رايس: الضغوط ستتواصل لتحقيق
الانسحاب الكامل
05/03/14
محادثات سرية بين
دمشق وبيروت لضم ألف عميل سوري إلى الأجهزة اللبنانية
بيروت - لندن - »السياسة«:
أكدت السلطات اللبنانية أمس للمبعوث الخاص للأمم المتحدة تيري رود لارسن
تعاونها لتطبيق القرار الدولي ,1559 بينما استمرت المعارضة في تعبئة صفوفها
لحشد مناصريها اليوم في ساحة الشهداء على الرغم من تحذيرات الرئيس اميل لحود
ودعوة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الى التعقل وعدم تدمير
اقتصاد البلاد بالتظاهرات.
وفي حين انسحب ألف جندي سوري أمس الى داخل الأراضي السورية اعتبرت واشنطن ان
ثمة »عناصر ايجابية« في إعلان الرئيس بشار الأسد سحب قواته, مؤكدة انها
ستواصل الضغوط على دمشق لتطبيق القرار الدولي 1559 بحذافيره وهو الموقف ذاته
الذي أعلنت عنه فرنسا.
لكن يبدو أن سورية تبيت عكس ما تعلن فقد كشفت أوساط لبنانية مطلعة أمس ل¯
»السياسة« ان رئيس الاستخبارات السورية في لبنان العميد الركن رستم غزالة
اجتمع في عنجر مع مدير الأمن العام اللبناني اللواء الركن المتقاعد جميل
السيد ومدير استخبارات الجيش العميد ريمون عازار ومدير جهاز أمن الدولة
العميد ادوار منصور لتنسيق استيعاب ألف عميل استخبارات سوري في الأجهزة
الامنية اللبنانية وكيفية توزيعهم عليها.
وذكرت الأوساط ان مسؤولين سابقين كانوا ضمنوا لوائح منح الجنسية لأكثر من 350
ألف من العرب, اسماء اربعة الاف سوري تلقوها من رئيس جهاز الاستخبارات
العسكرية السورية السابق في لبنان ووزير الداخلية السوري الراهن اللواء الركن
غازي كنعان, و»هؤلاء باتوا الان مواطنين لبنانيين يحملون الهوية اللبنانية
وجوازت سفر لبنانية«.
وقالت المصادر ذاتها ان عدداً من هؤلاء المتجنسين الاستخباريين يعملون داخل
مؤسسات الدولة بعدما جرى تعيينهم على مراحل وفي مؤسسات شبه خاصة او خاصة مثل
مطار بيروت والمصارف ووزارات الكهرباء والداخلية والاقتصاد وغيرها الى جانب
مواقع حساسة لهم داخل اجهزة الامن اللبنانية نفسها.
ولفتت الاوساط من جانب اخر الى ان العميد غزالة بدأ في نقل محتويات مكتبه في
عنجر إلى دمشق والتي تتضمن اثاث مقره الفاخر المهدى اليه من احد الساسة
المتمولين اللبنانيين وخزائن ملفات رسمية بالاضافة الى حمولة شاحنة كاملة من
هدايا السجاد على اختلاف انواعه كان تلقاها على مر سنيه في لبنان من مصادر
مختلفة يقال ان بينها سجادة عجمية تبلغ قيمتها اكثر من 100 ألف دولار هدية من
الرئيس الراحل رفيق الحريري نفسه«.
في غضون ذلك اكد الرئيس اللبناني اميل لحود للمبعوث الدولي تيري رود لارسن في
بيان نشر بعد اجتماعهما في بيروت امس »على التعاون معه في مهمته انطلاقاً من
احترام لبنان لقرارات الأمم المتحدة«.
واضاف لحود انه »سيصار الى تحديد موعد نهائي« للانسحاب السوري الكامل من
لبنان بالتشاور بين حكومتي البلدين والقيادتين العسكريتين.
وتابع »ان القيادتين اللبنانية والسورية توافقتا على تنفيذ سلسلة اجراءات
عسكرية تندرج في اطار تطبيق اتفاق الطائف, وان المرحلة الأولى من هذه
الاجراءات ستنجز قريباً بانسحاب القوات السورية العاملة في لبنان الى منطقة
البقاع كمرحلة اولى«.
واعلن لارسن ان هناك اتفاقاً كاملاً بين الطرفين مؤكداً ان ذلك في مصلحة جميع
الاطراف المعنية (..) انني سعيد بان اعلن لكم اننا متفقون على جميع المسائل.
من جهتها اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان ثمة »عناصر
ايجابية« في اعلان سورية قرارها سحب قواتها من لبنان, مشيرة في الوقت نفسه
الى ان واشنطن ستستمر في الضغط على دمشق.
وقالت رايس متحدثة لشبكة »ايه بي سي« التلفزيونية من الواضح ان ثمة عناصر
ايجابية في هذا الموقف من الايجابي ان تبدأ سورية بسحب قواتها من لبنان وليس
فقط الى الحدود.
واضافت لكننا سنواصل الضغط من اجل الالتزام الكامل بالقرار 1559 الذي طالب
فيه مجلس الامن بانسحاب كامل للقوات السورية من لبنان.
وقالت رايس ان »الحل يكمن في انتشال لبنان من الاوضاع المصطنعة نتيجة وجود
القوات المسلحة واجهزة المخابرات السورية. واؤكد ان لارسن حصل على ما يبدو
على تعهد بان »هذا الانسحاب« سيشمل اجهزة المخابرات وهي نقطة مهمة جداً«.
من جانبه اعلن مستشار البيت الابيض لشؤون الامن القومي ستيف هادلي انه »علينا
الانتظار بعد للاطلاع على تفاصيل« مهمة لارسن. واكد انه في نهاية المطاف
المهم الافعال وليس الاقوال.
وقال هادلي في حديث مع تلفزيون »فوكس نيوز« ان التقارير الاولية مشجعة وذكر
بمطلب واشنطن بان تكون الانتخابات المقررة في الربيع في لبنان »حرة ونزيهة
دون اي تدخل خارجي«.
من ناحية ثانية تتحضر المعارضة اللبنانية لحشد مناصريها اليوم في قلب العاصمة
بيروت لاظهار قوة شعبية في وجه التظاهرة الكبيرة التي نظمتها الاحزاب
والتنظيمات الحليفة لسورية في لبنان الثلاثاء الماضي.
وفي حين تتحضر المعارضة الى المظاهرة المناهضة لسورية يستمر حلفاء سورية في
النزول الى الشارع وقد اجتمع عشرات الالاف منهم بعد ظهر امس في ساحة مدينة
النبطية الجنوبية تحت شعار »الوفاء لسورية«.
وفي بيروت نزل اكثر من ثلاثة الاف من مؤيدي الحزب الشيوعي الى الشارع للمرة
الأولى تعبيراً عن دعمهم لانسحاب القوات السورية ورفضهم التدخل الاجنبي الذي
يمثله بالنسبة اليهم القرار 1559 .
وكان الرئيس لحود حذر السبت من »كارثة« اذا استمرت التظاهرات. |