اقرأ المزيد...
أعطوا المسيحي فرص عمل متكافئة وخذوا منه بيع الخمور
كان المسيحيون وبأعتراف التاريخ الأسلامي الصريح منذ الفتح الأسلامي ولحد
اليوم معروفين بالتوجه العلمي والثقافي وكانوا هم الأطباء المعتمدين لدى
الخلفاء ودواوين الدولة والكتبة والمترجمون الذين نقلوا العلوم اليونانية
الى اللغة العربية ولم تكن أية دار خلافة أو وزارة قادرة على الأستغناء من
خدماتهم وكانو هم أصحاب المدارس والمستشفيات ولا زال الكثير من أسمائهم
يتردد لحد الآن.
كانت الثقة عالية بهم ويشتهرون بأمانتهم ومحافظتهم على كل ما يؤتمنون عليه
ولا يذكر التاريخ ألا ما ندر أن أحدهم خان تلك الأمانة التي هي من صفاتهم
ومن صلب عقيدتهم التي تحتم عليهم أعطاء ما لله لله وما لقيصر لقيصر وتحرم
عليهم أستغلال ما ليس لهم ولذلك أعتمد عليهم أكثرية الخلفاء من بني العباس
في تسيير الأمور الأدارية التي أجادوا فيها مما جعلهم موضع حسد ومنافسة
من قبل الآخرين وقد أخذت مواقعهم تلك تضعف تدريجيا مع تقادم الزمن وبحسب
قوة الضغط الذي كان يسلط على المسؤولين الكبار في الحكم ضدهم.
لقد تقلصت سبل العيش لمن تمكن منهم جراء المضايقات ودفع الجزية من
المحافظة على دينه وبعد فقدان مراكزهم وأراضيهم الزراعية التي أنتقلت الى
يد مواطنيهم المسلمين ولصعوبة توفير لقمة العيش للكثيرين منهم فقد أضطروا
الى ممارسة بعض الأعمال الهابطة التي لم تكن ضمن توجهاتهم كما هي الحال في
الوقت الحاضر مثل ممارسة تجارة بيع الخمور التي حوربوا سابقا ويحاربون
حاليا بسببها والممنوعة رسميا على المسلمين الذين رغم المنع ينافسون
المسيحيين في تعاطيها.
الميسحي بشكل عام كما يعلم الجميع مسالم وجدي ومثابر في أعماله وأمين في
أداء مهامه وسلس في تعامله مع الآخرين وبالرغم من تهمة تعاطيه للمشروبات
الكحولية ألا أنه وأن تعاطاها البعض منهم فأن ذلك يكون بنسبة معقولة مقارنة
مع متعاطيها من المسلمين الذين وعلى قاعدة كل ممنوع متبوع يتعاطونها لحد
الثمالة كلما توفرت لهم ولا يخفى على القارئ الكريم بأن الدين المسيحي
وبالعكس عما هو مشاع عنه فأنه يحرم تعاطي الكحول ولا يسمح ألا بأستعمالات
محدودة وبكميات بسيطة كأن تكون علاجا لآلام المعدة وغيرها ومن خالف القاعدة
فهو حر لأنه لا يوجد فرض في التعاليم المسيحية.
كمبدأ عام وأستنادا الى كل القوانين المدنية وحقوق الأنسان المعاصرة فأن كل
شخص حر في تفكيره وتقرير مبادئه وأعتناق عقيدته وله حرية التعبير عن آرائه
والدين الأسلامي ربما هو الوحيد الذي شذ عن هذه القاعدة حيث يفرض الصوم
والصلاة والعبادات على منتسبيه وغيرهم من الأديان الأخرى كما هي الحال في
صوم رمضان وأن كان هذا الفرض مقبولا قبل ما يزيد عن 1400 سنة فأني واثق بأن
الكثيرين لا يتقبلونه الآن الأمر الذي يدفعهم الى النفور والأبتعاد عن
التدين أكثر من تقربهم أليه.
وعودة الى العنوان فأني أرجو أن يمنح المسيحي فرصة متكافئة مع أخيه المسلم
في التعيين في الوظائف العامة وفي مراتب الجيش والشرطة وفسح المجال أمامه
في وسائل العيش الأخرى بحرية سواء كانت مهنية أو تجارية وعندها أقول لكم
هنيئا لكل من يقدم على بيع الخمور وتعاطيها لأنه سوف لن يكون هناك مسيحي
واحد يعمل في هذا الحقل الذي أتبعه البعض منهم مضطرا كما قلنا وسنلاحظ
حينئذ الشفافية والأنفتاح في أعمال الدوائر الحكومية وانحسار حالات الفساد
المالي الشائع حاليا مثل تعاطي الرشوة وغيرها من الأعمال المرفوضة.
هذا نداء أوجهه الى كل مسؤول في الدولة العراقية ولا أبغي من ورائه غير
المصلحة العامة وليست له أية علاقة أو تحيز بسبب أنتمائي الديني علما بأني
قد أمضيت جل أيام عمري في الخدمة العامة وألاحظ الفارق الكبير والتراجع
الوظيفي الحاصل في مجمل دوائر الدولة رغم بعد المسافة التي تفصلني عن البلد
لأني أعيش في المهجر وكلي أمل بأن يأتي اليوم الذي تعود فيه المياه الى
مجاريها ويتمكن كل مهاجر عراقي من الرجوع الى وطن أجداده ليعيش فيه بأمان.
Abdulahad_Paulos |