الموقع الرسمي 

اقرأ المزيد...

10/08/2011

ديبلوماسي خليجي: العربي سيعرض على بشار اللجوء إلى دولة خليجية مع أفراد عائلته وكلينتون قد تزور الرياض خلال أيام
خطوة السعودية ضد الأسد تغير الموقفين الروسي والصيني جذرياً وتفتح الباب أمام قرار دولي تحت الفصل السابع

لندن - كتب حميد غريافي:

قد تكون المملكة العربية السعودية "ضربت ضربتها القاضية" لنظام البعث السوري وخصوصا لرئيسه بشار الاسد, بدعوتها اياه الى وقف المجازر وسفك دماء المسلمين فورا ومواجهة واحد من خيارين: "الحكمة او الفوضى", اذ يبدو ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان "بارعا في توقيت هذه الضربة بحيث "اثلجت صدور الدول الخليجية المرتعشة من وحشية الآلة العسكرية السورية ضد شعبها, وافرجت عن مكنوناتها بالتنديد بالاسد ونظامه وافراد عائلته" عبر البدء بسحب سفرائها من دمشق, كما "منحت المجتمع الدولي السند الاسلامي - العربي لقرارات تحاول اتخاذها في مجلس الامن الدولي, ولم يكن ينقصها سوى هذا التأييد الاكثر اهمية من اي شيء آخر, للبدء بدفع البعث ومؤسساته القمعية الدموية المتسلطة نحو الهاوية".
وقال ديبلوماسي خليجي في الامم المتحدة بنيويورك اورد هذه "الحقائق" كما قال ل¯"السياسة" في اتصال بها في لندن امس "ان الموقف السعودي المتطور والحاسم سيساعد - مع ما تبعه من مواقف خليجية فورية مماثلة - روسيا والصين والدول المترددة, على تبدل كامل وسريع في مواقفها من قرار اممي اجماعي ضد نظام الاسد تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة, اذ ان موسكو وبكين وعواصم الدول الاخرى تلك تحسب الف حساب "لغضب" السعودية ودول مجلس التعاون او رضاها لأنها بيضة القبان في توازن الاقتصاد الدولي لديها وكذلك في تدفق اموال النفط لتقويم اقتصادها المتواضع الواقع تحت رحمة الولايات المتحدة واوروبا ودول الغرب عامة تدعمه ساعة تشاء وتحجبه ساعة تشاء".
واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان "موقف جامعة الدول العربية نفسه سيتطور ويتحول ضد نظام دمشق بعد الموقف السعودي الفاصل", رغم هشاشة بيان امينها العام نبيل العربي "الذي خرج من رحم الثورة المصرية ليدخل في رحم نظام الاسد من دون اي مبرر, ربما تسديدا - حسب اعتقاده - لدين سوري على مصر بوقوفها ضد نظام حسني مبارك الذي كانت مواقفه ضمن سياق الموقف العربي العام ضد ايران وارتكاباتها في المنطقة وخصوصا موقف السعودية من النظام السوري الذي اغتال حليفها رفيق الحريري في بيروت وعددا من حلفائها من وزراء ونواب في قوى "14 آذار", ثم اطبق على الوساطة السعودية المسماة "سين سين" عبر انقلاب منه بواسطة حلفائه وعملائه في "حزب الله" و"حركة امل" خصوصا على حكومة سعد الحريري بطريقة احتيالية غير قانونية ولا ميثاقية".
ونقل الديبلوماسي الخليجي في نيويورك عن احد ممثلي الدول الكبرى الخمس الاعضاء في مجلس الامن قوله ان "الدعوات المتزايدة الى امين عام الجامعة العربية الجديد للاستقالة على خلفية ما اعلنه من على باب الاسد في دمشق الشهر الماضي, لم تعد ضرورية بعد تصريحات الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي انعكست بسرعة, على تبديل موقف العربي الذي تراجع ليدعو نظام البعث الى وقف سفك دماء السوريين, وستكون هذه التصريحات المدعومة بسحب معظم السفراء الخليجيين من دمشق, نقطة الانطلاق الجديدة للجامعة العربية خلال اجتماع وزراء خارجية دولها القريب, لملاقاة الموقف الدولي وانتزاع المعارضتين الروسية والصينية على قرار ملزم لمجلس الامن".
وكشف الديبلوماسي النقاب ل¯"السياسة" عن ان اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة "قد يكلف امين عام الجامعة نقل رسالة اخيرة الى بشار الاسد في دمشق, مفادها ان كل الخيارات امامه سقطت بلجوئه الى الحل العسكري للتظاهرات السلمية, وان دول مجلس التعاون مستعدة لقبول لجوئه السياسي الى احداها مع من يشاء من افراد عائلته, على غرار استقبال الرياض الرئيس التونسي المخلوع زين الدين بن علي او حسني مبارك الذي عرضت عليه ابوظبي اللجوء الى دولة الامارات لكنه تريث ولم يفعل حتى سقط في قبضة الثورة".
وقال الديبلوماسي ان واشنطن قد ترسل وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون الى الرياض خلال الايام القليلة المقبلة "للتنسيق مع السعوديين ومسؤولين خليجيين آخرين حول كيفية الذهاب معا الى مجلس الامن مجددا لاستصدار قرار ضد نظام الاسد يكون ملزما له, كما ان فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا تستعد لإرسال مبعوث كبير للاتحاد الاوروبي للوقوف على المدى الذي ستكون دول مجلس التعاون قادرة على الذهاب اليه مع سورية".

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها