مساعدات أوروبية . أميركية مالية وعسكرية لدعم لبنان الديمقراطي

المعارضة اللبنانية تصعِّد وتحشد لتظاهرة الاثنين بدعم واسع

مساعدات أوروبية . أميركية مالية وعسكرية لدعم لبنان الديمقراطي

11 ألف شاب وشابة رسموا العلم اللبناني

بيروت - لندن - »السياسة«:
دمشق - عمان - الوكالات:
تستعد المعارضة اللبنانية لتصعيد ضغوطها على السلطة الموالية لدمشق رداً على رفض رئيس الوزراء المكلف عمر كرامي لشروطها المتمثلة في اقالة ومحاكمة رؤساء الأجهزة الأمنية الستة والمدعي العام التمييزي والموافقة على تحقيق دولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
وفي حين تعهد الرئيس السوري بشار الأسد أمس سحب جميع قواته واستخباراته من لبنان وفقاً للقرار الدولي ,1559 كشفت مصادر ديبلوماسية بريطانية ل¯ »السياسة« ان الأسد يتجه حالياً لإقالة معظم قادته الأمنيين وإحالة بعضهم الى المحاكمة بالاضافة الى ابعاد نائبه عبدالحليم خدام ووزير خارجيته المتزمت فاروق الشرع تمهيداً لتغيير واجهة حكمه التي اهتزت بقوة بعد تدويل الملف اللبناني وتسليط الضوء على الوضع الداخلي السوري.
وتزامن تعهد الرئيس السوري بتنفيذ القرار 1559 كاملاً مع تهديد أميركي باللجوء إلى »خيارات مؤلمة« ضد دمشق إذا لم تنه وجودها الاستخباري في لبنان وتكف عن التدخل في حياته السياسية.
وقالت مصادر ديبلوماسية أميركية إن الإدارة الأميركية وجهت رسالة حازمة وصارمة للقيادة السورية عبر قنوات ديبلوماسية عربية وسيطة مفادها ان الولايات المتحدة الأميركية لا تقبل أي مساومة سورية على التنفيذ الكامل والحرفي لبنود القرار الأممي 1559 الذي تحاول دمشق طبقاً للمصادر الاستعاضة عن تطبيقه بتنفيذ فوري وعاجل لاتفاق الطائف, وهو ما أثاره الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان, بالحديث عن أي فرصة للانسحاب السوري الكامل من الأراضي اللبنانية.
وأشارت المصادر الأميركية الى أن الرسالة الأميركية لدمشق دون الكشف عن الوسيط العربي الناقل, تتضمن تحذيراً لدمشق يتحدث عن التطبيق الكامل لبنود 1559 بجميع مضامينه وبنوده, والكف عن التدخل في الشأن اللبناني, وأن الولايات المتحدة لها القدرة على رقابة أي انتهاكات سورية للقرار الدولي من خلال أجهزة المخابرات السورية التي ستظل في لبنان تحت لافتات اخرى لن تنطلي على المجتمع الدولي, مؤكدا ان البديل لعدم الالتزام السوري بإرادة المجتمع الدولي سيكون مجموعة ما أسمته المصادر »خيارات مؤلمة« ستكون وخيمة على دمشق.
وفي وقت تستمر فيه القوات السورية بسحب قواتها العسكرية من المدن اللبنانية, أكدت المصادر الأميركية أن واشنطن لن تعيد السفيرة الأميركية الى العاصمة السورية دمشق في وقت قريب, حيث كانت مارغريت سكوبي استدعيت الى بلادها, بعد أقل من يومين على مقتل الحريري حيث ألمحت واشنطن بقوة الشهر الماضي الى أن المخابرات السورية هي التي دعمت ونفذت عملية قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق.
وكان الرئيس الأسد تعهد أمس بسحب كل القوات السورية وأجهزة الاستخبارات من لبنان وفقا للقرار 1559 وذلك في ختام لقاء في حلب(شمال سورية) مع الموفد الخاص للامم المتحدة تيري رود لارسن.
وأوضح إعلان رود لارسن الذي جاء في بيان ان المرحلة الاولى من الانسحاب ستنتهي في نهاية مارس لكنه لم يحدد موعدا للمرحلة الثانية.
وقال لارسن في بيان قرأه المتحدث باسم الامم المتحدة نجيب فريجي في بيروت ان الرئيس السوري»تعهد سحب كل القوات مع أجهزة الاستخبارات من لبنان بما يتطابق مع قرار مجلس الأمن رقم 1559« .
وتابع رود لارسن »سأقدم إلى الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان تفاصيل جدول زمني لانسحاب كامل لدى وصولي الى نيويورك مطلع الاسبوع المقبل«.
وجاء في النص أن »الانسحاب سيجري على مرحلتين. الاولى تتضمن انسحاب القوات العسكرية واجهزة الاستخبارات الى سهل البقاع (شرق لبنان) قبل نهاية مارس.
وقسم كبير من هذه القوات السورية وضمنها اجهزة الاستخبارات سينسحب نهائيا من لبنان الى داخل سورية في اطار هذه المرحلة الاولى«.
واضاف البيان»ان المرحلة الثانية ستؤدي الى انسحاب كامل وتام لجميع القوات والعتاد والاجهزة« دون تحديد تاريخ.
وهي المرة الاولى التي يعلن فيها الاسد انسحاباً لاجهزة الاستخبارات. ويصعب تقدير عدد اعضاء هذه الاجهزة في لبنان لكن خبراء غربيين يقدرونها بثلاثة الى اربعة الاف عنصر.
واضاف تيري رود لارسن انه بحث مع الاسد في »كل المسائل المتعلقة بتطبيق القرار 1559«, واصفا اللقاء بانه»بناء جدا« و»ابدى ارتياحه لتعهد بشار الاسد بتطبيق القرار 1559 كاملا«.
واكد انه سيواصل »الحوار« مع الرئيس السوري و»الاطراف الاخرى المعنية بالتطبيق الكامل لبنود القرار 1559«
في هذه الاثناء واصلت المعارضة اللبنانية , التي تعززت باتصالاتها الدولية, ضغوطها على السلطة الموالية لنظام دمشق وتستعد لتنظيم تظاهرة حاشدة غدا في ذكرى مرور شهر على اغتيال الحريري.
واعلنت المعارضة على لسان عدد من اقطابها البارزين امس رفضها القاطع المشاركة في حكومة وحدة وطنية إذا لم يتبن رئيس الحكومة المكلف عمر كرامي مطالبها مسبقاً, ودعت كرامي الى التخلي عن »الاساليب الستالينية« التي ورثها عن النظام السوري.
كما اعربت عن مخاوفها من محاولات ل¯»تطيير« الانتخابات التشريعية المقررة في مايو المقبل.
ويتوقع ان تحظى المعارضة اليوم بدعم وفد من الحزب الاشتراكي الاوروبي الذي يضم خصوصا السكرتير الاول للحزب الاشتراكي الفرنسي فرانسوا هولاند . وسيلتقي الوفد الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وكان أكثر من عشرة الاف متظاهر اصطفوا أمس وهم يحملون قطع كرتون ملونة على شكل علم لبناني ضخم تكريما للحريري, وذلك في ساحة الشهداء حيث دفن جثمانه .
وبلغت مساحة العلم اللبناني الذي شكله المحتشدون بقطع الكرتون الحمراء والبيضاء والخضراء 3.800 متر مربع. وكانت الجهة المقابلة من قطع الكرتون سوداء اللون حيث كان المتظاهرون يحولون العلم للون الاسود كلما ورد ذكر رفيق الحريري.


