بيروت - "السياسة" والوكالات:
حذر الامين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصرالله, أمس, من الرهان
على المتغيرات الإقليمية لنزع سلاح حزبه, مؤكداً الاستمرار في
التسلح والجهوزية لمواجهة إسرائيل أكثر من أي يوم مضى.
ورغم تكرار تأييده الثورات العربية في جميع الدول, جدد دعمه النظام
السوري, معتبراً أن "المجلس الوطني" المعارض يخدم مصالح الولايات
المتحدة واسرائيل.
وجاءت مواقف نصر الله في خطاب ألقاه عبر شاشة ضخمة في ملعب الراية
بالضاحية الجنوبية لبيروت,
في ختام مسيرة إحياء لذكرى عاشوراء, بعد
لحظات على ظهوره علناً وسط الحشود, للمرة الأولى منذ العام 2008.
ففي نهاية المسيرة, فاجأ نصر الله مناصريه بظهوره علناً, وشق طريقه
محاطاً بجيش من المرافقين المتوترين وسط الجموع, فيما اشتعلت
الحشود الشعبية بالهتاف, وحصل تدافع وحاول الكثيرون الاقتراب منه
ولمسه, فيما كان هو يرفع يده بالتحية.
ثم اعتلى المنصة لدقائق واعلن انه اراد المشاركة في "تجديد العهد
والبيعة للحسين", طالباً من الجميع عدم المغادرة وانتظاره ليعود
ويطل عبر الشاشة.
وفي كلام يبدو موجهاً إلى خصوم حزبه المصرين على حصر السلاح بيد
الدولة دون غيرها, قال نصر الله "نتمسك بمقاومتنا وسلاح المقاومة,
ونحن يوماً بعد يوم نزداد عدداً, ويصبح تدريبنا احسن وافضل ونزداد
ثقة بالمستقبل ونزداد تسليحا", مضيفاً انه في مقابل "كل سلاح يصدأ
نأتي بسلاح جديد".
ووجه "رسالة حاسمة ونهائية الى كل الذين يتآمرون وينتظرون متغيرات"
في المنطقة, مفادها ان "المقاومة بسلاحها وعقلها وحضورها ومجاهديها
ستبقى وتستمر ولن تتمكن منها كل مؤامراتكم".
واضاف "نحن عشرات الآلاف من المقاتلين المجاهدين المدربين
المستعدين للشهادة, نحن قوة ما زال يجهلها العدو وستفاجأ كل عدو من
خلال إبداعنا القوي في أي ساحة مواجهة".
ولفت في كلام نصرالله توقفه عند امكان تنظيم السلاح الخفيف في
الداخل اللبناني اي "الكلاشنيكوف والمسدس والار بي جي", بحسب قوله,
"الموجودة عند كل اللبنانيين من احزاب وعائلات وعشائر", لأن هذا
النوع من السلاح في رأيه هو الذي يستخدم "لدى حصول مشكلات داخلية".
وقال في هذا الإطار: "فلنكن واقعيين: ماذا يؤدي الى الفتنة
الداخلية? هي اسلحة مثل الكلاشنيكوف او المسدس او ال¯"آر بي جي" او
القنبلة, ولكن كل اللبنانيين لديهم هذه الاسلحة, فهل رأيتم صواريخ
"رعد" أو "زلزال" أو "حيفا" أو "ما بعد بعد حيفا" تستخدم في فتنة?
أو صواريخ رعد وزلزال وخيبر? من يريد ان ينزع او يفكر ان ينزع
صاروخ الزلزال هذا يريد ان يقدم خدمة جليلة لإسرائيل, يعني ما عجزت
اسرائيل عن فعله يريد ان يحققه البعض من خلال الحوار, وأنا أقول
لكم ان هذا الامر لن يتحقق ولن يحصل".
وفي الموضوع السوري, انتقد نصر الله المعارضة السورية, مجددا دعمه
نظام الأسد.
وقال "منذ اللحظة الاولى, موقفنا واضح قلنا نحن مع الاصلاح في
سورية ونقف الى جانب نظام مقاوم", مضيفاً ان "ما يسمى بالمجلس
الوطني السوري الذي تشكل في اسطنبول وبعض الدول العربية والغربية
تعتبره محاورا رسمياً" يقدم بمواقفه "أوراق اعتماد للاميركي
والاسرائيلي".
واشار الى ان ما نقل عن رئيس المجلس برهان غليون قبل ايام من ان
المعارضة "ستقطع علاقاتها مع ايران وحزب الله وحركة حماس" في حال
وصولها الى السلطة, معتبراً انها "أوراق اعتماد للاميركي
والاسرائيلي, لأن عدو حزب الله هو صديق اميركا واسرائيل".
وبعد أن اشار إلى كلام نقل عن مسؤول في "تنظيم اسلامي" سوري, يرجح
أنه "الاخوان", مفاده ان الثوار السوريين سينتقلون إلى لبنان
للتخلص من "حزب الله" بعد إسقاط الأسد, قال نصر الله "نحن ندعو الى
الحوار في سورية وإدارة الأمور في هدوء, وأبشر كل هؤلاء الذين
يهددون من وراء البحار انه أتت بوارج وسفن من وراء البحار ودُمرت
عند شواطئ بيروت".
وفي تجاهل مطلق للتظاهرات الشعبية التي تعم سورية يومياً, منذ تسعة
أشهر, للمطالبة بالديمقراطية والحرية, اعتبر نصر الله أنَّ "الموضوع
الأساسي استهداف حركات المقاومة في المنطقة, فالمطلوب في سورية ليس
اصلاحاً بل المطلوب نظام خيانة عربي".
وفي سياق حديثه عن الأوضاع في المنطقة, حمل نصرالله بعنف على
الولايات المتحدة, قائلاً "ان التهديد الحقيقي لهذه الامة بكل
شعوبها وحكوماتها هو المشروع الاميركي الاسرائيلي والادارة
الاميركية أياً كان رئيسها, والعدو الذي ينتهك المقدسات ويعتدي على
شعوب هذه المنطقة".
واضاف ان "الاميركيين حاولوا خلال هذا العام الظهور وكأنهم مدافعون
عن حقوق الانسان والديمقراطية في العالم العربي, هؤلاء المنافقون
الدجالون المعروفون بدعمهم لكل الديكتاتوريات التي انهارت عسكرياً
وأمنياً, ثم تبرأوا منها عندما انهارت", مشيراً إلى أن "هذا هو طبع
الشيطان".
وأكد أن الأميركيين ينسحبون من العراق وهم "مهزومون" نتيجة ضربات "المقاومة
البطلة وصمود الشعب العراقي".