اقرأ المزيد...
02/10/2011
كبديل عن تكرار الغرب النموذج الليبي
ضد نظام دمشق
المعارضة السورية تعول على انشقاقات
كبيرة ونوعية في جيش الأسد
لندن - كتب حميد
غريافي:
تعقد المعارضات السورية الخارجية
والداخلية آمالاً عريضة على اتساع حلقة الانشقاق عن الجيش الذي يقاتل
به نظام بشار الأسد ثوار الشوارع والمدن والقرى, بعدما بلغ عدد الضباط
والجنود المنشقين منذ بدء الثورة منتصف مارس الماضي, حتى نهاية سبتمبر,
أكثر من 4500 عسكري يتوزعون على مختلف المحافظات السورية, سيما محافظات
الساحل الشمالي المتاخمة للحدود التركية, ومحافظات الشرق على الحدود مع
العراق, فيما قمعت عمليات الانشقاق العسكرية التي كانت بدأت أصلا على
الحدود اللبنانية, في مهدها, خوفا من انفلات تلك الحدود أمام تهريب
السلاح والعناصر المقاتلة من لبنان كما هو الحال الآن.
وتوقع أحد قادة المعارضة السورية في باريس, أمس, أن تشهد الأسابيع
القليلة المقبلة انشقاق فرق عسكرية بكاملها, خصوصا في مناطق حمص وحماة
واللاذقية ومناطق الحدود مع تركيا وفي دير الزور والقامشلي والمناطق
المحاذية للمتواجدين العراقيين الكبيرين, الكردي والسني في جنوب العراق,
مؤكدا "أن العمل الآن قائم على قدم وساق لإقناع ضباط كبار في أحد
الألوية المهمة مازالوا مترددين قليلاً للانشقاق بكامل لوائهم البالغ
حوالي 3000 جندي وضابط والسيطرة على إحدى المدن السورية المهمة,
وتحويلها إلى "بنغازي ليبية أخرى", كمنطلق لوحدات الجيش المنشق بقيادة
"الجيش السوري الحر" الذي يبدو ان معظم الأسلحة والذخائر والعتاد التي
يجري تهريبها عبر لبنان وتركيا والأردن والعراق وحتى إسرائيل, تذهب
إليه من دول إقليمية وأجنبية عبر طرقات التهريب التي كان نظام الاسد
نفسه يستخدمها بالعكس لتسليح ارهابي وعملائه لتخريب تلك الدول".
وقال المعارض السوري ل¯"السياسة" في العاصمة الفرنسية, إن "قادة
المعارضة والثوار السوريين في الداخل والخارج تمكنوا اخيراً من فتح
جبهة الهاء لجيش النظام وأجهزة امنه عندما ضاعفوا جهودهم لعمليات
انشقاق عسكرية وأمنية متزايدة, حيث استدارت قوات الأسد وشقيقه ماهر,
وحزبه, لمطاردة وقمع آلاف المنشقين, خشية تكرار الوضع الليبي او حتى
الوضع المصري الذي وقف فيه الجيش في البداية على الحياد, ثم انتقل الى
مساندة الثوار وساهم بقوة في انجاح الثورة وتنحي حسني مبارك, وهذا ما
ساعد على تخفيف الضغوط العسكرية على المتظاهرين بعض الشيء".
وأكد المعارض ان قيادة ماهر الأسد "نشرت لواءين من القوات الخاصة
والعلوية على الحدود العراقية في محافظة دير الزور وعلى الحدود التركية
في منطقة جسر الشغور والقرى المحيطة بها, لقمع انشقاقين عسكريين خطيرين
بلغ عدد افراد الأول منها في الشرق اكثر من 800 ضابط وجندي وعدد أفراد
الآخر 1200 جندي وضابط خوفا من ان يتمكن هذان الانشقاقان من احتلال مدن
او مناطق على الحدودين وفتحهما مع العراق وتركيا, فيما ارسل الى الحدود
اللبنانية الشمالية قبالة حمص السورية ومناطق عكار اللبنانية ثلاث فرق
من اللواء الرابع الذي يقوده لمطاردة فرق عسكرية منشقة من داخل اراضي
لبنان".
وفي الاتجاه نفسه, توقعت مصادر دفاعية بريطانية في لندن, أن يؤدي تزايد
عدد الانشقاقات داخل الجيش والامن السوريين الى الاقتراب اكثر فأكثر من
"النموذج الاطلسي في التعامل مع ليبيا" اي الى تدخل عسكري للحلف في
سورية, بعد استدراج روسيا في نهاية المطاف للموافقة على قرار دولي
مقابل تأمين مصالحها في سورية الجديدة, ولييبا والدول الاخرى التي تشهد
ثورات الربيع العربي, او حتى من خلف ظهر مجلس الأمن عن طريق افتعال
حادث خطير على الحدود التركية, يبرر تدخلاً عسكرياً تركيا يجري دعمه
بعد ذلك من دول في "حلف شمال الاطلسي" بموجب الاتفاقات الدفاعية
الموقعة بينها وتربطها بعضها ببعض".
|