مساعدات أوروبية . أميركية مالية وعسكرية لدعم لبنان الديمقراطي

لندن - كتب حميد غريافي:
كشف ديبلوماسي فرنسي في الأمانة العامة للاتحاد الاوروبي في بروكسل النقاب أمس السبت عن أن مسؤولي الاتحاد الذين استقبلوا وفد المعارضة اللبنانية »المحوا لبعض أعضاء الوفد بأنهم على استعداد للبحث في إعادة النظر في الديون الأوروبية للبنان البالغة أكثر من 20 بليون دولار وكان آخرها ديون »باريس2« الذي استطاع رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري تحقيقها«.
وقال الديبلوماسي ان فرنسا ستقود حملة داخل الاتحاد الاوروبي »المهيأ أصلاً لمساعدة لبنان بعد خروج السوريين منه وإجراء انتخابات نيابية حرة ديمقراطية خلال الشهرين المقبلين« من أجل »مساعدة أي نظام جديد ديمقراطي وحر وكامل السيادة بعيداً عن هيمنة الأجهزة العسكرية ويتمتع باحترام العالم« وأضاف الى قوله ان الرئيس جاك شيراك »مستعد لخيارات عدة تخفف الضغط الاقتصادي عن حكم جديد يخلف نظام اميل لحود واستخباراته, من بينها اعفاء اللبنانيين من 50 في المئة من الديون الأوروبية كدعم من الاتحاد الاوروبي للانطلاقتين السياسية والاقتصادية الجديدتين, مع تقديم هبات اوروبية اقتصادية وعسكرية ومالية بحدود ثلاثة بلايين يورو للمساهمة في اعمار ما لم يستطع الحريري انجازه بسبب اغتياله من مخلفات الحرب اللبنانية, وخصوصا لدعم عودة شاملة للمهجرين اللبنانيين من قراهم وبلداتهم التي تركوها خلال تلك الحرب, مع تقديم مساعدات مادية لهم وإعادة إصلاح ما تهدم من منازلهم لاقفال هذا الملف بصورة نهائية وحاسمة«.
ونقل الديبلوماسي الفرنسي عن مسؤولي الاتحاد في بروكسل استعدادهم, ليس فقط للتنازل عن 50 في المئة من مجمل ديون لبنان الاوروبية, بل »لمنح لبنان فترة سماح لتأجيل استحقاقات ما تبقى من ديونه تصل الى 10 سنوات, شرط ان يخلف الحكم الراهن فيه الذي لا تثق به دول اوروبا, حكم معتدل, فاعل, يبدأ فوراً بمشروع إصلاحي على مختلف الأصعدة, ستكون أوروبا جاهزة لدعمه ومساندته من أجل الوصول بهذا البلد النموذج للديمقراطية الحقيقية في منطقة لا تفقه معناها كما يجب, لأن يكون الأساس الصلب لأي نشر للديمقراطية في الشرق الأوسط مستقبلاً«.
وأماطت جهات دفاعية بريطانية في لندن اللثام عن ان دول اوروبا المنضوية تحت لواء حلف شمال الاطلسي »ستكون على استعداد للمساهمة الفعالة في بناء الجانبين التسليحي والتدريبي للقوات المسلحة وللأجهزة الأمنية اللبنانية, من أجل جعلها أكثر فاعلية وحداثة, بما في ذلك تقديم أسراب جوية من أحدث أنواع المقاتلات الاوروبية وبرية من الدبابات والآليات, كي يتمكن لبنان من حماية كل حدوده في وقت قريب من أي مطامع أو اعتداءات من جيرانه«.
وقالت الجهات الدفاعية البريطانية أن الولايات المتحدة بصدد تقديم سلة متكاملة من الدعمين الاقتصادي والتسليحي للبنان لتحويله الى قوة لا يستهان بها في المنطقة لحماية حريته وديمقراطيته التي عليهما تحاول الولايات المتحدة بناء انطلاقة مشروعها لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط«.
ونسبت الجهات البريطانية الى مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين في واشنطن قولهم ان ادارة الرئيس جورج بوش »على استعداد لتحويل كميات كبيرة من الأسلحة الأميركية والمعدات وحتى المقاتلات الجوية وطائرات الهليكوبتر من مستودعاتها في العراق وقطر وبعض دول المنطقة الى لبنان متى استقرت فيه الأوضاع بعد التنفيذ الدقيق والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1559 لجهة الانسحاب السوري الكامل وتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من أسلحتها, ونشر الجيش اللبناني على كامل حدوده الاسرائيلية والسورية على السواء اذ تعتقد هذه الادارة ان لبنان قوياً ينهض مقابل عراق قوي في المستقبل المنظور مع حدوث تغييرات جذرية في المنطق والتفكير السوريين من شأنه أن يشرع بسرعة أبواب المنطقة على الديمقراطية والسلام الحقيقيين«.
وقالت الجهات البريطانية أن واشنطن أعربت عن استعدادها »لدعم لبنان حر ديمقراطي يتمتع بكامل سيادته بكل المقومات الاقتصادية والمالية والعسكرية, اذ باتت تعتبره عن حق وحقيق, الى جانب عراق المستقبل, اساس سياستها الديمقراطية في الشرق الأوسط, وهي لم تعد مترددة اطلاقاً في سبيل ذلك لحمايته بمظلتها في المنطقة من أي اخطار خارجية بعد الآن, وهذا ما بدأ يتجلى في أحاديث وتصاريح وخطب الرئيس بوش العاطفية الأخيرة حول الدور الريادي المقبل للشعب اللبناني في تحسين مصير شعوب المنطقة العربية برمتها«.