اقرأ المزيد...
17/09/2011
سقوطه رهن بانشقاق كبير في الجيش أو
انهيار الاقتصاد أو انضمام دمشق وحلب للانتفاضة
لأسد
لايزال صامداً بالحديد والنار بعد ستة أشهر من سفك الدماء
دمشق - رويترز: تابع الرئيس السوري بشار
الاسد انتفاضات الربيع العربي وهي تسقط زعيمي مصر وتونس في غضون بضعة
اسابيع ثم تطيح الزعيم الليبي السابق معمر القذافي, لكنه لا يظهر بوادر
على الرضوخ للاحتجاجات التي تتحدى حكمه الحديدي.
ومع
مرور ستة اشهر على المظاهرات ضد الاسد, تغرق سورية في عمليات سفك دماء
وركود اقتصادي وعزلة دولية أكثر من معظم الدول التي تعاني من اضطرابات
بسبب "الربيع العربي".
ويتمتع الأسد بميزتين لم يتمتع بهما الزعماء السابقون لمصر وتونس
وليبيا, فقد تحولت دفة الامور ضد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين
بن علي والرئيس المصري السابق حسني مبارك حين تخلت عنهما قوات الجيش,
وضد الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي حين تقهقر بسبب القصف الذي
قاده حلف شمال الاطلسي لقواته.
فالجيش السوري لايزال في معظمه موالياً للرئيس ويقود حملة على المحتجين
بلا كلل, تؤكد الأمم المتحدة انها أسفرت عن مقتل 2600 شخص على الأقل
منذ منتصف مارس الماضي.
وفي
حين أن القمع أدى الى فرض عقوبات غربية وأثار انتقادات اقليمية, فإن
الأسد يعلم أنه لا توجد رغبة تذكر في التدخل العسكري بدولة لديها حلفاء
اقليميون أكثر من ليبيا, وتركيبتها العرقية والطائفية معقدة وقابلة
للاضطراب.
وقال
المحلل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط بشركة "ايه.كيه.اي" لاستشارات
المخاطر ومقرها لندن آلان فريزر "من الواضح أنه ليست هناك حوافز تذكر
حتى يتدخل المجتمع الدولي كما حدث في ليبيا, والحقيقة المرة هي أنه في
الوقت الحالي لم تؤثر الفوضى على أي مكان خارج حدودها, ولم تتأثر موارد
اقتصادية كبيرة وفي الوقت نفسه سياسة البلاد معقدة جدا بحيث ان لا احد
يريد التدخل".
وبعيداً عن إقالة الأسد وزير الدفاع الشهر الماضي وهي الخطوة التي
أرجعت الى ظروفه الصحية, لم تظهر بوادر على اضطراب في صفوف قيادات
الجيش التي تهيمن عليها الاقلية العلوية.
وقال
المحلل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط بشركة "كونترول ريسكس" جوليان
بارنز ديسي "إذا استطاع الجيش أن يحافظ على تماسكه فلا يوجد شيء يذكر
يتحدى ميزان القوى".
لكن
استغلال هذا التفوق العسكري على حركة احتجاجية سلمية في معظمها له ثمن,
إذ دفع قمع الاسد الاحتجاجات الغرب الى فرض عقوبات ودعوته الى التنحي
فضلاً عن تزايد الانتقادات من دول عربية واقليمية.
واتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على مجموعة من العقوبات
تشمل حظراً على صادرات النفط السوري والتي تأتي علاوة على التراجع
الشديد في عائدات السياحة والتجارة مما يعني مواجهة سورية انهيارا
اقتصاديا تدريجياً.
لكن
الاسد صمد في وجه الازمات الدولية والعزلة من قبل خاصة بعد اغتيال رئيس
الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري العام 2005 حين أشار تحقيق اولي
للامم المتحدة الى ضلوع سورية.
وقال
بارنز ديسي "طبيعة عزلة سورية على مدى العقد الاخير هي أنها اعتادت
تماماً أن تكون بمفردها. ليست لديها هذه الروابط السياسية والاقتصادية
التي تجعلها معتمدة على لاعبين خارجيين".
وبعد
أن فرضت القوى الغربية عقوبات على سورية ودعت الاسد للرحيل, فإنها فقدت
أدوات النفوذ القليلة التي تستخدمها مع دمشق وعليها الآن أن تقنع الصين
وروسيا بدعم قرار من الامم المتحدة ضد النظام السوري.
كما
تعاني شخصيات المعارضة السورية من انقسامات ولم تستطع التوحد حول
برنامج متفق عليه او تضييق الفجوات بين من هم داخل وخارج البلاد او
التنسيق الكامل مع القاعدة العريضة من المحتجين الذين مازالوا يواصلون
تظاهراتهم.
وقال
ديبلوماسي مقيم في دمشق ان بشار لايزال محتفظاً بدعم قوي بين أغلبية
الطائفة العلوية وبعض المسيحيين الذين يخشون حكم الاقلية السنية بعد
الاسد وقطاعات من طبقة رجال الاعمال في حلب ودمشق.
لكن
اذا استمرت الاحتجاجات والقمع, فإن موقفه والدعم له سيضعفان باضطراد
على المدى الطويل بسبب المشكلات الاقتصادية والاستياء المتزايد, وقد
يواجه أيضا انتفاضة مسلحة.
وفي
غياب معارضة قوية وموحدة, أكد الديبلوماسي ان اكبر التهديدات المحتملة
للاسد ستأتي نتيجة لموجة انشقاقات كبيرة بالجيش والانهيار الاقتصادي او
انحياز المدينتين الرئيسيتين دمشق وحلب للمحتجين, إلا أنه اضاف "لا
يبدو احد هذه الاحتمالات وشيكا".
وقال
فريزر ان "الأسد لن يمارس السيطرة على سورية كما كان يفعل من قبل
أبداً, الاضطرابات منتشرة على نطاق اوسع مما يسمح بشن حملة على غرار
تلك التي وقعت في حماة... غير أن الاطاحة به ستحتاج الى الكثير". |