السوريون ينظرون لأي لقاء مع
مسؤول أميركي على أنه صفقة
"ويكيليكس":
الأسد متغطرس ويفتقر إلى ذكاء والده وصبره وبُعد نظره
"السياسة"
- خاص:
وصفت برقية ديبلوماسية أميركية, نشرها موقع "ويكيليكس", الرئيس
السوري بشار الأسد ب¯"المتغطرس", مؤكدة أنه يفتقر إلى ذكاء
والده وصبره ونظرته الثاقبة للأمور.
وأكدت البرقية, الصادرة عن السفارة الأميركية في سورية في
يونيو 2009 وتحمل الرقم "09Damascus
384",
أن "غطرسة" الأسد التي تعد "نقطة الضعف في شخصيته" تعرقل أي
لقاء ناجح مع المسؤولين الأميركيين, مشيرة إلى أن الجهاز
المسؤول عن السياسة الخارجية السورية يفتقر إلى الكفاءة
والمرونة العملية, كما يتسم بالضعف وعدم الفعالية رغم وجود بعض
الشخصيات الديبلوماسية التي تتسم بالمهارة ووضوح الرؤية, إلا
أن هذه الشخصيات تنفذ تعليمات الأسد على المستوى الديبلوماسي.
ورغم أن الديبلوماسية تتطلب مرونة إلا أن المسؤولين السوريين -
وفقاً للبرقية - لايترددون في ابتاع أسلوب الخشونة والشراسة من
أجل تحقيق أهدافهم, ويتشبثون بمواقفهم أثناء عملية التفاوض.
واضافت البرقية "إذا كان (الرئيس الراحل) حافظ الأسد طويل
الباع صبوراً مثقفاً ولديه الطاقة للاستمرار بالتفاوض مع الطرف
الآخر, فإن ابنه بشار يختلف عنه ولايملك الخلفية الثقافية
والتاريخية التي يملكها والده كما يفتقر إلى بعد النظر الذي
كان يميز والده".
ومع اتباع الأسلوب الديبلوماسي المباشر, إلا أن سلوكيات بشار -
بحسب البرقية - تتسم بالعناد والصلابة الجافة التي تثير مشاعر
الإحباط لدى من يواجهه أو يتحداه, وربما استطاع أن يحقق بعض
النتائج التي يريدها لكن على حساب الوقت الطويل الذي يستغرقه
في التعامل مع الأطراف الأخرى.
وإذ اشارت إلى أنه في حال فهمت الإدارة الأميركية أسلوب بشار
فإنه من المؤكد أن تحقق معه بعض النتائج التي تتطلع إليها,
أكدت البرقية أن الديبلوماسيين السوريين ملتزمون توجيهات الأسد
الذي يتلقى بدوره نصائح من وزير خارجيته وليد المعلم وشقيقه
ماهر ونائبه فاروق الشرع والمسؤولين في الاستخبارات
والمستشارين في مجال الأمن.
واضافت ان هؤلاء يخضعون بدورهم لسيطرة ومراقبة الأسد, ولاتوجد
حدود واضحة بين صلاحيات هؤلاء المستشارين, فاختصاصاتهم تتداخل
بطريقة ملحوظة الأمر الذي يؤدي إلى حدوث توترات.
ووقفاً للبرقية, فإن القليل من هؤلاء يتمتعون بالثقة الكاملة,
كما أن الأسد يجد صعوبة في تناول أكثر من مسألة واحدة معهم
تتعلق بالسياسة الخارجية في وقت واحد.
ووصفت البرقية عدم وجود بريد إلكتروني لوزارة الخارجية السورية
ب¯"الأمر العجيب", مشيرة إلى أن كل ما هو موجود في مجال
الاتصال عبارة عن هاتف وفاكس.
وكشفت أن السوريين ينظرون إلى أي لقاء مع مسؤول أميركي على أنه
صفقة محتملة, موضحة أنهم يلجأون إلى إطلاق التصريحات
الاستفزازية لتخويف وإرباك الديبلوماسيين الأجانب, كما يرددون
عبارات معنوية تؤكد التزامهم المبادئ والأخلاق في العلاقات
والتعامل مع الغير رغم الطابع النفعي والمصلحي الذاتي
والانتهازي الذي يغلب على أفعالهم وتصرفاتهم. |