صراحة ويتحدث عن كل شيء بلا تحفظ, وان يسمي الاشياء باسمائها, وان يقول ان مغامرات المغامرين هي التي حولت البلد الجميل الى بلد منكوب يستوجب البكاء عليه.. كان يمكن للسنيورة ان يكون صريحا بعد ان طفح الكيل, ولم تعد الامور تحتمل او تكون مقبولة بعد ان تورم »حزب الله« واصبح دولة داخل الدولة اللبنانية وشعبا آخر داخل الشعب اللبناني.

حسن نصرالله ورط لبنان والعالم العربي بمغامراته, واجبر الامة على الخضوع لظروف لا تخدمها, وعرضها الى المخاطر في سبيل تلبية اوامر خارجية تعطيه ما يتوجب عليه عمله, وما يجب عليه أن يخدمه من سياسات لا صلة لها بمصالح لبنان والعرب.

وبازاء هذا الوضع الشاذ لم يعد السكوت ممكنا, وتصبح الصراحة واجبة, وكذلك الشفافية.. كان يجب على السنيورة ان يقول ان نصرالله ورط لبنان كما فعل صدام حسين من قبل حين ورط العراق باستعراضاته الواهمة, وبتهديداته الفارغة, وبتلويحه بجيوش تبدأ في بغداد وتنتهي في تل ابيب , وكانت النتيجة ان تدمر العراق كله, واصبح خاضعا للاحتلال ويدفع من سنوات افواج الضحايا على مذابح المذهبيات والعرقيات, والارادات الوطنية المتناحرة, الذي فعل كل ذلك بالعراق شخص واحد, وكذلك ما فعله بلبنان شخص واحد مأخوذ بالعنتريات والاستعراضات وادعاء قوة ليست فيه ولا يملك حتى مقوماتها.

لقد ارتكب نصرالله الحساب الخطأ والفاشل مثل صدام حسين, وحسب انه سيخطف جنديين اسرائيليين وتنحصر العملية بحادث الخطف وبالشروط التي وضعها لاطلاقهما وهي التفاوض غير المباشر مع اسرائيل ومبادلتهما باسيرين لبنانيين, وينتهي الامر عند هذا الحد الذي يرفع من معنوياته ويزيد من شعبويته, ويشبع نزوعه الواهم لان يكون دولة في بطن الدولة اللبنانية, ويده فوق يدها. لقد القى نصرالله نفسه والقى معه شعبه الى التهلكة وهو يعلم ان هذا التصرف قد نهى عنه الله سبحانه وتعالى حين قال» لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة«.

ان مثل هذه الافعال الطائشة وغير المحسوبة, والتي ارتكبها اخرون قبل نصرالله على صعيد العمل الفلسطيني اساءت كثيرا لعلاقاتنا ولتحالفاتنا مع العالم, والتي انتهت الى الريبة, وعدم الثقة. وتأتي فوق هذه الافعال المدانة سلوكيات بعض زعاماتنا العربية التي تقدم كل واحدة منها برنامجا في العلن تضحك به على الناس, ومحشو بكلمات النضال والمقاومة والصمود والتصدي, وفي السر تمارس ابشع انواع الفساد وافظع الموبقات. شاهدنا صدام حسين كيف كان يقدم نفسه في العلن بشكل مزيف, بينما في السر كان يبني القصور الفارهة, وكان ينفق بجنون من اموال الشعب العراقي على ترفه الشخصي وترف ابنائه. وآخرون غير صدام زينوا وجوههم ببراقع النضال والقومجية ورأيناهم يسطون على اموال شعوبهم ويهربونها الى الخارج, ويستمرون في الحديث عن المواقف القومية وعن الاحلام التي تراودهم حين يركبون الطائرات.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها