الموقع الرسمي 

 

اقرأ المزيد...

10/09/2011

عاصفة ردود واستهجان من "14 آذار" لدعم الراعي بقاء نظام الأسد وسلاح "حزب الله"
شمعون لـ"السياسة": أنصح البطريرك بأكل الزعتر لتنشيط ذاكرته

 

 

 

بيروت - "السياسة" والوكالات:

أثارت المواقف التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا, موجة من التساؤلات واستهجان معظم القيادات السياسية والمسيحية في قوى "14 آذار" خاصة لجهة دفاعه عن سلاح "حزب الله" وتخوفه من سقوط النظام السوري لما سيكون له من ارتدادات على المسيحيين في سورية.
ورأت هذه القيادات في كلام الراعي خروجاً على ثوابت بكركي التي بقي سلفه الكاردينال نصر الله صفير متمسكاً بها يوم كان لبنان يرزح تحت الوصاية السورية, فلم يغير ولم يبدل من موقفه قيد أنملة حيال سورية. كما أعربت عن خشيتها أن تكون لهذه المواقف الجديدة لسيد بكركي تداعيات سلبية على المسيحيين في لبنان أيضاً فيتحولون إلى أهل ذمة من جديد من خلال خوفهم من الأكثرية السنية والسعي لتأمين حمايتهم من الأقليات, أكان العلويون في سورية أو الشيعة في لبنان.
وتعليقاً على مواقف الراعي, قال رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون ل¯"السياسة": "أنصحه أن يأكل القليل من الزعتر كي يستعيد ذاكرته ويسترجع ما فعله حكم الوصاية السورية في لبنان", متسائلاً "لماذا الخوف من سقوط النظام في سورية طالما أن المسيحيين في هذا البلد مواطنون من الدرجة الثالثة وأي نظام سيأتي بعد هذا النظام سيكون المسيحيون في حال أفضل مما هم عليه الآن?"
واضاف ان "حلمنا أن يصبح المواطن المسيحي في سورية كما في لبنان مواطناً من الدرجة الأولى, ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك في ظل هكذا نظام"?
وبشأن دفاع البطريرك عن سلاح "حزب الله" وربطه بانتهاء احتلال الأراضي اللبنانية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلدهم, رأى شمعون أن هذا الكلام في غير محله, وقال: "نحن نريد دولة بجيش واحد وليس بجيشين وطالما هناك دولة ثانية فهذا يعني أن قرار الحرب والسلم هو بيد الدولة التي تملك السلاح, ما يجعل الدولة المركزية أسيرة هذا السلاح", مستغرباً كلام الراعي من باريس وبعد لقائه القيادات الفرنسية التي وقفت طوال تاريخها السياسي إلى جانب لبنان.
في سياق متصل, قال نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان, تعليقاً على مواقف الراعي, "هناك خط تاريخي لبكركي لا أحد يستطيع أن يتصوره خارج مساره الطبيعي, وسنفصل بين العلاقة مع بكركي وبين موقفها", مؤكداً أن "موقف "القوات" واضح في هذا المجال (لدعم الشعب في سورية), ويوماً بعد يوم سنطالب به أكثر", مشدداً أن "القوات مع مبادئ بكركي التاريخية".
وبشأن سلاح "حزب الله", أضاف عدوان "لقد قدمنا كل التضحيات لتكون لنا دولة لبنانية قوية, ونريد أن تقوم الدولة باستكمال التحرير بقدراتها الشرعية أو بعلاقاتها الديبلوماسية, لكن لا نريد أن نعطي تبريراً لقيام دولة خارج الدولة, وموضوع السلاح غير الشرعي يضرب كل مفهوم الدولة اللبنانية, وإن المسيحيين وكذلك كل اللبنانيين ثابتون على هذا الموقف".
بدوره, أبدى عضو كتلة "القوات" النائب انطوان زهرا استغرابه لتصريحات الراعي, "وإن كان الأخير يعبر فيها عن هواجس الوجود المسيحي في الشرق الاوسط انطلاقاً من الثقافات المعممة منذ مئات السنين", لافتاً الى "ان الوجود المسيحي غير مرتبط بحمايات معينة من قبل انظمة او غيرها بل بالدور الذي يقوم به هذا الوجود والموقع الذي يحتله بين محيطه".
وأكد زهرا في تصريح إلى جريدة "ايلاف" الالكترونية أنه يخالف رأي البطريرك في نظرته إلى الوضع في سورية وتخوفه من النظام البديل, ولا يعتبر ان هناك خطراً على الاقليات المسيحية في سورية في حال مجيء نظام بديل من نظام الأسد.
من جهته, توقف نائب رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سجعان قزي عند ثلاثة أمور في كلام الراعي "أولها صدوره بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين في الدولة الفرنسية الذين يخالفونه الرأي في نظرتهم الى الموضوع السوري, وثانيها اتخاذه مواقف ذات شأن داخلي واعلانها من دولة اوروبية, وثالثها اطلاق هذه المواقف السياسية التي لها بعد مصيري من دون العودة الى مجلس المطارنة في لبنان والى المرجعيات السياسية المسيحية, ورابعها تناقض المواقف المذكورة مع مواقف سابقة للبطريرك الراعي قبل ان يصبح بطريركاً".
وأوضح أنه بناء على هذه الملاحظات "لابد من انتظار عودته (إلى لبنان) للوقوف على الخلفيات التي حدته لاتخاذها", مؤكداً أن كلام البطريرك أثار ردود فعل غير ايجابية في الأوساط, "خصوصاً ان الرأي العام المسيحي غير مهيئ لسماع مثل هذا الكلام يصدر عن بطريرك الموارنة".

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها